ستات الشاي والباعة المتجولين بقلم حامد ديدان محمد

ستات الشاي والباعة المتجولين بقلم حامد ديدان محمد


03-22-2018, 05:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521735444&rn=0


Post: #1
Title: ستات الشاي والباعة المتجولين بقلم حامد ديدان محمد
Author: حامـد ديدان محمـد
Date: 03-22-2018, 05:17 PM

05:17 PM March, 22 2018

سودانيز اون لاين
حامـد ديدان محمـد-
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم
الشاطـــئ الآخـــــر


في الزمن الجميل ، عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة ، هناك رب بيت يعمل في شغله لتوفير إحتياجات أسرته من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وعلاج وكان يجنى من عمله ، سواء كان موظف أو تاجر أو عامل ما يكفي الأسرة حتى من الكماليات كالرفاهية وربة البيت تقوم برعاية الأسرة وحاجياتها من طبخ وغيره ولم يعرف السودان في ذلك الزمن إمرأة عاملة اللهم إلا في البادية والريف وبعض الشركات والمصانع حيث تخرج المرأة للعمل جنباً إلي جنب مع الرجل نعم ، هناك موظفات في مكاتب الدولة ومعلمات وممرضات وهن قليلات وليس بهذا الكم الهائل منهن في زمننا ( النحس !) هذا لم يعرف السودان ستات الشاي ولا الباعة المتجولين وبينهم نساء فقد حتمت الظروف المعيشية الصعبة وصعوبة الحصول على ( القرش !) حتمت على النساء والشباب من الجنسين بالعمل ليل ونهار بجانب رب البيت وهم بالكاد يوفرون لقمة العيش وغابت الرفاهية بين العاملات السودانية وأختفت طبقة إجتماعية كاملة عن الوجود ألا وهي الطبقة الوسطى فصار في المجتمع السوداني طبقتان هما : طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء كل هذا حدث بين يوم وليلة في بلدنا المضياف وأصحابه الكرماء ، السودان.
إنها ظاهرة ( عجيبة !) حيث تكدست أسواقنا بالباعة المتجولين وستات الشاي أنا نفس بعد ما عدت من الخارج ، كتبتُ عن ( ست الشاي !) وعلى ما أظن فإن ذلك قبل عشرة سنوات وكنتُ قد أوضحتُ ( عجبي!) بست الشاي التي خرجت للعمل مع الرجل ولكن الوضع ليس هذا الكم الهائل منهن مما أثار أندهاش وإندهاش كل غيور حر على المرأة السودانية. أنظر إلي الاسواق في العاصمة الوطنية أم درمان والخرطوم والخرطوم بحري خذ مثلاً شارع النيل بالخرطوم وهو واجهة سياحية لبلدنا الذي مع قيام الحرب الأهلية فقد كثيراً من ( السياح !) في شارع النيل ، تحد كل أصناف المجرمين والجريمة : هناك مسوقي المخدرات وهناك شرب الخمر بالإضافة إلي العطالة والفااقد التربوي .
هنـاك بعـض سـتات الشـاي قـد أنخرطن في مساعدة المجرمين وهن ( يتظاهرنّ! ) بأنهن فقط ستات شاي ويصنعن الشاي ويبعنه لكل زبون وأن المجرمين يجب أن تقوم بهم الشرطة والتي سهرت الليالي في سبيل القضاء على الجريمة والمجرمين لكن الوضع مأسوي خاصة عندما جاءنا وافدونا وبخاصة من دولة سوريا ( الخربانة !) وعدد كبير منهم يعمل في إستيراد المخدرات وتسويقها وهم على درجة كبيرة من الذكاء من هذا العمل . أرجو أن لا أكون قد ظلمتهم ولكن هذا واقع الحال فنحن نرحب بهم ولكن دون جريمة وإجرام ، فهم إما تجار مخدرات أو ( شحادين !) وبخاصة النساء منهم مما سبب صداع كبير لأمن السودان ولكن ( معليش !) لا يستطيع السودان منعهم من المجئ إليه . وبخاصة أن سوريا يرثى لها .
نعود إلي بلدنا السودان ونشوف مشاكل المرأة فيه في يومنا هذا وقد إخترتُ ست الشاي وكما ترون فإنها أي ست الشاي تقوم بعمل متعب من أجل الحصول على لقمة العيش وتعليم ( العيال !) وتربيتهم وعلاجهم هي لم تفعل ذلك إلا لانها مضطرة بعد أن أطبق الزمن ( الاسود !) جناحه حولها ولم ينظر إليها بعطف من المجتمع السوداني ، وأول ذلك فإن السواد الاعظم منهن يعملن تحت رواكيب من ( الخيش!) وبجانب ذلك فهي تعمل بجد بجانب الرجل ، في التجارة المتجولة مثل بيع الملابس المستعملة ! تلك هي بائعة الشاي في أسواقنا الكبرى والصغرى في الخرطوم وهناك بائعات شاي في الأقاليم .
إذا عدنا إلي الباعة المتجولين نجد الأسواق ( مليانة!) بهم حتى تعجز أنت عن السـير ( لشق!) السـوق ووصـولاً إلي هدفك وبجانب كل منهم أومعظمهم ( مكرفون!) آلي يروج لسلعته وأنها جيدة ورخيصة أو الاسعار منخفضة . ولكن أكاد أجزم ان تلك السلع فيما عرف بالمخفضة لا فرق بينها وبين سلع السوق عامة ( والحكاية !) كلها هلع في هلع ! وقد ذكرتُ في مقال سابق أن الغلاء الفاحش الذي يشهده السوق السوداني لا علاقة ( كبيرة !) للضأقة الإقتصادية العالمية ولا علاقة لإرتفاع الدولار الجمركي ( المجنون!) فبعدما وصل إلي ما فوق الخمسين جنيـه نزل إلي العـشرين والثلاثين ولم ينزل سـعر المواد في السوق السوداني ( المكلوم !) وقد قلتً يومها يجب إعادة النظر في سوقنا المفتوح أو الحر ويجب وضع تسعيرة لكل المواد لان الموضوع وصل إلي درجة الإندهاش وفقدان الصواب.
وآخيراً هلا عرفنا حلاً لستات الشاي والباعة المتجولين ؟! نأمل ذلك.


آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين .