كُلية الفنون .. فليستمِر البريق .. !! - بقلم هيثم الفضل

كُلية الفنون .. فليستمِر البريق .. !! - بقلم هيثم الفضل


03-21-2018, 05:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521607244&rn=0


Post: #1
Title: كُلية الفنون .. فليستمِر البريق .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-21-2018, 05:40 AM

05:40 AM March, 20 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

قبل يومين ولأسباب مُتعلِّقة بالعمل ، قمتُ بزيارة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية التابعة لجامعة السودان ، وكان في إستقبالي ورفقائي الأخ الدكتور / أبوبكر الهادي الذي حاز على لقب أصغر عميد للكلية منذ إنشائها ، ولعمري في ذلك مدلولات هامة تتعلَّق بأهمية فتح أبواب المناصب الحساسة والمهمة للشباب وذلك لمزيد من العطاء والحماس والنشاط والمقدرة على الإبتكار والإتيان بجديد في عالمنا السوداني المعاصر الذي لم يزل منذ سنين مديدة لا يبارح ما بناه السابقون ، وقد بدت الإشراقات واضحة للعيان في مجالات عُدة منها التخطيطي والأكاديمي والميداني ، كما بدا حماس السيد العميد واضحاً وساطعاً ومُحدَّداً عبر أفكار ومخططات تهدف إلى تطوير وتنمية إمكانيات الكلية وقدراتها والإستزادة من رفد سمعتها الطيبة في الواقع الإقليمي والدولي ، لكن أيضاً بدت على كلية الفنون التي تم بناءها وإنشاءها في العام 1946 تحت مُسمى (المعهد الفني) أنها ترفُل في ثوب القِدم والحوجة الماسة إلى الترميم والتوسعة والتجهيز الفني والتقني ، بل ربما إلى إعادة بناءها في مكان يليق بقيمة الفن والإبداع ودورهُ الهام في بناء الأمم والبلدان ، فهذا الصِرح الإبداعي والأكاديمي والتاريخي التليد طالما قام بتغذية إحتياجات البلاد من المبدعين في مجالات عدة أهمها الطباعة والتصميم بشتى أشكاله وإتجاهاته ، فكوَّنوا لبِنة أولى إستطاعت أن تُعبِّر عن الهوية الثقافية والحضارية المتنوعة في هذا الوطن ، ثم كان خريجيها هم البذرة الأولى لتعليم مادة الفنون في المدارس الثانوية منذ عهود مضت ، أما حركة التجريب الإبداعي الحُر فقد رفدت العالم بالكثير من التشكيليين الذين عُدوا من أصحاب المدارس الفنية فإحتفت بهم العواصم العالمية أكثر مما إحتفت بهم بلادنا من أمثال إبراهيم الصلحي وأحمد عبد العال وراشد دياب وغيرهم من الذين هُم أعلام في الخارج ولكنهم مجهولين في أوطانهم ، كلية الفنون بوضعها الحالي يجب أت تتحوَّل إلى متحف يؤرِّخ لتاريخ صناعة الفنون والإبداع التشكيلي في السودان من منظور أكاديمي وتخطيطي ، لكنها تستحق ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين أن تُحظى بإهتمام خاص من الدولة عبر إدارة جامعة السودان وأن تحصل على موقع يمُثِّل واجهة فنية وإبداعية تًعبِّر عن حضارية العاصمة ، وأن يتم تصميمها وبناءها بما يتناسب مع تخصصها في إبداع النظام والتنسيق والتجميل والتشكيل الإبداعي ، هل يرتفع مستوى إيمان حكومتنا الحالية إلى ما يدعيه نافذوها في المنابر بأهمية كلية الفنون عبر ما ترفد به الفن والإبداع السوداني من كوادر مؤهلة ومصقوله أكاديمياً وفنياً لتقوم بقيادة (التأثير) المباشر على القيِّم الجمالية والإتجاهات البصرية الصحيحة والملائمة لمشاريع التنمية وحركة العمران والتخطيط الهندسي العام والخاص ؟ إذا صدق قول من يدَّعون الإيمان بأن الفن والإبداع من ضرورات النهوض الأممي ، سوف لن يتردَّدوا أبداً في دعم محاولات نهوض كلية الفنون بجامعة السودان لتكون قادرة على التعبير عن جماليات ثقافتنا وحضارتنا الإنسانية الضاربة في القدم والماثلة في حاضرنا الحالي وربما إستشرفت جماليات المستقبل القادم .. ترى هل من مُجيب.