بركة ساكن: العرب أعدائي بقلم د.أمل الكردفاني

11:02 PM March, 19 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

عبد العزيز بركة ساكن ..روائي سوداني ، تميز بكتابات روائية جيدة ، ولكن لديه اشكالية نفسية وهي الشعور بالدونية تجاه العنصر العربي ، وسنجد هذا الهاجس في اغلب رواياته وتعليقاته ومنشوراته على الفيس بوك ، وربما يعتبر ان مكافحة الاستعلاء العروبي واقصاء اي ثقافة عربية في السودان هي رسالته من خلال فنه ، وخاصة بعد ارتفاع اصوات الرافضين للثقافة العربية ليس في السودان وحده بل حتى في الدول الاخرى كالمغرب والجزائر وسوريا وخلافه . ان الثقافة العربية كثقافة تمر بهزيمة ساحقة على المستوى الثقافي تتعرض لحرب شعواء من عدة اتجاهات ، من الغرب ، ومن الثقافة الفارسية الايرانية ، ومن الافارقة امازيغ وغيرهم في دول الشمال الافريقي .. لقد صار الوقوف ضد الثقافة العربية ومحاولة اقصائها موضة انجرف وراءها حتى البعض من المثقفين العرب . ان ما تم اخذه على الثقافة العربية هي عنصرية العرب واستعلائهم وتاريخهم كتجار رقيق . مع ملاحظة ان كل هذه المزاعم لم تخلو منها اي ثقافة اخرى ، فالاوربيون ايضا مارسوا استعلاءهم الثقافي حتى بلغ بهم الى النظر الى الثقافات الاخرى كثقافات بدائية يجب الغاءها وهكذا تم الشرعنة للاستعمار ، كما ان التاريخ الاوروبي لا يخفي اعتبار اوروبا من اكبر الاسواق للرقيق من كل دول العالم ، ولذلك فهناك سؤال جوهري: لماذا يتم استدعاء التاريخ فقط فيما يتعلق بالثقافة العربية؟؟؟ لماذا لا تتم محاكمات تاريخية شاملة لكل الثقافات بمافيها الثقافات الافريقية التي هي نفسها مارست الاستعلاء العرقي بل والاسترقاق كما حدث من الحضارة الفرعونية السوداء مثلا؟ لو اننا استدعينا تاريخنا الانساني فسنجد اننا جميعنا تعرضنا لان نكون عبيد ونخاسين ، فهي ليست ممارسة مقصورة على العرب وحدهم ، ولم يكن الافارقة وحدهم هم العبيد من ضحايا الثقافات الاخرى ، ان روسيا والى وقت قريب كان شعبها اما رقيق او اقطاعيين ، وهم بيض البشرة. مع ذلك فان عبد العزيز بركة ساكن ومعه جوقة من المثقفين الذين يعيشون مع الاوروبيين وكأن الاوروبيين خلقوا ملائكة لا هم لهم سوى شيطنة الثقافة العربية ولا اعرف ما هي مشكلتهم من ناحية سايكولوجية لكن يجب ان نهتم بمعرفة الاسباب التي خلقت هذه العدوانية الشديدة تجاه مجرد ثقافة ككل الثقافات فيها السلبي والايجابي ويتبناها الصالح والطالح، ان رسالتي لساكن وغيره من المثقفين هو ان يهدأوا قليلا وان يطفؤوا نيران قلوبهم لأن الفن والابداع يحتاج منا لأن نقف على مسافة واحدة من كل الثقافات ، ان تحويل الفن والابداع الى رسالة نازية يضعف هذا الفن ويجعله غير مهضوم البتة ، لأن الفن عموما هو اكتشاف لوجود نتشاركه بقسرية ، وغصبا عنا فعلينا ان نتحاور لايجاد ارضية مشتركة للتعايش وليس لتأجيج نيران عداء غير مبرر ..والا كان هذا ليس فنا بل شرا محضا ...

مقال جيد٠ الجودة فى التعميم غير المخل٠
كان تجيب لينا اقتباس من بركة لتعضيد زعمك اعلاه٠