رب السجن أحبُ اليّ.. !! بقلم حيدر احمد خيرالله

رب السجن أحبُ اليّ.. !! بقلم حيدر احمد خيرالله


03-16-2018, 05:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1521218374&rn=0


Post: #1
Title: رب السجن أحبُ اليّ.. !! بقلم حيدر احمد خيرالله
Author: حيدر احمد خيرالله
Date: 03-16-2018, 05:39 PM

05:39 PM March, 16 2018

سودانيز اون لاين
حيدر احمد خيرالله -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

سلام يا .. وطن



* إنعقدت محكمة الصحافة والمطبوعات برئاسة مولانا المعز احمد العبيد ، وحكمت على كل من الأستاذ / اشرف عبدالعزيز ، رئيس تحرير جريدة الجريدة والاستاذ / حسن وراق حسن الكاتب الصحفى بالجريدة بالغرامة عشرة الف جنيه لكل منهما ودفع تعويض للشاكية / ليلى حسن صديق الموظفة بأراضي محلية الحصاحيصا بمبلغ سبعة الف جنيه لكل واحد من المتهمين وبذا تكون جملة الغرامة أربعة وثلاثون ألف جنيه في حالة عدم الدفع السجن لمدة شهر لكل منهما كحكم بديل، وقد اتخذ المتهمان موقفا واحداً وبصرامة شديدة باختيار عقوبة السجن وذهبا الى السجن وهما يؤكدان على أن هذا الحكم المعيب لن يجعلهما ينكسران، أما المقال موضوع القضية فقد نشره الاستاذ وراق وكان موضوعه حول الفساد في اراضي محلية الكاملين بولاية الجزيرة، هذا وقد باشر الاستاذ نبيل اديب المحامي اجراءات الاستئناف ضد هذا الحكم.
* هذا وقد توافد عدد كبير من الصحفيين والناشطين وقراء الجريدة متضامنين مع المتهمين ومباركين خطوة الذهاب الى السجن والتي تؤكد على مصداقية الجريدة والتزامها خط الموضوعية والمهنية والانحياز الى جانب المواطن العادي البسيط في قضاياه حتى لو ادى ذلك الى غياهب السجون ، وقد أدانوا الحكم المعيب وإعتبروه أكبر وسيلة من وسائل القهر بالأحكام المتعسفة ، وإدارة الجريدة لم تقف موقف المتفرج من مايجري إنما أصرت بإلحاح على أن تدفع الغرامة المتعسفة خاصة وأن الأساتذة يعانيان من الأمراض المزمنة وبالأخص الأستاذ حسن وراق ولكنهما أصرا على أن يسيرا على ذات المنوال الذى إختاراه طواعية وإختيارا ، فإن الجريدة عندما إختارت الانحياز لقضايا الناس فإنها كانت على يقين بأن المشوار طويل والزاد قليل والجسد تهالك لكن إلتزام الحق يهب الروح ثباتاً والجسد قوة والحياة قيمة.
*وفى كل مسيرة كانت الجريدة فى كل المنعطفات والمنعرجات الحادة تزيدها قوة وفتوة ، أما أن يرتفع سقف الغرامات لهذا الحد فكأنما الحكومة تريد ممارسة تجفيف المنابر عبر هذه الغرامات بعد أن فشلت أساليب المصادرات بعد الطبع ، والمحير فى الامر أن الحاجة الى الحريات كلما تزيد تقابلها طرائق يبتدعها النظام فنعيد الكرة مرة أخرى بإتجاه القهر والإستبداد ،إن الأستاذ أشرف عبدالعزيز وحسن وراق الحسن عندما يتنازلان عن حريتهما طواعية فانهما يرسمان لوحات مؤنسة فى عوالم الحرية والخير والجمال ، فهما قد قاما بالدور الذى يشبه مواقفهما حالياً وتاريخياَ ، وإختارا السجن ولسان حالهما يقول (رب السجن أحب الي ) لهما كل التقدير وهما يفدوننا من ليالي القهر والام الظلم وظلمات السجون .. وسلام ياااااااااوطن..
سلام يا
أطلقوا سراح المعتقلين السياسيين ، والصحفيين المحكومين ، بل أطلقوا سراح الوطن المختطف ..وسلام يا..
الجريدة الجمعة 16/3/ 2018