عفوا.. أنهم ليسوا لصوصاً ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

عفوا.. أنهم ليسوا لصوصاً ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


03-08-2018, 02:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520514437&rn=0


Post: #1
Title: عفوا.. أنهم ليسوا لصوصاً ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-08-2018, 02:07 PM

01:07 PM March, 08 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ربما تكون المرة الأولى التي ينتج فيها السودانيون فيلماً سينمائياً مليء بالدهشة والخيال.. أمس كانت الصحف تنقل خبراً بصياغات متقاربة يفيد بأن مواطن روسي أطلق النار على مواطنين سودانيين.. وسائل التواصل الاجتماعي صنعت مشاهد للرجل وهو يعمر سلاحه الآلي ثم يشرع في سفك دمائنا.. بعد مرور يوم كامل تصدى والي نهر النيل اللواء حاتم الوسيلة لتوضيح الخقائق.. الحقيقة المرة أن الأهالي هاجموا مقر الشركة الروسية فتصدت لهم الشرطة بالذخيرة الحية .. حسناً فعل الوالي حاتم السماني بتحمله المسؤولية الأدبية من جراء الحادث .
في تصريحات صحفية كان رحل الأعمال السر الكريل يطالب بإيقاف زراعة محصول الردوس المخصص للصادر في مشروع سندس.. الأهالي يعتبرون أن النبات يتسبب في توالد البعوض وتسبيب بعض الأمراض.. تقارير رسمية أفادت أن الأهالي تعدوا على المشروع في محاولة لاستخدام العضل بدلاً عن القانون.. لم يجد والي الخرطوم غير أن يجتمع بإدارة مشروع سندس الزراعي ليستفسرهم عن التفاصيل.. في البداية كاد مشروع سندس أن يفشل لولا التفكير في زراعة محاصيل صادر مثل الردوس.. لو أن الاحتجاج كان مرده أن هذا النبات مثل البرسيم يستهلك كمية كبيرة من المياه لكان في المنطقة حجة.. بل من الأفيد في هذه الحالة أن تبتعد القرى من حرم المشروع .. خاصة أن الأرض البرقع وافرة في النيل الأبيض.
هنالك الآن من يسعى لوضع المتاريس أمام الاستثمار الأجنبي والذي يمثل المخرج الأمن لبلدنا من الأوضاع المتردية.. مشروع الراجحي الوقفي في الولاية الشمالية حقق متوسط إنتاجية من القمح اقتربت من ٣٢ جوالاً.. ذات النجاح الباهر حدث في مشروع نادك في أطراف ولاية شمال كردفان .. قبل أن تصل شركة نادك كانت هذه المنطقة تأخذ شكل إقليم السافنا الفقير.. لكن الآن اشتعلت الحقول قمحاً ووعداً وتمني.. رغم هذه النماذج هنالك من يصر على إطلاق الذخيرة الحيّة على الاستثمار الأجنبي في السودان.
الحملة ضد الاستثمار الأجنبي تنطلق من مفهوم النظر إلى المستثمرين الأجانب على أنهم مجرد لصوص.. أو عند حسن الظن من المفترض أن يتحولوا إلى جمعيات خيرية هدفها خدمة السودانيين .. ليس الأهالي وحدهم من يشنون هذه الحملة الشعواء .. كثير من سياسات الحكومة الانكفائية والانعزالية تمضي إلى ذات الاجتماع .. مازالت تأشيرة دخول السودان دونها خرط القتاد.. الوسطاء في كل مكان وأحياناً يقدمون حقوقهم على الحق العام.. في نهاية كل يوم يبحث رجال الاستثمار لفرصة للهروب من البلد الذي يحرم استيراد التفاح.
في تقديري مطلوب من الدولة وضع استراتيجية حازمة للتعامل مع قضية الاستثمار.. من المهم فتح الأبواب المواربة على قاعدة الاستفادة المزدوجة للطرفين.. الترويج للاستثمار لا يحتاج إلى وفود تستجدي أهل المشارق أعطونا أو منعونا.. الخطوة الأولى تبدأ بتصفير الحدود بين أصحاب المصلحة والأجندة الوطنية.. من المهم الإشارة إلى أي أرض غير مسجلة في ملك أي مواطن هى أرض حكومية .. السعي إلى إلغاء مفهوم الأراضي المحكورة لقبيلة أو بطن لتكون لكل سوداني يملك الأهلية .
بصراحة.. مطلوب التعامل بحزم وشكل سريع مع الذين يتربصون شراً بالمستثمرين الأجانب.. لن يتجرأ أي شخص ويقول إن المواطن مخطئ حينما يتهجم على شركة تملك كل المستندات المؤيدة لعملها.. حان وقت أن تكون للدولة هيبة وكلمة مسموعة.

assayha