Post: #1
Title: لا للتحف !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 03-06-2018, 02:22 PM
01:22 PM March, 06 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *كم مرة سمعتم عبارة الدستور الدائم؟..
*سواء في عهد الإنقاذ هذا... أو عهود ما بعد الاستقلال جميعها؟..
*سمعتموها كثيراً ولا شك؛ ولكن هل حصل رأيتم دستوراً؟..
*وسائح غربي كان قد سألني قبل أعوام : لماذا لا أرى الإسلام عندكم؟..
*فقلت له: كيف لا تراه؟... ألا ترى كل هذه المساجد و....؟..
*ولكنه قاطعني صائحاً: لا، لا...هذه عبادات ؛ أين هو في حياتكم وأفعالكم وسياساتكم؟..
*ولم أحر جواباً... فالصمت أحياناً أفضل ساتر للفضيحة..
*فنحن نكذب... ونفسد... ونقهر... ونخدع... ونبطش... ونرمي الدين هنا وراء ظهورنا..
*ولكنا نسارع إلى الصلاة... والمسجد... وبيت الله الحرام..
*فهذا هو الدين في فهمنا... نحاول أن (نخدع) حتى الله رب العالمين..
*والآن حديثنا عن الدساتير الدائمة محض خداع كذلك..
*خداع لله أيضاً؛ ولأنفسنا... وضمائرنا... والناس... والتاريخ... والعالم..
*فالله يعلم... ونحن نعلم..... أننا لا نلتزم بالدساتير..
*فهي مجرد شيء جميل نصنعه بعناية... ثم نضعه على الرف لأغراض التباهي..
*لكي نقول للعالم: أنظروا إلى دستورنا (التحفة)... وخلاص..
*تماماً كما نحب أن نُظهر تديننا للآخرين؛ صلاةً... وصياماً... وحجاً... و(لحية)..
*ثم نخفي نقيض هذا في دواخلنا... وننسى أن الله مطلع عليه..
*بالله عليكم اسألوا عن الدستور الأمريكي؛ محض وريقات تعادل مقدمات دساتيرنا..
*فقط مقدمة أيٍّ من دساتيرنا تساوي (كل) دستور أمريكا..
*فمنذ أن وضعه آباؤها المؤسسون وهو مُلزم... ولا يجرؤ على خرقه حتى الرئيس..
*أما دساتيرنا فليس لها (لازمة) إلا عند الضرورة..
*عند (تقييد) المعارضة بأحد بنوده، أو فك (قيد) ولاية الرئاسة في بند آخر..
*فبند (حرية) التظاهر مثلاً يعجبنا كزخرفة من زخارف التحفة..
*ولكن عند محاولة إنزالها من الرف ننزعج... ونسعى إلى قانون تعسفي (يكتِّفها)..
*وبند (تكتيف) فترة الولاية يعجبنا كمحاولة للتشبه بالغرب..
*ولكن عند حلول نهاية الفترة ننزعج... ونسعى إلى تبريرات سياسية (تفكه)..
*فمشكلتنا إذن- منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا- ليست في الدساتير..
*فنحن - بسم الله ما شاء الله - نصنع أجمل الدساتير... وأطولها... وأكثرها..
*وامتلأت رفوفنا بدساتير عديدة؛ كل منها أحلى من الثاني..
*بيد إنه لا أثر لهذه الدساتير في واقعنا المعيش... تماماً كحال (جوهر) الدين..
*ومن ثم فلا معنى لإثارة هذه القضية الآن..
*وكأن أزماتنا الخطيرة كلها حُلت ولم يبق لنا سوى مشكلة الدستور..
*سئمنا والله كثرة الكلام عن دساتير لا قيمة لها..
*أو قيمتها فقط في منظرها... كتحفة جميلة على رف واقعنا السياسي الكئيب..
*وأصدق دليل على صحة كلامنا هذا حادثتان... طازجتان:
*حادثة فض التظاهرة السلمية بالقوة ، واعتقال متظاهرين... رغم دستوريتها..
*وحادثة التهيؤ للتمديد بالقوة..... رغم لا دستوريته..
*لسنا بحاجة إلى المزيد من (التحف !!!).
assayha
|
|