الصفر !! بقلم صلاح الدين عووضة

03:56 PM March, 04 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

*لا أعرف غير صفر شهير في حياتي..

*وآخر أشهر في حياة نادي الهلال السوداني التي تجاوزت الثمانين عاماً..

*وصفر الهلال هذا يُسمى (الدولي)... ويُعد فضيحة رياضية..

*فلا يُعقل أن يبلغ فريق هذا (العمر) ولا يُحرز بطولة خارجية واحدة..

*أما صفري الخاص بي فقد فسميته (الفرنسي)..

*ففي الثانوي كنت أُحرز أعلى الدرجات في امتحان اللغة الفرنسية..

*وذلك حين كان يدرسنا إياها فرانكفوني شاطر... وحيوي..

*وجاء من بعده آخر لا شيء يبز دروسه (عسماً) سوى خطب أهل الإنقاذ..

*وبلغه رأيي هذا فيه... فمنحني صفراً عند أول امتحان..

*والآن ظهر صفر ثالث فرض نفسه على عقلي... وعالمي... وصفحتي الإلكترونية..

*فقد نسيته وأنا أتحدث عن (شيخوخة) عقل (شيخ) علي..

*شيخوخته إزاء محاسن الأنظمة السابقة... أما عدا ذلك فعقله حاضر بشدة..

*والدليل إنه تذكر حتى شح الكبريت - المؤقت - أيام عبود..

*نسيت - إذن - الصفر الثالث عند ذكر الأصفار التي حُذفت من أمام جنيهنا..

*وعليه فإن الدولار يساوي ثلاثين ألفاً منه الآن... لا ثلاثين..

*فإذا بعشرات - بل مئات - التعليقات المُذكِّرة... والمحتجة... تنهمر كالسيل الجارف ..

*وكلها تسأل بغضب : أين صفرنا الثالث ؟!..

*ولا أدري كيف نسيت ذلك وقد ذكرت قبلاً أن الرغيفة صارت بألف جينه..

*ولكن الخطير في هذا التذكير... خطورة ذاكرتنا الجمعية..

*فهي باتت - بسم الله ما شاء الله - ذاكرة حديدية... وهذا خطر على حاذفي الأصفار..

*لقد راهنوا - ولا شك في ذلك - على ضعف هذه الذاكرة..

*ضعفها الذي كانت تتسم به في السابق؛ ويهيئها - من ثم - للصفح... والغفران..

*ولكن حتى الصفر الثالث تأبى ذاكرة الشعب نسيانه الآن..

*تماماً كما تأبى ذاكرتي الشخصية نسيان الصفر الفرنسي... من شدة وقع الظلم..

*وكما تأبى ذاكرة عشاق الهلال نسيان الصفر الدولي..

*وعلى هذا الصفر فليقس أهل الإنقاذ كل شيء ؛ طوال نحو ثلاثين عاماً..

*كل شيء (حذفوه) من الناس فآلمهم... أو (أضافوه) فعذبهم..

*وبالمناسبة ؛ حذف مساحة أرض من ملكية بلادنا ربما كان سببه (فلان)..

*وهذا بشهادة الترابي... في سياق حوار أجريته معه..

*وكان ذلك قبل شهادته على العصر إلى قناة (الجزيرة).... بسنوات عدة..

*وحذفت هذه الشهادة من الحوار لتقديرات صحفية... آنذاك..

*قال لي : (هو) كان وراء تلكم المحاولة دون علمي... وعلم الرئيس..

*وهي المحاولة التي اُستغلت لاحتلال الأرض..

*والترابي كان شجاعاً حتى في تحمل مسؤولية فشل نظامه... وسقوط أتباعه..

*لم يهرب إلى الماضي البعيد بحثاً عن مبررات..

*إلى نقطة (الصفر) السياسي !!!.

.assayha