الالحاد من الصيرورة الى الكينونة بقلم د.أمل الكردفاني

الالحاد من الصيرورة الى الكينونة بقلم د.أمل الكردفاني


03-04-2018, 09:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520151945&rn=1


Post: #1
Title: الالحاد من الصيرورة الى الكينونة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-04-2018, 09:25 AM
Parent: #0

08:25 AM March, 04 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر






انك لا تكون ملحدا لأنك تريد ان تكون ملحدا بل لأنك تصير ملحدا ... فعملية التخلص من رواسبنا الثقافية الدينية لا تتم فجأة فهذا ميراث ضخم جدا ، تشكلت ثقافتنا ابستمولوجيا على يديه خلية خلية ونفسا نفسا منذ الطفولة حينما يمسكك والدك ويسير بك الى المعبد لتعبد اله لا تراه او بقرة او يسوع ، وحينما تتم عملية غسيل مدرسية يومية لدماغك عبر مناهج تقنعك بدون اي منطق بأن هناك عالمان ، عالم الارض وعالم ما وراء السماء ، وان خلف عالم السماء تحدث قضايا منافية للقانون الطبيعي ، وان هناك من يملكون سلطات ومكنات اكبر من البشر وانهم يسيطرون على حياتك بالكامل ، وان ما ستجابهه من خير او شر هو امر لا يمت لامكانياتك بصلة بل بما تم فرضه من الاعلى للاسفل ، وعندما تتعامل مع كتب مقدسة باعتبارها كتبا سحرية يمكنها ان تهدم الجبال وان تحول الزهرة الى انثى حسناء او تمسخ الرجل لقرد ، ان هذا العالم الطفولي يتم طرحه عليك من قبل الكبار بجدية شديدة جدا ، ومع ذلك يطلب منك دائما ان تميز بين المسلسل الكرتوني لسلاحف النينجا وبين قصة دينية تؤكد لك بأن السلاحف يمكنها ان تتحدث الى البشر ومطلوب منك ان لا تصدق الاولى وان تصدق الثانية . وبهذه العملية يتم تشكيل دماغك بحيث لا يمكنك الافلات من هذه التناقضات الا عبر الاستسلام لها ويتم قمع اي محاولة لمنطقة الدين ، فاي محاولة للافلات من الاسطورة يتم تهويلها ككارثة محدقة وكهرطقة تفضي الى الجحيم بل وربما تؤثر على واقعك وواقع من هم حولك بشكل سلبي عميق . تتم هذه العمليات التركيبية المعقدة من قبل المجتمع وكل وسائله الاعلامية الرسمية وغير الرسمية ، لتعيش في حالة غياب وتغييب كامل للذهن المحايد ، ذلك الذي يجب ان يقف من كل الاطروحات على مسافة واحدة ليعملها بالتقييم والفحص والتحليل كي يخرج بنتائج لا تقبل بالتناقضات ولا تستسلم لها كحقيقة غير قابلة للشك .
منذ الطفولة يتم غسل دماغك ، فكيف تصل الى نقطة الانفجار قبل ان تتدرج بمراحل شديدة الايلام لشدة عمقها ، وخطوة وراء أخرى -اذا كنت ذكيا كفاية- يمكنك ان تبدأ في اقتلاع تلك الاعشاب الكثيفة التي تحيط بدرب عقلك ، وكلما اقتلعت كومة من هذه الاعشاب استنار طريقك أكثر وازداد معدل تنفسك للحقائق ، هذا التمهيد لابد منه فمنذ الحالة الاولى والتي تجعلك ناقد لدينك على وجه تجديدي وتطويري مرورا بالنقد شديد النزاهة وانتهاء باكتشاف الحقيقة ستتنقل ما بين الربوبية واللا ادرية واللا اكتراثية وصولا الى الالحاد القلق ، ثم الالحاد المطمئن... لا يعني هذا انك انتقلت من دوغما لأخرى ، بل من قدرة حاسمة على الفصل في تساؤلات ميتافيزيقية صعبة الى اقتناع كامل بحياتك كانسان متفاعل مع الكون ومع الطبيعة بشكل اكثر التحاما مما كنت عليه حينما كنت منفصلا عنها خلف جدار النومينا.. بدلا عن عالمين كما ذهب كانط ستعيش في عالم واحد ، وبدلا عن انتظار المعجزة ستعمل على تحقيق المعجزة ، وبدلا عن الاستسلام للشر ستجد ان رسالتك ستكون هي دفع الشر ومحاربته لأنه نابع منك ، وهكذا فالالحاد يطهرك تماما من الاجابات المخاتلة التي كنت تتلقاها عبر سني عمرك.

Post: #2
Title: Re: الالحاد من الصيرورة الى الكينونة بقلم د.أ�
Author: زول
Date: 03-04-2018, 02:37 PM

أهذه دعوة للالحاد ؟!!
اذا اتفقنا ان الالحاد هو اسقاط الايمان بالاله وبالعالم الماورائى فهل النظريات العلمية تفسر كل شىء فى هذا العالم ؟
النظريات تقف حائره خائرة امام كثير من المسائل والتصورات وهى نفسها غير مقنعة فى تفسير نشأة الوجود نفسه فما الذى يجعل المتدينين يؤمنون بها قطعيا ؟ ولا يرتضون سواها بدلا ؟؟
العلم ونظرياته نفسه متغير ولا يمكن لعاقل أن يركن لهذه النظريات فى تفسير كل الاشياء والموجودات كونها متطوره وتسقط بعضها بعضا فى دوامة الاكتشافات فكيف يطمئن بها قلب الملحد كقناعه نهائيه وحقيقه ثابته ؟؟
للاسف لا يوجد اى استقرار وطمأنينة فى اتخاذ الالحاد والعلم وسيله وحيده لتفسير الكون وظواهره وحقائقه للدرجة التى يمكن أن يطمئن بها قلب الملحد ، والطمأنينة كلها فى التدين
كما أن الالحاد مهما تعمق فيه المرء وغاص فى العلوم والاكتشافات والابحاث فهو لن يجيب على كل تساؤلاته الوجودية ولن يحقق من خلاله لا تطورا مزعوما ولا راحة نفسية يذوق حلاوتها ، مجرد زخم عقلى بنظريات لا جدوى منها ونفس مضطربه ثائره قلقه لا تهدأ
ظاهره الالحاد قديمه ولم يسهم الالحاد والملحدين فى تطوير العلوم والاكتشافات ولا بنسبة 10 فى المائة فلماذا يتناولها بعض شباب السودان كخلاص نهائى وكاكتشاف لم يسبق له مثيل فى تاريخ البشرية مولعين ومنبهرين بها كأنهم قد أكتشفوا سر الحياة وأكسير الخلود ؟؟