محمد المأمون.. الإمبريالي! بقلم محمد لطيف

محمد المأمون.. الإمبريالي! بقلم محمد لطيف


03-03-2018, 04:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520090846&rn=0


Post: #1
Title: محمد المأمون.. الإمبريالي! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 03-03-2018, 04:27 PM

03:27 PM March, 03 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


قبل أسابيع شاركت عبر الهاتف في برنامج خصص لمناقشة قضايا الطرق والجسور والبنى التحتية ذات الصلة.. عبر فضائية النيل الأزرق.. كان يدير الحلقة الزميل الدكتور عبد اللطيف البوني.. وضيوفه السادة وزير النقل ومدير عام السكة الحديد ومختصون في المجال.. مداخلتي المقتضبة تلك استهدفت جذب القطاع الخاص للدخول في الاستثمار في مجال الطرق والجسور.. باعتبارها واحدة من أهم البنى التحتية التي يمكن أن تسهم في التنمية.. بل وتلعب دورا محوريا في إنجاح كافة المشاريع التي تهدف لدعم الاقتصاد.. باعتبار أن النقل هو حجر الزاوية في عملية الإنتاج.. وفي المسارين.. سواء مسار ترحيل مدخلات الإنتاج ومعيناته إلى مواقع الإنتاج.. أو نقل الإنتاج إلى مواقع الاستهلاك أو موانئ التصدير.. ولأنني من عطبرة تربية ونشأة.. هذا ما قلته في البرنامج.. فقد ركزت على السكة الحديد.. لا بجذب عاطفي فحسب.. بل لأن النقل الحديدي يظل واحدا من أقل وسائل النقل تكلفة.. والسكة الحديد هي الأكثر انتشارا والأكبر امتلاكا للبنى التحتية في السودان.. ثم.. وهذا بيت القصيد.. وهذا ما قلته في ذلك البرنامج أيضا.. إن مساهمة القطاع الخاص التي أعرفها في مجال البنى التحتية في قطاع النقل.. هو تلك التجربة التي خاضتها شركة نوبلز.. بقيادة رجل الأعمال المعروف محمد المأمون.. حين تصدت لتأهيل خط السكة الحديد الخرطوم بورتسودان.. وللعلم فهو الخط الرئيس بحسبانه الرابط بين الميناء الرئيس وكل السودان.. وأشدت بتجربة نوبلز مؤكدا أنها تجربة صعبة ومعقدة وباهظة التكاليف.. لذا لا يتحمس لها القطاع الخاص.. وطالبت القطاع الخاص أن يمتلك جسارة نوبلز ويحذو حذوها.. وأن لا نترك على عاتق الدولة وحدها عبء تأهيل البنى التحتية في قطاع النقل.. وتساءل مقدم البرنامج دكتور البوني.. ما إن كنت تخليت عن اشتراكيتي وصرت رأسماليا حين أشجع القطاع الخاص على حساب القطاع العام.. قلت له يومها إنني أصبحت واقعيا..!
تسألني عن المناسبة..؟ حسنا اقول لك.. لقد شن زميلنا وأخونا الأصغر أسامة عبد الماجد حملة شعواء في زاويته المقروءة في أخيرة السوداني الأسبوع الماضي.. عدد فيها مظاهر للتجاوزات والإخفاقات الحكومية.. وغير الحكومية في العديد من المؤسسات والمشاريع.. مستنكرا أن أحدا لم يقف عند تلك التجاوزات والإخفاقات بالتحقيق والمساءلة والمحاسبة.. وهذا حقه.. فهذا دور الصحافة المطلوب.. ولكن غياب المعلومات.. أو عدم دقتها.. يقود الصحافي أحيانا لإطلاق أحكام قد لا تكون دقيقة.. فإذا كان من واجب الصحافة رصد التجاوزات والإخفاقات.. أحسب أن دورها كذلك عرض الحقائق كما توفرت لها.. وللمراقب أن يحكم..!
ففي لقاء مشهود صحافيا.. ضم وزير النقل ووزير الدولة بالمالية ومدير عام السكة الحديد السابق.. قبل أشهر طويلة.. كانت شركة نوبلز هذه.. تعرض إنجازها في خط الخرطوم بورتسودان بإقرار من جهات الاختصاص أن أكثر من 90 % من العمل قد أنجز بالفعل.. ولم تتبق غير بعض الأعمال الفرعية في بعض المحطات.. وقد شهد على ذلك المسؤولون المذكورون أعلاه.. وما أحسب أن أحدهم كان صاحب مصلحة خاصة.. تطرق أسامة كذلك لموضوع (قطر الولاية) وقد تابعنا منذ فترة طويلة عن تشكيل لجنة لتقييم المشروع والتوصية بالإجراءات المناسبة.. ويبدو أن الحديث عن غرامة فرضت على هذه الجهة أو تلك سابق لأوانه.. لجهة أن اللجنة لم تصل إلى توصيات محددة بعد.. لكن المؤكد أن نوبلز لم تدخل هذا المشروع بقرار منفرد.. بل هناك جهات رسمية هي التي أبدت رغبتها.. ووافقت وتعاقدت.. عليه يصبح من الواجب.. كما طالب أسامة.. ونطالب نحن.. أن يكون هناك تحقيق مشهود.. حتى يعلم الرأي العام حقيقة ما جرى.. وأن يتحمل كل مخطئ نتيجة خطئه.. أما أن تحاكم شركة.. أو يجرم رجل أعمال.. لمجرد اقتحامه مجالا يهابه كثيرون.. فليس من العدل في شيء..!


alyoumaltali