موعد في المطار بقلم عبدالباقي الظافر

موعد في المطار بقلم عبدالباقي الظافر


03-03-2018, 04:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1520090746&rn=0


Post: #1
Title: موعد في المطار بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-03-2018, 04:25 PM

03:25 PM March, 03 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

جلست نهلة على مقعد الانتظار في صالة المغادرة .. تطوق بيديها ابنها أمجد ذا الخمس أعوام .. الصبي يحاول الإفلات من الحصار الحميم.. وذاكرة السيدة نهلة تنشط كلما رأت هذا المطار .. إنه المكان الذي فصل في عمرها بين حياتين.. شحنوها من هذه الأرض كقطعة متاع.. الصبي ينجح في الفرار مقتنصاً رحيل أمه مع الذكريات .
نظرت نهلة إلى وجه زوجها الذي يجاورها فى مقعد الانتظار .. الزوج البارد كانت قد أخذته غفوة.. ونهلة تحدق في هذا الوجه كأنه تراه لأول مرة.. الوجه لا يطابق الصورة الأنيقة التي أرسلتها شقيقتها تصفه باعتباره عريساً جادًا .
العريس الجاد هو معكوس الرجل الذي شغفت به نهلة حباً .. حسن كان دائماً يمنحها (حبال بلا بقر ) وعود آجلة السداد.. يحبها بجنون ولكنه لن يتزوجها .. حينًا لأنه ارتبط بكلمة مع عمه الذي كفله بعد وفاة أبيه.. إلا أن الظروف المادية تحول دون تحقيق الأماني العذبة .. كانت تدرك جيداً أن حسن لن يتزوجها أبداً.. لأنها أخطأت ومنحته ما يشتهى قبل أن يستحق .
في زواج إحدى قريباتها كانت تجلس وحيدة .. جمال يحرسه الحزن .. وزهرة رائعة تنتظر من يقطفها .. المصور كان يجول بين الحاضرين ..ثم يعود مصوباً العدسة نحو نهلة الحزينة.. ورجل في الغربة يعجبه هذا الحزين النبيل .
ارتضت نهلة أن تتزوج عبر الصورة .. كانت تريد أن تهجر الحب بالبعد .. تتجاوز الذكريات بالنسيان .. مضت الحياة .. وقهر الزمن الذكريات .
فجأة تعود نهلة لواقعها ..انتفضت وهى تبحث عن فتاها الضائع .. زجرت زوجها الغافي بكلمات من لهب .. ثم طفقت تبحث في أرجاء الصالة الرحبة .. فى زاوية قصية رأت ابنها أمجد يلعب مع فتاة في مثل عمره.. الصبية الصغيرة تجره في اتجاه آخر.
وقفت الأم ودنت من الصغيرين .. تحسدهما على هذا الصفاء.. تمعنت وجه الصغيرة .. رأت فيها شيئاً غريباً .. قالت لنفسها أين رأيت هذه الشافعة؟
ومن أدنى الصالة جاء رجل يسعى إنه حسن الغائب .. الأيام لم تأخذ منه شيئًا.. .بيده حقيبة سفر ومن ورائه سيدة بيته تحكم مراقبته .. كأنها تدرك أن لعينه الزائغة موعداً مع القدر .
حسن ونهلة وجهاً لوجه .. الحاضر يهزم التاريخ .. تتعطل لغة الكلام وابتسامة تحمل الرهبة والرغبة ترتسم على وجه الحبيب السابق.. وشءء بين الشوق والخجل يجعل نهلة تبحث عن مرفأ آمن لعينيها الجميلتين .. يستقر بصرها على ابنها .. تجره إلى ناحيتها بعيداً عن الصبية .. كأنها تلومه على تجديد جرح قد اندمل .. وجذب حسن كريمته بقسوة رجل شرقي يخشى الثأر.
ثم مضى كل إلى طريقه، وفي النفس شيء من حتى.

[email protected]



assayha