تغييرات البشير لتجنب الاختراق الامني بقلم د.أمل الكردفاني

تغييرات البشير لتجنب الاختراق الامني بقلم د.أمل الكردفاني


03-01-2018, 09:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519934678&rn=1


Post: #1
Title: تغييرات البشير لتجنب الاختراق الامني بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-01-2018, 09:04 PM
Parent: #0

08:04 PM March, 01 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



لقد كان طه عثمان مديرا لمكتب الرئيس ويدير ملفات حساسة جدا ، وخاصة الملفات الخارجية ، ولكن كل هذه الملفات كان يتم طبخها في مطابخ مخابرات الدول الأخرى ، حتى سقط القناع عن طه عثمان وافلت بجلده في اللحظة الأخيرة عندما وجد دولة ضعيفة كالسودان لا تستطيع حتى محاكمة الجواسيس داخل اراضيها . لكن فلنعد الى الوراء الى سنوات خلت ، عندما قصفت اسرائيل شرق السودان اكثر من مرة ، ودمرت مركبات محملة بالاسلحة المنقولة الى حماس ، ثم تبعتها بتدمير مصنع اليرموك المملوك للجيش الايراني ، ولنرجع الى مزيد من الوراء الى تلك الوثائق التي تسربت الى ويكليكس والتي كشفت عن مراسلات بين بعض السفارات العربية واجهزة مخابرات دولها وهي تنقل تفاصيل دقيقة جدا عما يحدث داخل الأمن السوداني ، ناهيك طبعا عن المعرفة الامريكية بكل صغيرة وكبيرة في السودان بل ان ال (CIA ) يعرف متى دخل الرئيس الى الحمام وما اذا كان مصابا باسهال او امساك ، طبعا نحن لن نتجاهل ان حتى جهاز الامن والمخابرات تقلده اشخاص يملكون جنسيات اخرى غير سودانية ، وبالضرورة هؤلاء لديهم حماية شاملة وكاملة ضد اي اعتقال قد يطالهم اذا ثبت تورطهم بالتجسس كما حدث لطه عثمان تماما ، ان الفوضى العارمة التي تضرب الأجهزة الأمنية هي التي جعلت كتاب كالطاعون وكبيت العنكبوت يخرج خفايا واسرار لا يمكن ان يتوصل اليها اي كاتب الا عبر جواسيس من الداخل ، في الواقع ان اجهزة الاستخبارات العالمية والاقليمية قد حولت امن السودان الى غربال ، مليئ بالاف الثقوب ، فكافة تحركات القوات النظامية مرصودة ، وكافة مصانع الاسلحة كاليرموك وغيره أيضا تحت الرقابة ، ان السودان مرتع لجميع مخابرات العالم ، والبشير في الطراوة هو واجهزته التي لم تعد متخصصة الا في اعتقال وضرب المواطنين العزل المساكين ، كل عمليات تهريب الذهب الى الخارج وفي المقابل ادخال حاويات المخدرات الى الداخل تكشف عن حالة الفوضى الامنية العارمة التي تضرب نواصي الدولة ، قد يقوم البشير بتغييرات وتعديلات في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من امن دولته المخترق ، لكن هذه التغييرات والتبديلات لن تقدم شيئا فسواء غير قيادات الجيش او جهاز الامن او الشرطة او غيره فانه لا يعلم ان انهيار الشعور الوطني قد جعل من كل مسؤول قابلا لأن يكون جاسوسا جاهزا لمخابرات الدول الاخرى ان كانت تدفع جيدا ، فلم تعد هناك معلومة سرية عليهم ، ولنتذكر كيف تم تسريب وقائع اجتماعات اللجنة الامنية اولا باللغة الانجليزية قبل ان يتم رصدها باللغة العربية فكانت وقائع الاجتماعات منشورة على الملأ كغسيل ملابس بيوت الدعارة ... كما قلت ان الشعور الوطني العام في ادنى مؤشراته ، نتيجة لما كرسه النظام من عمالة للدول الاخرى ، ولقيام افراد النظام ببيع السودان باكمله بعمولات مليارية ، وسرقة كل موارده حتى صار النظام يلاحق التجار الكبار والمواطنين المساكين فيمتص جيوبهم او هو يسرقها في الواقع سرقة علنية وبالقانون الذي يكتب مواده بيده.
يصيح النظام محاولا تبرير الانهيار الاقتصادي بأن التجار جشعين لكن السؤال هل التجار اقل جشعا من كوادر الاسلامويين الذين اختلسوا كل اموال الدولة بحجة التمكين. ان النظام ونتيجة لانهياره الاخلاقي ونتيجة لضعف وطنيته قد حول الشعب باسره الى شعب منهار الوطنية ، وصارت الوطنية كما يقولون طعام من لا يملكون السلطة والوطن ملك الرئيس وبطانته ولصوص الحركة الاسلامية ...
تبديلاتك يا سيدي الرئيس وتغييراتك لاحجار الشطرنج لن توقف الاختراق الامني من حولك ... لقد امتلأ الجدار بالثقوب والشقوق وآن أوان انهياره باسرع مما تتصور...