الصحفيون ال بالقروش - أزمة فقر أم أزمة ضمير القلم بقلم أمل الكردفاني

الصحفيون ال بالقروش - أزمة فقر أم أزمة ضمير القلم بقلم أمل الكردفاني


02-28-2018, 04:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519831038&rn=1


Post: #1
Title: الصحفيون ال بالقروش - أزمة فقر أم أزمة ضمير القلم بقلم أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-28-2018, 04:17 PM
Parent: #0

03:17 PM February, 28 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر








كان هناك في مصر صحفي مبدع وله تاريخ طويل جدا في المجال الاعلامي ، خرج كغيره من الخارجين خوفا من تعسف النظام ليعارضه ، وساءت احواله الاقتصادية جدا ، فاضطر الى بيع قلمه لمن يدفع أكثر ، كان اغلب السياسيين من انصاف المثقفين لا يملكون ملكة الكتابة ، وكانوا يلجأون اليه ليدبج لهم مقالات باسمائهم ، كان يبيع المقال بعشرة جنيهات مصرية ، واعانته هذه الجنيهات على اقامة اوده وأود اسرته الى ان حدثت العودة الجماعية فعاد معهم ثم كعادة القدر دائما والذي لا يمنحك المجد الا بعد فوات الاوان وبعد ما الشواف شاف والعواف عاف ارتفع ذكره فجأة ونال شهرة واسعة وما يترتب عليها من دخل وفير ايضا .. بالتأكيد تؤدي الفاقة والعوز الى ان يبيع الصحفي قلمه ، ولذلك بدأنا نقرأ مقالات الغرض منها الرد والدفاع عن شخصيات عامة ، هي بالتأكيد مقالات عجاف وهزيلة لكنها مدفوعة الأجر ، وليس بالضرورة ان يكون الاجر مالا بل علاقات عامة تفيد الصحفي كثيرا في تفوقه على اقرانه في اقتناص السبق الصحفي ، لكن هذا الامر ازداد في الآونة الأخيرة فقد بات هناك صحفيون معروفون بأنهم (زول فلان) وانهم يردون على كل من يمس اولياء نعمتهم ، وبعض الصحفيين لم يعد يخفي كسير التلج بل يعلنها صراحة وينقلب على كل ما قاله سابقا كلما تغير اسم المسؤول او النافذ فيمجد هذا ومن بعده حتى فقدت الصحافة مصداقيتها وقيمتها التي كانت تستمدها من كونها صوتا للجماهير المسحوقة ، لم تعد الصحافة هي السلطة الرابعة بل صارت بوقا للسلطة الحاكمة ، تسبح بحمد اولياء نعمتها وتم تأجير القلم لمن يدفع ..فأي انحطاط أخلاقي ومهني وصلنا اليه. لا اعرف كيف يتلقى الصحفي اتصالا من شخص مسؤول ويعطيه اوامر بالرد على مقال آخر فيمتشق الصحفي يراعه لينفذ الأوامر... او تأتيه الاوامر بتمجيد مواقف للمسؤول الفلاني فيفعل ذلك ... فأين كرامة الصحافة واين تاريخها المجيد الذي انهار بقدوم نظام الاخوان المتأسلمين الى السلطة. صار بامكاننا ان نتوقع مقال يوم غد لبعض الصحفيين قبل ان نقرأه مستلهمين مسيرة مقالاتهم التي لا تخرج الا دفاعا وتمجيدا كما كان يفعل الشعراء في العهد الاموي والعباسي الا ان شعراء ذلك العهد كانوا اكثر تأهيلا وابداعا فحتى كسير التلج عندهم كان يتم بذكاء وقيل ان المتنبي كان يذم كافور الاخشيدي وهو يمدحه ، فكان للشعراء الاعيب فنونهم وسحر لغتهم العجيب في جعل المدح ايقونة تعلق مدى الدهر كابداع لغوي أثير ... فمالذي يحدث اليوم من هؤلاء الذين اصابهم صغار النفس فلا هم بمالكين لموهبة الكتابة ولا هم بمالكين لأخلاق الصحافة ... تجدهم يهيمون مع اسيادهم فان دخلوا جحر ضب دخلوا وراءهم مهللين ومكبرين. صارت الصحافة ركيكة في اللغة فقيرة في الموهبة لا يكاد المواطن يستسيغ قراءة مقال حتى نهايته من رقة مافيه وهشاشته ، وسطحيته وكثرة التملق فيه ... ولكن ماذا نفعل وقد كانت هذه هي سياسات الاسلامويين الذين دمروا صروح العدالة وصروح التعليم وصروح الصحافة وجاءونا بانصاف من يفكون الخط ليتقيأوا على وجوهنا صديدهم ... انها لعنة تلبست هذا البلد ... وكل يوم نرى ونسمع ما لا عين رأت ولا اذن سمعت من ابواق الهتيفة في الصحف الموجهة.