سر النهضة ..!! بقلم الطاهر ساتي

01:36 PM February, 27 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: يونيو 2016، كان الخبر عن تسلم الخطوط الجوية الإثيوبية أول طائرة إيرباص من طراز( A350XWB) في أفريقيا، وبهذا أصبحت الخطوط الجوية الإثيوبية أولى شركة طيران تمتلك هذا الطراز في افريقيا، وكذلك أولى شركة طيران تحلق بالطائرة التي سعتها (343 راكبا )..!!

:: ثم كان خبر الأمس، كما يلي .. تمكنت إثيوبيا من امتلاك مصنع لتشغيل طائرات الأيرباص ( A350 ) كأول دولة تحتضن مصنعاً لتشغيل طائرات الأيرباض A350 في القارة الأفريقية، وتم إعداد هذا الجهاز بنظام الحركة الكهربائية الكاملة الذي يوفر أداءً أفضل مع توفير الحفاظ على الطاقة والمنافع البيئية..!!

:: وليس في الخبرين ما يُدهش العارفين بما يحدث في إثيوبيا .. بلا بترول، وبلا صخب سياسي، تنهض إثيوبيا وتمضى بخطى ثابتة لتودع عهود الفقر والحرب والنزوح (قريباً جداً).. بهدوء، نجحت أثيوبيا في جذب المستثمرين لحد التنافس في كل مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية..!!

:: لقد جذبت إثيوبيا المستثمرين، ولم تتوسل إليهم أو تتسول، بحيث لم نسمع بمسؤول إثيوبي تجول في دول الخليج وشرق آسيا - متأبطاً الوفد المنافق له - بحثاً عن أموال المستثمرين، ليعطوه أو يمنعوه .. ولم نشاهد في التلفاز الإثيوبي زحام المؤتمرات، ولا في قاعاتهم تكدس السمنارات وكثافة الورش و سيول الخطب وحشود (السماسرة والهمباتة)...!!

:: ولكن بمنتهى الهدوء، قبل عقدين من الزمان، عقدوا العزم على مكافحة الفساد (أولاً)، ونجحوا في المكافحة بامتياز بواسطة جهاز مركزي سلطة أفراد شرطته أقوى من سلطة رئيس ومجلس وزراء أثيوبيا والبرلمان أيضاً..ثم أعدوا خرائط الإستثمار، ودراسات جدوى المشاريع المطلوبة، حسب طبيعة المناطق المستهدفة..!!

:: ثم ، أعدوا قانون الاستثمار الجاذب، وأسسوا المؤسسية بحيث لا يظلم القانون غريباً، ولا يُحابي قريباً..فانهمرت رؤوس الأموال - من كل فج عميق - على تلك المشاريع الاقتصادية والخدمية والسكك الحديد والطرق والجسور..وبشهادة المنظمات الدولية، فان إثيوبيا هي الأوفر حظاً في جذب المستثمرين، والأفضل مكافحة للفساد والمفسدين..وكل هذا بلا أي صخب سياسي..!!

:: وعلى سبيل مثال لنجاح تلك الدولة وفشل هذه الدولة، تجاوز حجم الإستثمارالسوداني باثيوبيا (2,5 مليار دولار)، وتم تصنيف السودان كثاني أكبر إستثمار أجنبي باثيوبيا، آي بعد الصين مباشرة.. ثم يكفى نجاحاً أن إثيوبيا من الدول الخمسة الأسرع نموًا في العالم (7.5%، 2017)، مع الترشيح بالدخول في قائمة أكبر أربع مراكز صناعية في إفريقيا في العام 2025..!!

:: ومن يرصد أحاديث الكبار هناك، يجد الطموح عظيماُ، وكذلك المشاريع العظيمة.. أي ليس كما الحال هنا، بحيث لا تسمع غير (الكوارث الكبرى)، كقول وزير المالية الفريق محمد عثمان الركابي : (70% من انتاج ذهب العام الفائت لم يدخل خزينة الدولة).. أو الطموح الهزيل : (أنا واثق من أن سعر الدولار سيتراجع إلى 18 جنيهاً )..!!

:: فالدولة هناك (أجهزة وقوانين)، وليست مراكز قوى و (دا زولي، دا زولك).. فالأجهزة والقوانين هي المؤسسية التي تُحلق بالدولة الاثيوبية نحو عوالم التنمية مع تقزيم سنوي لمعدلات الفقر (من 44% إلى 30%، 2017).. كان يجب ترسيخ المؤسسية التي تحمي الحقوق وتراقب الواجبات وتحاسب المخطئ وتحفز المجتهد.. بالمؤسسية- وليست بلعبة الكراسي المسماة بالشكيل أو التعديل الوزاري - تنهض الشعوب والأوطان...!!

fb