الإمام يصنع التاريخ ..!!! بقلم عبدالباقي الظافر

الإمام يصنع التاريخ ..!!! بقلم عبدالباقي الظافر


02-27-2018, 02:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519738535&rn=0


Post: #1
Title: الإمام يصنع التاريخ ..!!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-27-2018, 02:35 PM

01:35 PM February, 27 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




حينما انتهت معركة كرري كان على الطفل اليتيم عبدالرحمن أن يدرك أن مستقبل الأيام ليس كسابقها.. شهد أمام عينيه إعدام أخويه البشرى والفاضل.. قبل العشرين كان عليه أن يتحمل أعباء الأسرة المحاصرة.. لكن في العام ١٩١٩ حمل سيف والده وأهداه للملك جورج الخامس ملك بريطانيا العظمى.. لم يستوعب كثير من الناس رمزية الخطوة إلا حينما أعلن البرلمان استقلال السودان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥.. الإمام عبدالرحمن المهدي الذي كان أحد صناع الاستقلال كان يرى سراً في حفيده الأكبر الصادق الصديق المهدي.. ربما سيدرك السودانيون هذا السر قريباً.

أمس نشرت الزميلة الأخبار حواراً مع الإمام الصادق المهدي أعلن فيه عن تنحيه عن رئاسة حزب الأمة في المؤتمر القادم.. كان الإمام حاضراً وحازماً حينما سأله الزميل عبد الرحمن العاجب إن كان الأمر متروكاً لمؤسسات الحزب.. رد الإمام أنه اتخذ قرار الرحيل بنفسه وعلى مؤسسات الحزب البحث عن البديل.. معظم الزعماء في ظروف الإمام يعللون الإقامة الطويلة برغبة المؤسسات أو انعدام البديل.. لهذا يمثل موقف الإمام القوي تحدياً لغيره من الأتراب في الملعب السياسي.

أزمة الخلافة السياسية واحدة من العقبات التي تواجه التحديث في السودان.. لم يتمكن زعيم الحركة الإسلامية حسن الترابي من اجتياز هذا الامتحان الصعب رغم قدراته العالية في التجديد والقفز على المطبات.. بل عدم الإعداد المتعمد للبديل أولد هشاشة في معظم الذين واتتهم الفرصة بعد أن قضت المقادير أمرها وغاب الزعيم الملهم بين غمضة عين وانتباهتها.. لهذا تكتسب خطوة الإمام أهميتها في هذا التوقيت المحرج.. معظم قادتنا يتشبثون بالسلطة تشبث الغريق بقشة في موج متلاطم.

في تقديري مطلوب من الإمام الصادق أن يثب بحزبه إلى المستقبل.. الخطوة القادمة يتم فيها اختيار الدكتورة مريم رئيساً لحزب الأمة.. في الخطوة خروج على الفقه البائس الذي يحرم ولاية المرأة .. فقد سبق لحزب الأمة أن تقدم على الآخرين بتكليف الأستاذة سارة نقدالله بمنصب الأمين العام.. الأهم من ذلك أن مريم رغم شبهة التوريث فقد دفعت مقدم المنصب خصماً من حريتها الشخصية.. وأن الخطوة يمكن أن تتحقق تحت حراسة الإمام.

بصراحة.. بإمكان الإمام المهدي أن يصنع التاريخ مجدداً.. حينما يتخذ القرار الصعب في الوقت الصحيح.


assayha