فرحانة !! بقلم صلاح الدين عووضة

فرحانة !! بقلم صلاح الدين عووضة


02-27-2018, 02:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519738475&rn=0


Post: #1
Title: فرحانة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-27-2018, 02:34 PM

01:34 PM February, 27 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*قصصت حكاية ديوانية الأدب من قبل..

*فقد دُعينا إليها خلال وجودنا بالكويت... في سياق دعوات ديوانية أخرى..

*وكان من بين مستقبلينا أديبتان تحملان اسم ليلى..

*إحداهما ليلى العثمان التي قلت إنها كشفت عن ساقين... فانتبهت إليها الأعين..

*إلى ساقيها أولاً؛ ثم يديها... فعينيها... فرأسها... فأدبها (أخيراً)..

*والأخرى لم تنتبه عين واحدة إلى أي شيء فيها ؛ لا الساق... ولا الأدب..

*وحتى إن أرادت الأعين أن تفعل فما كانت تقدر على ذلك..

*فالساقان تسترهما العباءة... والأدب مستور بعباءة الجهل به..

*فشعرت بتعاطف معها لأنها - على الأقل - ذات (أدب) أخلاقي... وحياء..

*واستشعرت هي هذا التعاطف فأهدتني بعضاً من أدبها..

*وهمست وهي تخط الإهداء على الرواية (آبي تجتب أي شيء عنها بجريدتك)..

*ثم أعطتني رقم جوالها... وعنوان بريدها الإلكتروني..

*فقد انخدعت المسكينة بالبدلة... والكرفتة... والحذاء اللامع..

*وحسبتني كاتباً ذا شأن - لعلها - في الوطن العربي كله... لا وطني وحسب..

*ووعدتها ووفيت وكتبت الـ(أي شيء) ؛ ولم يكن شيئاً يُذكر..

*فإذا بها تهاتفني في اليوم التالي وهي تصيح (أنا فرحانة... فرحانة... فرحانة وايد)..

*والبارحة اكتشفت بالصدفة أديبة عربية أخرى فرحانة أيضاً..

*فرحانة هنا في بلادنا... حيث اُستضيفت إلى فعالية أدبية باسم (المقرن)..

*وهي ذات لهجة لبنانية... ولم أسمع بها من قبل..

*ولست معياراً بالتأكيد لشهرة الآخرين.... ولكني أقرأ كثيراً في الأدب..

*وهذا ما جعلني أعرف ليلى العثمان ، وأجهل ليلى الأخرى..

*وذلك قبل أن أشاهد من ليلى الأولى هذه - ذاك المساء - ما جعلني أكره (أدبها)..

*وانداحت اللبنانية كلاماً... وضحكاً...... وفرحاً..

*وطفقت تتحدث كثيراً عن نفسها... وبيئتها... وثقافتها... وأدواتها... وأدبها..

*وأخذت تسرد على الحاضرين جانباً من إحدى قصصها..

*وأثناء ذلكم كله أتساءل أنا : من هذه ؟... ومن هؤلاء ؟... ومن أتى بهم؟..

*فهي لم تكن وحدها ، وإنما معها آخرون يجلسون بجوارها..

*وكلٌّ منهم في انتظار دوره ليشرح لنا عبقرية أدبه... وفلسفته... وما ورائياته..

*ولكني لا ألوم هؤلاء الفرحانين بقدر ما ألوم (فرائحيتنا) نحن..

*فرائحية (رسمية) تتغذى من أحزان شعبنا فترفض عليه غناءً... وطرباً... ورقصاً..

*وتفرض عليه مهرجانات تنافس ليلى العثمان في (أدبها)..

*وتفرض عليه - عبر شاشات غير ذات حشمة - ما يشابه ساقي ليلى هذه..

*والغريبة أننا كنا قد فرغنا من فعالية أدبية قبل أيام... فقط..

*فعالية باسم أديبنا الطيب صالح خُتمت - كالعادة - بأفراح الرقص والغناء..

*وهذه التي أعقبتها (طوالي) خُتمت أيضاً بأفراح رقص وغناء..

*فلماذا لا تفرح لبنانية مغمورة باحتفاء يشابه احتفائي أنا بكويتية مجهولة؟!..

*ثم تصيح (أنا كتير فرحانة !!!).



assayha