غرب كردفان بين الجنة والنار. . ! بقلم الطيب الزين

غرب كردفان بين الجنة والنار. . ! بقلم الطيب الزين


02-26-2018, 11:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519683754&rn=0


Post: #1
Title: غرب كردفان بين الجنة والنار. . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 02-26-2018, 11:22 PM

10:22 PM February, 26 2018

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



إنسان ولاية غرب كردفان، هو نظرياً يعيش في جنة، لكثرة موارد الولاية، من ثروة حيوانية تقدر بالملايين، واراضي خصبة تنتج الدخن التي يسمونها اهلنا في كردفان "ام صُرنج" دواء المُكوجن، اي انها تبعث الحياة حتى في أوصال "الفروج الصغير المريض"
كما تنتج الفول والسمسم والبامية والكركدية والبطيخ الروصمان، بطيخ الميرام والصمغ العربي، بجانب الذهب الأسود الذي يعتبر روح الحضارة الغربية، وقد اصبحت الولاية، بعد إنفصال الجنوب، المصدر الرئيسي الذي يزود البلاد بحاجتها من النفط والغاز . . !
أما واقعياً، فإنسان تلك الولاية يعيش في نار المعاناة والفقر والجهل والتهميش، والتهميش متنوع المظاهر والاشكال . . !
رغم غزارة الموارد المتوفرة في الولاية، الا انها مازالت تعاني من العطش في الصيف والغرق في الخريف، اذ تتعطل حركة المواصلات بين عاصمة الولاية "رجل الفولة" وبقية المدن والقرى، اذ يصبح من المتعذر في الخريف انسياب حركة المواصلات بشكلها الطبيعي، بخاصة بين رجل الفولة وبابنوسة والمجلد، لعدم وجود طريق مسفلت بين المدن الثلاثة . . !
وكذلك نقص في الكهرباء والصحة والتعليم والمياه النقية، فبدلا من أن تصبح الولاية منتجة زراعياً وصناعياً ، أصبحت منتجة للخراب والدمار، بسبب سياسة النظام التي وظفت ابناء الولاية في الدفاع الشعبي فاصبحوا يجيدون استخدام السلاح اكثر من القلم، أو اي وظيفة أخرى . . !
فأصبح حمل السلاح مهنة للاغلبية من الشباب سواء بالالتحاق بالجيش او بالدفاع الشعبي نتيجة لغياب التنمية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجهل الامر الذي عرض الولاية لخطر الصراعات والحروب، ومن ذلك الحرب التي دارت بين اولاد عمران والزيود، وقد إستمرت لأعوام وللاسف قد خلفت المئات من القتلى والجرحى، رغم انه قد تم احتواءها مؤخراً ، الا انه مازالت الولاية تعاني من خطر الصراعات نتيجة للجهل والتخلف والفقر والبطالة مضافاً اليها حالة التدهور العام الذي تشهدها البلاد نتيجة الفشل السياسي والاقتصادي وانهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار . وأخيراً تعرض العرب الرحل لهجمات من جانب عصابات مسلحة من دولة جنوب السودان، استغلت حملة جمع الأسلحة التي نظمها النظام دون خطة او رؤية استراتيجية من جانبه تأخذ في نظر الاعتبار المخاطر المحدقة بسكان الولاية ، كونها ولاية حدودية بين السودان، ودولة جنوب السودان، وقد راح جراء تلك الهجمات العشرات من القتلى والجرحى من ابناء المسيرية، وتم نهب الف وثلاثمائة من الأبقار .
كما ان الولاية ظلت عرضة للنهب من قبل نظام الانقاذ القابع في الخرطوم، الذي نهب ثرواتها وقد بنى اتباعه وخدمه سواء من ابناء الولاية او غيرهم العمارات الشاهقة في الخرطوم وغيرها، وعاشوا حياة الدعة والنعيم ، دون ان يقدموا للولاية وإنسانها ما يسد الرمق، والسبب هو تؤاطو الانتهازيين من ابناء المنطقة الذين باعوا انفسهم، وقضية اهلهم مقابل الفتات وتولي بعض الوظائف الهامشية. . ! الأمر الذي يؤكد الخيط الموصول والرابط بين حكم الاستبداد والانتهازيين والنفعيين الذين يقتاتون من معاناة وعذابات اهلنا وشعبنا، مهما اختلفت ازمانهم وتعددت اماكنهم وتنوعت صورهم ومشاربهم السياسية والفكريّة، فهناك دائماً ما يوحد بينهم وهو حب الذات والمصلحة الخاصّة، ولا شيء قبلها او بعدها، اما قضايا الاهل والوطن والتدين المزعوم فليست سوى عناونين براقة تخفي وراءها الكثير من الزيف والشعارات المخادعة، والشاهد هو الأرواح التي ازهقت والدماء التي سالت والطاقات التي بددت والفرص التي سرقت طوال سنوات حكم هذا النظام المجرم. . !
الطيب الزين