من مؤتمر.. حوار الأديان! بقلم محمد لطيف

من مؤتمر.. حوار الأديان! بقلم محمد لطيف


02-25-2018, 08:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519586205&rn=0


Post: #1
Title: من مؤتمر.. حوار الأديان! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 02-25-2018, 08:16 PM

07:16 PM February, 25 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


صديقى سليمان الأمين المستشار الإعلامي والمترجم بالسفارة القطرية ذكرني أن لي رأي سابق في حكاية حوار الأديان هذه.. وأنني سبق وأن حبذت أن تكون الدعوة للتعايش بين الأديان وليس الحوار بين الأديان.. لاختلاف المقاصد في كلٍّ وتباين النتائج بين الحوار والتعايش.. وليس هذا موضوعنا اليوم على كل حال.. بل إنني رغم تذكير سليمان قد قبلت الدعوة لحضور مؤتمر حوار الأديان الذي نظمه مركز الدوحة لحوار الأديان وعلى مدى يومين منتصف الأسبوع الماضي بالدوحة.. وأحسب أنني أحسنت صنعا بالذهاب.. فقد اكتشفت أن ثمة مساحات شاسعة للتحاور والنقاش بين معتنقي هذه الأديان دون أن يقود ذلك الحوار لإلغاء هذا الطرف أو ذاك كما كنت أعتقد سلفا..!
وبدءاً لا بد من أن أسجل تقديري العالي.. لا للدعوة فهذه سجلناها في مضابط المؤتمر هناك.. ولكن التقدير هنا ينصرف لتلك القدرة العالية على التنظيم والتنسيق والتنفيذ.. برنامج المؤتمر الذي امتد لمدة يومين فقط.. لن تصدق إن قلت لك إنه قد استوعب نحو تسع جلسات عمل.. معدل المشاركة في كل جلسة لم يقل عن الخمسين عضوا من أعضاء المؤتمر لكل جلسة.. هذا بجانب أربع جلسات عامة.. شكلت كلها ساعات متصلة من الحوار الفكري العميق.. والجاد والهادف.. في جهد كبير لما يمكن وصفه بتأصيل حقوق الإنسان وفق ما قضت به الشرائع السماوية.. أو الأديان كما سماها المنظمون.. وكم كان رائعا عرض النصوص حيث تناوب العلماء والمفكرون.. وأحيانا الساسة.. مسؤولون ومعرضون.. كلهم يعرضون النصوص الدينية التي حملها الأنبياء والرسل.. لتنظيم حياة الإنسان.. ثم كم كان مؤسفا حين يتضح كم فارق التطبيق النصوصي..!
عبر كل هذه الجلسات ثبت فعلا كم يحتاج الناس للحوار.. خاصة بين أولئك القيميين والأخلاقيين.. لتجسير الهوة بين بني البشر.. ولكن اتضح كذلك أن المعنيين بهذا الحوار عليهم أولا الالتزام بهذه القيم.. أكثر حرصا عليها من غيرهم ليكونوا أكثر أهلية لقيادة ذلك الحوار.. بالنسبة لي كان السؤال.. حين أتيحت لي الفرصة في واحدة من الجلسات العامة.. هل أصحاب هذه الأديان مؤهلون لإدارة حوار فيما بينهم؟ قلت لهم هذا السؤال بالنسبة لي ليس جديدا.. وقلت.. في ثمانينيات القرن الماضي أطلق الإمام الصادق المهدي مبادرة توحيد أهل القبلة.. وكان يعني السنة والشيعة.. وكان يبرر بها زيارة لإيران كانت محل تحفظ واسع في السودان والعالم العربي في ذلك الوقت.. وقلت للمؤتمرين.. إن ردي على مبادرة الإمام يومها وهو موقفي حتى الآن.. أن المطلوب توحيد أهل السنة أولا.. وتأسيسا على ذلك قلت لهم.. أعتقد أن الأمر في حاجة لحوار داخلي أولا لتصفية الخلافات المذهبية.. قبل البحث في التوافقات العقدية.. مع الأخذ في الاعتبار لكل التعقيدات التي تعتور الأمر..!
ولنا عودة لمداخلتي الأخرى والخاصة بعجز المسلمين عن تسويق حقوق الإنسان في الإسلام.. رغم حاجة العالم لها هذه الأيام.

شاركها