الحرامي!! بقلم عبدالباقي الظافر

الحرامي!! بقلم عبدالباقي الظافر


02-24-2018, 05:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519491352&rn=1


Post: #1
Title: الحرامي!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-24-2018, 05:55 PM
Parent: #0

04:55 PM February, 24 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



استيقظ خليل من نومه مفزوعاً.. رأى مدير المدرسة يطرد ابنه الأصغر بحجة أنه لم يدفع الرسوم.. ابتسم عندما تأكد له أن الأمر ليس إلا أضغاث أحلام.. مرّر يده لهاتفه المحمول الذي أخفاه تحت وسادة الرأس مخافة أن يخطفه لص .. ليس هنالك شيء أقيم من هذا الهاتف.. الساعة الثانية صباحاً.. موعد دورية خليل.

ارتدى الزي الرسمي للعمل .. زي رياضي بلون أسود ودراجة هوائية.. من يراه في هذا الهندام يحسبه ثرياً مترفاً يمارس التسكع والناس نيام.. وصل إلى الباب ثم أرتد إلى ابنه الصغير مرتضى .. مرتضى أبن الثمانية أعوام يشكل نقطة ضعف الأب خليل.. نزع عن الصغير الغطاء.. وجده يحتفظ بابتسامة غريبة.. طبع قبلة على وجه الصبي ثم غادر.

حدد نقطة ارتكازه في المدينة الرياضية الجديدة جنوب الخرطوم.. هنا كسب خليل أصدقاء من المشردين يعينونه في أداء المهام التي تحتاج الى الخفة والرشاقة .. إذا حدث السيناريو الأسوأ تمثل المنطقة المهجورة حائط الدفاع الأول عنه.. كما أنها قريبة من نطاق عمله الذي يستهدف الأثرياء في الأحياء الجديدة التي تحمل أسماء مدن عربية.. وجد الصبية في نوم عميق.. قرر أن يجازف وحده هذا المساء.

طاف على عدد من المنازل.. هؤلاء الناس "جبّارين" .. يتطاولون في البنيان حتى لا يجد لصاً مثله صدقة ينتزعها نزعاً.. كان خليل يحدث نفسه معظم هؤلاء لصوص مثله .. الفرق أنهم اذكياء للغاية .. ينهبون ولا يتركون أثراً.. ثم حدث نفسه ماذا عليّ أن أفعل الحكومة خصخصت الهيئة العامة التي كان يعمل بها.. الآن الحكومة ترميه في الشارع وتطلب منه أن يتصرف.

فجأة وجد ضالته بيت فخم.. سوره الخارجي قصير ومحاط بأشجار الزينة من كل جانب.. بلا جهد يذكر وجد خليل نفسه داخل الحوش الفسيح .. نحو أربع عربات فارهات تتمدد في الفناء.. إنها تماثل عدد الأسرة التي تركها وراءه في داره تئن من حمولة زوجته وأبنائه الصغار.. مضى إلى غرفة نائية وجد على بابها شيخاً عجوزاً.. ربما يكون الخفير الذي أوكل له تأمين الأثرياء.. حدق في وجه الرجل فوجده بائساً حدثته نفسه أن يوقظه ليتفق معه على سرقة الدار.

ولج إلى داخل الغرفة وجد بها سريراً بالياً وثلاجة صغيرة وعلى أحد النوافذ هاتفاً محمولاً من طراز قديم .. هم بأخذه .. ارتاب في أن ملكيته ربما تعود إلى الحارس الفقير فتركه.. دار من حول البيت ولم يجد نقطة يمكن الولوج منها.. أخيرًا عزم على سرقة (موتور المياه ).. كان فقهه أن هؤلاء يشفطون مياه الفقراء.. أنجز مهمته بسرعة وأراد أن يخرج.

فجأة سمع رنين هاتف يشق عنان السماء.. الحارس يهرول نحو هاتفه في الغرفة النائية .. فجأة تعلن حالة الطوارئ في البيت الهادئ ..الكشافات تحيل ليل المكان إلى نهار واضح القسمات.. رجال صاحب الدار ينتشرون في كل مكان.. خليل مثل عصفور هدّه البرد يتوارى خلف شجيرة صغيرة.. كان كل خطته أن يقع في الأسر دون خسائر جسيمة.. أراد أن يصرخ حرامي حرامي حتى يوقظ الجيران.

خليل في حيرته يجد نفسه وجهاً لوجه مع الخفير الأغبش.. الأغبش يحمل مدية طويلة تصلح لذبح ثور.. يستسلم خليل .. يجتمع عليه نفر من الإنس ينهالون عليه ضرباً.. ثم يحملونه ما بين الموت والحياة إلى كبيرهم .. الكبير يسأل "اتعرف أيها اللص الوغد من أنا" .. ويرد خليل "نعم انت واحد من اللصوص .. فقط حظك أفضل مني".

الثري ينظر إلى الأرض ويطلب من رجاله إطلاق سراح الضيف الزائر.



assayha