Post: #1
Title: البطل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-24-2018, 05:52 PM
04:52 PM February, 24 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *منطق الطير عُلِّمه نبي الله سليمان..
*ولكل أجناس من البشر منطقها الخاص؛ لغةً...ولهجة...ولساناً..
*والدواب...والزواحف...والحيتان...والكلاب؛ كذلك..
*فالقط مثلاً قد يبدو مواؤه مفردة ذات تكرار...لا معنى لها..
*وفي المقابل قد يبدو له كلامنا نحن تكراراً سخيفاً لنبرات...لا معنى لها..
*كل ذلك مفهوم لنا معشر الإنس؛ ومعروف...ومقبول..
*ولكن هل يمكن لأحدنا - مهما بلغ خياله - تخيّل أشياء صمَّاء تنطق؟!..
*نعم؛ إن كان له مثل خيال صديقنا فهمي...ربما..
*فصديقنا هذا كان باب غرفته يذكره بصدمته العاطفية في كل لحظة..
*كل لحظة يفتح فيها هذا الباب...أو يغلقه...أو يواربه..
*أما ما كان ينطقه الباب فهو (مس آيزاك)...ويفهمها فهمي (مش عايزاك)..
*وهي العبارة التي صفعته بها فتاته على وجهه..
*وعندما قام بتشحيم مفاصل الباب ليتخلص منها فاجأه بأخرى...أشد وقعاً..
*فقد صار يئن بصوت مكتوم (أننن بكرييييك)..
*وما كان فهمي بحاجة إلى قاموس منطق الأبواب ليفهم أنها (أنا بكرهك)..
*وهو آخر ما سمعه من محبوبته...قبل الفراق..
*والبارحة عُلِّمت أنا منطق شيء أصم (فصيح)...وهو قنينة عطر..
*فعندما كنت أتعطر لصلاة الجمعة وقعت مني...فنطقت..
*نطقت فور ارتطامها بسطح المائدة الخشبي...وصرخت (ساب بتل)..
*وحين انزلقت مني مرة أخرى صرخت الصرخة ذاتها..
*ثم انتبهت إلى أن (منطوق) الصرخة عالجه عقلي - بترجمة بشرية - ليبدو مفهوماً..
*فإذا به (شعب بطل)...طيب ما معنى هذا الكلام؟!..
*اجتهدت كثيراً في محاولة فهم صرختها ذات الحشرجة..
*ثم صرخت بدوري فجأة: هل المقصود (أيها الشعب السوداني البطل)؟!..
*إنها العبارة التي كان يصيح بها (أحدهم) عند فجر الإنقاذ..
*ويصيح بها فجر كل يوم...من أيام ذياك الفجر السياسي..
*والرسالة التي أراد تبليغها للشعب (النائم) أن هبوا إلى صلاتكم...ودينكم... وآخرتكم..
*تماماً كما ينبه الديك (الصيَّاح) النائمين - فجراً - للصلاة..
*طيب؛ ما زلت عاجزاً عن فهم الرسالة التي أرادت القنينة تبليغها إليّ..
*ولعنت القنينة...والشيطان؛ ودخلت المسجد..
*وطفق الإمام يتحدث عمَّن كانوا يسوقون الناس إلى الدين...وساقتهم الدنيا..
*وحديث القنينة لا يزال في رأسي...يزاحم حديث الإمام..
*والحديثان - البشري والجمادي - لا يبدو أن ثمة رابطة منطقية بينهما..
*ولكن حديثاً بين اثنين - عقب الصلاة - لفت انتباهي..
*كان عن أوضاع السودانيين الآن مقارنة بقلة كانت تسوقهم إلى الدين..
*عن قوة تحملهم...وأنهم فعلاً (الشعب السوداني البطل)..
*وانتهزت الفرصة لأسألهما - بتطفل - عن حال قائلها الآن..
*فقيل لي: يقيم بكافوري...وله فارهة حسناء...وسكت عن (الصياح)..
*فصحت لا شعورياً (يمين بطل !!!).
|
|