الرجل العابس يبتسم أخيراً .. بقلم عبدالباقي الظافر

الرجل العابس يبتسم أخيراً .. بقلم عبدالباقي الظافر


02-23-2018, 03:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519396408&rn=0


Post: #1
Title: الرجل العابس يبتسم أخيراً .. بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-23-2018, 03:33 PM

02:33 PM February, 23 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قبل أشهر كان الدكتور فيصل حسن إبراهيم يستقبل خبر إعفائه من رئاسة قطاع التنظيم بالحزب الحاكم مبتسماً.. ابتسامة نادرة على وجه رجل تميز بالجدية والصرامة.. الطبيب البيطري كان يدرك أن الإقالة ستعقبها ترقية استثنائية في مناخ الصراع في أروقة الحزب الحاكم.. تم إبعاد فيصل بسبب اقترابه من مجموعة من الحرس القديم حسمت أمرها مبكراً بالوقوف مع الرئيس في انتخابات ٢٠٢٠.. وربما لهذا السبب احتفظ بموقعه التنفيذي كوزير للحكم الاتحادي.

من هنا يمكن قراءة تكليف الدكتور فيصل حسن إبراهيم باعتبارها خطوة في مسار متصل ينتهي في محطة انتخابات ٢٠٢٠.. كل التعيينات اللاحقة ستكون في صالح من بكروا بإعلان موقفهم الإيجابي من انتخابات ٢٠٢٠.. الأمر الأهم أن لا أحد بعد اليوم سيتحدث عن القيد التنظيمي الذي يحدد دورتين لشاغل المنصب الحزبي بعد ولاية فيصل الجديدة .. وهذا سيرفع الحرج عن الذين يسعون للاحتفاظ بالسلطة أو العودة إلى نعيمها.

لكن هنالك أمر مهم يستحق التوقف في قرار تكليف الدكتور فيصل حسن إبراهيم بمنصب الرجل الثاني في الحزب الحاكم.. هذا التكليف يقتضي اختيار أمانة عامة جديدة.. الأمناء القادمون سيكونون ثلث كتلة المكتب القيادي الذي يطبخ القرارات المهمة.. فيصل سيكون الأنسب في قراءة النوايا بعد موقف هيئة الشورى المتردد في دعم الرئيس في ولاية رئاسية جديدة.. حتى على مستوى الحكومات الولائية يحتفظ الرجل بجميع الملفات باعتباره وزيراً للحكم الاتحادي.

منذ مدة طويلة أبدى الرئيس البشير اهتماماً بالولايات الغربية والتي ردت التحية بأحسن منها.. حيث ابتدرت إحدى ولايات دارفور مهرجان مبايعة الرئيس البشير لدورة جديدة.. ويبدو أن الرئيس يريد أن يعود هذه المرة محمولاً على أكتاف أهل دارفور بعد أن وضعت الحرب أوزارها.. لهذا توهجت في الساحة أسماء من غرب السودان.. فتحرك نائب الرئيس حسبو بفعالية وأثبت الفريق حميدتي حضوراً عسكرياً وسياسياً.. رغم أن الدكتور فيصل ينتمي لكتلة كردفان إلا أن اختياره فيه إشارة للاتجاه نحو الغرب.

في تقديري أن اختيار الدكتور فيصل مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً له في الحزب الحاكم يؤكد الانتخابات القادمة باتت حاضرة في الأجندة السياسية .. وأن الرئيس البشير اقترب من حسم المعركة على صعيد الحزب الحاكم .. كما أن الخطوة تثبت أن صراع الأجنحة خرج إلى العلن.. لن تكون هنالك مفاجأة إن تم طرد عدد من رموز الحزب وقياداته التاريخية بتهمة العمل خارج المؤسسات.

بصراحة.. لم يبتسم الحظ مصادفة للدكتور فيصل حسن إبراهيم ويعود إلى واجهة الحزب الحاكم بعد إجازة إجبارية .. فقد أثبت الرجل قدرته على استكشاف الأجواء في ظروف مناخية مضطربة.



assayha