ثورة الملح.. بقلم خليل محمد سليمان

ثورة الملح.. بقلم خليل محمد سليمان


02-22-2018, 06:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519319034&rn=1


Post: #1
Title: ثورة الملح.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 02-22-2018, 06:03 PM
Parent: #0

05:03 PM February, 22 2018

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-
مكتبتى
رابط مختصر



تعودنا في السودان إن كل مكسب بغير ثمن يقابله يطلق عليه "ملح" وقد يتلذذ البعض بالملح ولكن دائما ما تكون له عواقب ونتائج عكسية اغلى..

ذكرنا أن ظهور علي عثمان والبشير لم يكن مجرد إفتتاح "ملاحة" فقط بل له من التداعيات التي ستغيّر الخارطة السياسية في الدولة وصفوف الحزب الحاكم..

الآن اصبح ماعون السلطة لا يسع ترهل الحزب والحركة الإسلامية التي اصبحت كائن هلامي غارق في الفساد بشكل سافر لدرجة جعلت من الدين سلعة للجهلاء والمطبلاتية الذين جمعوا الاموال وتطاولوا في البنيان وسط ركام الثالوث الممنهج "الفقر والجهل والمرض "..

المؤسف أن النظام دائما يصف معارضيه بالإرتزاق والخيانة والعمالة وكل ذلك بلا دليل وظللنا في هذا الإفتراء لثلاث عقود من عمر الزمان..

اثبتت الايام ان كل ما هو قبيح خرج علينا من بين صفوف النظام ورويبضاءه كما تحلو هذه الكلمة للخال الرئاسي الطيب مصطفي في وصف المعارضين..

اثبتت الايام ان كل ما شهده السودان في ظل حكم الحركة الإسلامية لم يكن بفعل إستهداف خارجي او كما زعموا زورا وبهتانا.. وصورا إن الإستهداف هو للنيل من الدين والعقيدة في صورة بائسة للغش والسيطرة علي عقول البسطاء وعامة الناس"بالفهلوة"..

تبديل الاوجه والشخصيات وحده لا يكفي ولا يمكن ان يصب في خانة الإصلاح..

المطلوب محاكمات جنائية وسياسية علنية يشهدها المواطن صاحب الاموال والمقدرات المنهوبة ..

وتغيير كل السياسات الرعناء التي لا تستند للعلم والمعرفة التي تعتمد علي مبدأ الولاء لا الكفاءة.. وهذا من اسباب فشل وتكلس النظام اما الدولة فالامر لا يحتاج لشرح..

وذكرنا أن محاربة الفساد في المال العام لا يمكن ان تتناغم مع فقه التحلل وهذه مفسدة في حد ذاتها..

نشكر الله الذي امدنا بالصحة والعافية واطال في آجالنا لنرى بأم اعيننا ان صفة العمالة والإرتزاق والخيانة هي حصرية علي النظام ومنتسبيه بشهادته..

إن كان ما نشهده صراع مصالح "صراع فيلة" جمع فيل فالضحية هو الشعب المغلوب علي امره.. وإن كان صراع بين الحق والباطل فأعتقد ادواته لا تتناسب مع حجم الباطل الذي اصبح صورة عامة وامر طبيعي و كل النظام متهم بلا إستثناء..

المقنع هو ضرب المفسدين بيد من حديد.. وعدم التهاون وهذا لا يحتاج لجهد كبير.. اما التقاعد فهو تكريم لهم.. وحسب فقه الضرورة "إستراحة محارب" يمكن إعادته في عمليات تدوير النظام لمخلفاته..

أما التمثيل والخداع من اجل كسب الوقت فإنه غير مجدي واصبحت كل تمثيليات النظام باهتة وسمجة لا تنطلي علي البسطاء وعامة الناس الذين ظلوا مغيبين لثلاث عقود.. وخرج عليهم تجار الدين بفقه التحلل الذي لم يتحلل به احد منهم حتى الآن ولم يرد جنيه واحد لخزينة الدولة..

القاعدة ..لا يمكن ان يصمد الكذب علي كل الناس لكل الوقت..

دخلنا الفلم "ملح".. وكتر من الملح حتي لو يضرك..

خليل محمد سليمان

[email protected]