من يحرس بوابة الخارجية؟..!! بقلم عبدالباقي الظافر

من يحرس بوابة الخارجية؟..!! بقلم عبدالباقي الظافر


02-22-2018, 02:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519307314&rn=1


Post: #1
Title: من يحرس بوابة الخارجية؟..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-22-2018, 02:48 PM
Parent: #0

01:48 PM February, 22 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


استغرب وزير الخارجية وقتها الأستاذ علي كرتي من رسالة كانت على طاولة مكتبه.. الرسالة لم تمر عبر الطرق الدبلوماسية المتعارف عليها.. كانت الرسالة الاحتجاجية من سفير السودان في طرابلس.. السفير حاج ماجد كان يناصح الوزير من باب الأخوة في التنظيم.. حسناً فعل الوزير وسحب السفير حاج ماجد سوار.. لكن المشكلة لم تكن في سوار الذي عرف بالحدة منذ أن كان طالباً في جامعة الخرطوم.. الرجل قذقت به موازنات السياسية إلى منصب السفير.. فقد كان سوار وزيراً ومن قبلها مسؤولاً عن التعبئة في الحزب الحاكم.. حينما تم إبعاده من المنصب الدستوري تم تعويضه بمنصب سفير في محطة صاخبة وضاجة بالأحداث.

لم يكن حاج ماجد سوار وحده الذي صنع توترات في محيط العمل الدبلوماسي.. اضطرت وزارة الخارجية لتمكين وزير الدفاع عبدالرحمن سر الختم من العمل في محطتين خارجيتين دون التوقف بالخرطوم.. حيث عمل الفريق السفير في القاهرة ثم انتقل إلى أديس أبابا.. مثل هذه المعاملة الاستثنائية لم يكن يتحصل عليها أي دبلوماسي آخر خاصة الصعاب حتى يحظى بوظيفة في مدخل البلاط الدبلوماسي.. العميد صلاح كرار عين في منصب سفير السودان في البحرين وانتهت علاقته بالخارجية بشكل غير دبلوماسي لأنه كان يستشعر دوماً أنه أحد صناع الإنقاذ.

في بداية الأسبوع الجاري أصدر رئيس الجمهورية قراراً بتعيين الفريق أول محمد عطا سفيراً بوزارة الخارجية.. قبل أسبوع من القرار كان الفريق عطا رفيق رحلة للقاهرة مع وزير الخارجية بوصفه مديراً لجهاز الأمن.. هل نتوقع أن يستوضح وزير الدولة حامد ممتاز السفير الجديد عطا إن تباطأ في المهام الموكولة إليه..؟ وهل بإمكان الفريق عطا أن ينتظر دوره في السفر لمحطة خارجية كغيره من السفراء..؟ بالطبع الفريق عطا له من المقدرات ما تجعله وزيراً للخارجية.. لكنه بالطبع لن يكون سفيراً ناجحاً باعتبار أن مؤهلاته وخبراته أكبر من المنصب.

بل هنالك سؤال في غاية الحرج لماذا يفضل المبعدون من العمل التنفيذي الاستجمام في وزارة الخارجية..؟ هل لأن الوظيفة مرموقة وتحتاج لخبرات استثنائية من بينها صفة مسؤول سابق..؟ الحقيقة أن الوظيفة مريحة وبها عائدات دولارية تجعل تعويضاً إضافياً عن الخدمة الطويلة الممتازة في الملعب السياسي.. ماذا عن الدبلوماسيين المحترفين وهم يرون الساسة يتقدمونهم في الصفوف دون أي مبررات.. ويتخيرون من المحطات أطيبها مناخاً وأوفرها رزقاً.. هنا تكمن معضلة المجاملات في الشأن العام.

في تقديري.. من الضروري إغلاق بوابة الخارجية المجاورة للقصر الجمهوري.. كل يوم تفقد هذه الوزارة كثيراً من رصيدها المهني.. تم إفراغها من الملفات المهمة بإسناد ثلث العمل الدبلوماسي للدكتور عوض أحمد الجاز.. الآن تم ملأها بكوادر سياسية يصعب إدارتها أو حتى تدريبها بعد أن شاب الرأس وانحنى الظهر.. من المهم جداً أن تصبح وزارة الخارجية منطقة محرمة على السياسيين إلا في منصب الوزير..

بصراحة.. واحدة من أسباب عزلتنا عدم الاهتمام بالكادر الدبلوماسي.. يشل العمل الدبلوماسي حينما تصبح الخارجية استراحة محارب للمغضوب عليهم أو المؤلفة قلوبهم.


assayha