عودة الِكبار وفشل الحِوار !! بقلم عوض فلسطيني

عودة الِكبار وفشل الحِوار !! بقلم عوض فلسطيني


02-19-2018, 05:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519057088&rn=1


Post: #1
Title: عودة الِكبار وفشل الحِوار !! بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 02-19-2018, 05:18 PM
Parent: #0

04:18 PM February, 19 2018

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]


من يُمني نفسهُ بإنتقالٍ أو تغيير في شكل ومضمون الدولة السودانية بعد سنين الحوار الوطني الطويلة، هو أقرب إلى حامل الماء في(الغربال) والغربال هذا لجيل اليوم هو من (الأواني المنغرضة)، وللمزيد من الشرح والتفسير يمكن الإستعانة بأكبر الحبوبات سِناً في الاُسرة!
بذلك تظل كل التعهدات التي قطعها الرئيس البشير مِراراً وتِكراراً أمام الشعب السوداني، بإنفاذ مخرجات الحوار,أصبحت كقول شاعرنا إدريس جماع حينما استيأس من الشفاء من بعد سقم ألم به فندب حظه بقوله،(إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه، ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه، صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه ، إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه)
هكذا لفظ شاعرنا أنفاسه في اُخريات حياته، كما تلفظ مخرجات الحوار هذه الأيام أنفاسها!؟ المؤتمر الوطني أجاد اللعبة السياسية بجدارة وفق نظرية (الديرتي قيم)،تجرد من كل ناصبٍ وجازم، وتحلل من أي عهدٍ قطعه مع الأحياء، أو الأموات في سبيل الإنتقال بالحكم من مربع شمولية الدولة إلى تعدديتها!!؟
أحد الإخوة دار بيني وبينه جدل كثيف حول ما أسماه (الخيانة الثانية)،في وصفه للواقع السياسي الذي وصل إليه الحوار الوطني بعد رحيل الدكتور الترابي، وتنصل الرئيس البشير وحزبه من كل الإلتزامات التي أبداها شفاهًة عند بداية الحوار مع الراحل الشيخ الترابي والقوى السياسية المحاورة، مثل ما خان ذات الحزب وقادته من قبل مشروع الترابي،عندما تنكروا عليه ووقعت (المفاصلة الشهيرة) بين الشيخ الترابي وتلاميذته ،محدثي كان يُصر بإلحاح أن بين الراحل الترابي والرئيس البشير الكثير المثير و الذي أخلص له الترابي في خواتيم حياته التزاماً من أجل وحدة وسلامة الوطن،ولدى صديقي إعتقاد راسخ بأن الترابي هو من أوحى للرئيس البشير بذهاب الكبار !!
فإنزوا في اطراف الحزب الحاكم وكل منهم،يحرك ذيله ويخلط الأوراق السياسية بعناية،(بالريموت كنترول) وكثيراً ما يُرسِلون إشارات يتلقفها القادمون الجدد ويستقبلونها بترددات تحدث كثيراً من(الشخشخة) ما جعل الصورة مهزوزة وغير واضحة المعالم ، وبعد هذا التشويش يسلك الكبار طريقاً مغايراً، يجمع بين (البزنس) والحضور (المجتمعي) في الساحات العامة بلغة (بعيدا عن السياسة قريبا من المجتمع) وحال من خلفوهم، كمن استعار عربة صديقه وهو تعلم القيادة لتوه، فأمسك بالمقود وأجاد نقل التروس ، وكان كثيراً ما يقف متفرجا في أوقات الزروة في الطرقات ومترددا في (الرن وي) وسريع الاستجابة للاستفزاز من شركاء الطريق الذين خبروا (اليو تيرن) عند الاشارة الحمراء!!
وإنحصر هم القادة الجدد في أن يتمرسوا على القيادة مهما كلف ذلك من صرف للوقود، وإهلاك للماكينة (بالترس التقيل) لمسافات طويلة، لان همهم الاول والأخير هو الحفاظ على طلاء العربة من (التخديش)حتى ولو سيحت العربة الماكينة!!
بهذه النظرية تسلم القادمون الجدد قيادة البلد بينما كان القدامى يراقبون عن كسب ويرسلون المحاذير ( للكبير) ، أن انظر ماذا فعل فلان وعلان ،و كان من الأفضل أن يقوم بذلك فلان أو علان، فشكل ذلك الحديث قناعة لدى الرئيس بأن الحال لن ينصلح إلا بعودة المحترفين (العجايز)!!
فأداء شوط واحد من اللعب بخبرة، أفضل من إكمال المباراة (بالعنترية) والتخبط، والدليل على ذلك أن عددا من الذين دفع بهم الوطني في الجهاز التنفيذي وقيادة الحزب وكانوا يمنون أنفسهم ب(عشرينية) الإستوزار، كما فعل الذين من قبلهم، لم يجدوا حظهم ليثبتوا في التشكيل الوزاري لسنين كسابقهم،بل تم شطبهم في اول تشكيل عند حكومة الوفاق الوطني!؟
الكبار سرهم إفشالهم لمخطط الراحل الترابي وإجهاضهم للحوار الوطني في شهره السابع( وبالتجارب أن جنى السبعة شهور ما بعيش) وهو ما جرى لمخرجات الحوار الآن ،خاصة عندما تولى (الكهنة) في هيئة علماء (السلطان) حملة شعواء ضد التعديلات الدستورية بحجة مخالفة ما طرحه الراحل حسن الترابي للشريعة الإسلامية، ومن يومها بدأ اجهاض المخرجات، في صمت المتحاورين، وإنتقل الوطني بقدامى لعيبته الى مربع 2020م؟!
فلم تعد في الساحة السياسية أشواق من شاكلة الإصلاح ،وتجديد القيادات، وتطلع الجيل الجديد لتحمل المسؤولية، لأن الاشواك التي زرعها الكبار كألغام في طريق القادمين الجدد قد قبرت الكثيرين في مهدهم أحياء قبل أن تثبت أقدامهم على بلاط القصر الفخيم.

صحيفة ألوان.