** اتركــــــــــــــــــــوهم **

** اتركــــــــــــــــــــوهم **


02-19-2018, 12:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519038835&rn=0


Post: #1
Title: ** اتركــــــــــــــــــــوهم **
Author: على محمد الخير
Date: 02-19-2018, 12:13 PM

11:13 AM February, 19 2018

سودانيز اون لاين
على محمد الخير-Brussels
مكتبتى
رابط مختصر


ظهرت في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو لبعض أطفال بلادنا وهم يترجمون غضب وانفعال الكبار على الغلاء المستشري والاحوال المعيشية المتدنية الكالحة بأصواتهم العذبة . بانت وهم يؤدون ادوارهم ساخطين من التردي الاني، وعلى من تسبب فيه .. رسائل غاضبة مؤثرة يبعثها الاطفال بمشاهد تقطع انياط القلب لواقعيتها وبراءة حامليها.
إن ظهور الأطفال وهم يرددون خطاباً اكبر من سنهم، لا نحتاج فيه إلى كبير جهد لإدراك، انه تم تلقينهم وتحفيظهم له وأن التلقين تم بإتقان من اشخاص كبار..
عند مرورنا على هذه المقاطع للوهلة الأولى ربما لا نكترث كثيراً، باعتبار أن الفكرة مجرد طُرفة ودعابة تسخر من الواقع ، وذلك لأن العقل لا يعِقل أن هؤلاء اليفع في مقدورهم انتاج وارتجال حديثاً مرتبا متماسكاً، فحواه رسائل سياسية عميقة ومطالب حقيقية قوية.! لا سيما مما هو معلوم اصالة أن كل هذه الدرامات من الطرفين نقف من خلفها نحن الكبار..!

الطرح والسؤال .. هنا نتلطف في توجيهه للمتخصصين والمهتمين بعالم الطفل ورعايته وحمايته .. عن رأيهم في هذه الأمور وابعادها المستقبلية، ومدى تأثيرها على سلامة ونشأة هؤلاء الأطفال؟.. وذلك بالتأكيد استناداً على خلفية إن العالم به نظم وقوانين صارمة تستهجن وتمنع بل تعاقب المعتدين على حقوق الطفولة مهما كان الهدف والمبرر. وعلى سبيل المثال وليس الحصر هنالك عقوبات صارمة ضد من يسيء استخدام الأطفال في العمل او الحروب اوارتكاب الجريمة او في أي ساحة ٍ لا يتناسب اقحامهم فيها مع أعمارهم .

في مشهد آخر .. بات من المألوف لدينا أيضا أن نشاهد بكل أسف استخدام الأطفال كسنارات من قبل المتسولين في الطرقات وامام المحلات التجارية؛ لاستجداء عاطفة المارة من المرهفة قلوبهم. وقد يبرر البعض لهذه الاستغلالية المؤكدة بأن التسول بهم من اجلهم ..

ان اللجوء لاستخدام الأطفال لتوصيل رسائل سياسية عميقة مثل التي تحدثنا عنها.. لهي من مستجدات التقليعات في عالم السياسة اليوم .. وواجب علينا بل لزاماً ان نقف عندها وندرسها. اما بإضافتها الى المنكورات وابتداع الأفكار سريعاً لبترها ..
او استسهالها وبالتالي التغاضي عنها بحساب انها من محاسن المبتكرات العصرية الحديثة ..
والامر لا ينحصر فقط في المقاطع الأخيرة التي ظهرت مناهضه للحكام وسؤهم وسوء الحال عموماً .. بل القوم الذين يرجى منهم حماية هؤلاء الأطفال والمتمثلة في شرذمة الحكام، أيضا ينطبق عليهم القول اذ انهم اول من يسي ويستغل الأطفال في مأربهم السياسية ..
فكثيراً ما نشاهد ان جْل الحشود الحكومية السواد الأعظم فيها طلاب وطالبات مرحلة الأساس!! تم اخراجهم من مدارسهم من غير حول ولا قوة لهم !! وذلك لاستقبال المسؤول الفلاني في افتتاح الكشك الفرتكاني ..

اذاً المتناولة اكبر واخطر مما نتصور ونكتب .. فهلا انتبهنا أيها السادة .. ليت كبارنا تركوا صغارنا ونأوا عن عوالمهم الحالمة بغد ٍ مشرق، من غير استغلال لغياب رشدهم في تتميز خياراتهم كل هذا مؤداه أن يشتد عودهم ويقوى ساعدهم ويكتمل عقلهم، حتى يستبينوا خير ورشد الحكم، من نتانة السياسة وخوائها وبؤسها الذي لا يعرف غير المصلحة هدفاً، هذه المصلحة التي يلهث الجميع نحوها، حتى وان جاءت خصماً على براءة الأطفال او محمولة على اعناقهم الغضة