إبنوا هويتكم بالفكر والإنجاز .. ؟! - بقلم هيثم الفضل

إبنوا هويتكم بالفكر والإنجاز .. ؟! - بقلم هيثم الفضل


02-19-2018, 06:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519016722&rn=1


Post: #1
Title: إبنوا هويتكم بالفكر والإنجاز .. ؟! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-19-2018, 06:05 AM
Parent: #0

05:05 AM February, 18 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

بالرغم من أن السودانيين في هذه الأيام التي طغى عليها الضنك والعُسرالمعيشي وما يولِّده ذلك من ضغوط نفسية ، مازلت هناك مناوشات في أعماقهم عن قضية الهوية العربية والإفريقية ، تطغى من حينٍ لآخر في مساجلاتهم الثقافية والفكرية ولو دون قصد ، هذه الأيام تتداول وسائط النشر الإلكتروني تسجيلاً مُصوَّراً لبرنامج في إحدى القنوات العربية ظهرت فيه ناشطة سودانية تم مغالطتها بغلظة من قِبل جليساتها في ذاك البرنامج حول إنتمائها العربي لدرجة أن قالت لها إحداهن بكل صرامة (أنظري إلى وجهِك هذا .. هل فيه ملامح عربية) ، وللحقيقة وبالرغم من أن موضوع الهوية السودانية هو من وجهة نظري إسقاط لحالة من الصراع النفسي الذي يعانية المجتمع جراء (الإحباط القومي العام) وليس لما فينا من تمايز عرقي وثقافي كان من المُفترض أن يميِّز هذه الأمة ويدفعها إلى الولوج إلى ثراء التفرد والإختلاف الإيجابي عن كل ما حولنا من مكونات ديموغرافية ، غير أن عدم الإستقرار السياسي وإرتفاع حِدة النقاش حول التوافق الثقافي وتدني حالة تأمين المجتمع ضد التدخلات الخارجية التي طالما إستهدفت لُحمتنا الإجتماعية من ثغرة هذا التنوع الذي كثيراً ما نبَّه أصحاب الحِكمة إلى أهمية إستغلاله كمورِّد إيجابي يستطيع أن يُغذي شرايين التنمية وتطوير حالة الممارسة السياسية والتعبير الثقافي بما يجعل من السودانيين قِبلة مُقدَّسة للعرب والأفارقة ، لكل هذا وجب علينا نحن الذين تجاوزنا بفرضيات نسبية ما يمكن أن يُصنِّفنا تحت قائمة الجُهلاء ، أن ننأى بأنفسنا وأفكارنا وإتجاهتنا الثقافية عن محاولة دحض خصوصية وإستقلال الهوية السودانية عبر إجبار مؤشراتها الحالية للإنتماء للثقافة العربية أوالإفريقية ، وليعلم كل من يحاول الولوج إلى عقول وأفئدة السودانيين سواء أن كان منهم أو من جهات خارجية تبتغي مآرب أخرى أبسطها تأجيج أمر الشتات والصراعات الداخلية ، ليس الإنتماء إلى العروبة أو الأفريقانية هو ما يُمثِّل مكانتنا كأُمة ، ولكن ما يُمثِّل ذلك هو مقام هذه الأمة على مستوى تحقيق تطلعاتها وسيادتها وإحترامها الدولي وقدرتها على الإستفادة القصوى من هذا التنوع الإثني والثقافي ، وذلك يا إخوتي لن يتحقَّق إلا عبر إفساح المجال واسعاً لتمكين هذه الأمة من الإستفادة من إمكانيات كوادرها البشرية على المستوى السياسي والمهني والثقافي ، وكما نعلم فإن دولة الحكم الشمولي الحالي وعبر ما تمليه عليها مصالحها المُتعلَّقة بالإستزادة اللا محدودة واللا مشروطة من مُعينات القبض على مفاصل ثروات ومُقدَّرات الوطن ، وعبر بسطها لمبدأ التمكين السياسي والفكري والثقافي وتبنَّيها سياسة إقصاء الآخر ستظل هي المسئول الأول والأخير عن غياب (آلة صناعة الأفكار المُتجدِّدة) ، بتغييب أصحاب الخصومات السياسية وطردهم وتشريدهم خارج نطاق المُساهمة الوطنية بإسم قانون الصالح العام ، فضاعت إقتصاديات البلاد وإنهارت مشاريع التنمية وقُبِّرت صروح إقتصادية سودانية كانت تمُثِّل صمَّام الأمان لحركة تطوَّر الدولة والمجتمع ، ثم نشر الفساد العام حالة اللا مبالاة العامة التي لم تعد تعاني منها الدولة وحدها بل وصل شرها إلى مجريات الحركة الإجتماعية العادية وأدبيات العمل المهني في الأسواق والمؤسسات وعادات وتقاليد المجتمع ، أصبحنا أمةً (سودانية) تبحث عن كبريائها وشموخها وسيادتها وسُبل إعتدادها بإنجازاتها وإمكانياتها بعد أن عجز إجترار التاريخ الذي تم تزوير معظمه عن تلبية حاجتنا للشعور باالفخر والإعتزاز ، على الذين ما زالوا يدقون على وتر العروبة والإفريقانية في ما أسميه (وهم الهوية السودانية) أن لا يُضلِّلوا الناس عن خوض غمار قضاياهم الأساسية والمصيرية ، فالمنظومة العربية فيها من لا يتطاولون للتفاخر بعروبتهم لما يعانونه من بلاءات ، وكذلك المنظومة الأفريقية ، وفي هؤلاء وأولئك من يستمدون إفتخارهم وإعتدادهم بذواتهم مما حققوه بعزم عقولهم وسواعدهم من إنجازات وصروح باذخة وتنمية مُستدامة ، إبحثوا عن العدل والمساواة والتواضع والنزاهة والعمل الدؤوب حينها ستفتخرون بهويتكم أياً كانت .