إستحوا عوراتكم مرئية .. ؟! - بقلم هيثم الفضل

إستحوا عوراتكم مرئية .. ؟! - بقلم هيثم الفضل


02-18-2018, 03:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518921528&rn=0


Post: #1
Title: إستحوا عوراتكم مرئية .. ؟! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-18-2018, 03:38 AM

02:38 AM February, 17 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

(مستوى المعيشة معقول جداً) + (الحديث عن الفساد كلام أهالي) ، هذان التصريحان أدلى بهما أحد عباقرة الصف الثالث لمنظومة حكومة المؤتمر الوطني أو ربما كان منتمياً إلى جوقة النفعيين والمُطبلين من رافعي شعار (دعوني أعيش) ، قالها المدعو مكي محمد إبراهيم مدير إدارة السياسة والتخطيط بوزارة المالية والمناسبة فعاليات المنبر الإعلامي للإتحاد العام للطلاب السودانيين المقام بقاعة الشهيد الزبير ، لم يمنعه الحياء من الله والشعب والوطن أن يتحدث عن معيشة السودانيين من الشرفاء والصابرين والذين إعترف رئيس الجمهورية ونائبه الأول في أكثر من مناسبة بأن ما يسمونه (حزم إقتصادية) هو علاج مُر ومؤلم ، أي أن القيادة العليا لهذه البلاد المنكوبة تعترف وعلى الملأ بأن ما يحدث الآن هو إفقار وتجويع وتعريض لنفوس البسطاء وصحتهم وحياتهم لخطر المرض والموت الزؤام ، ليأتي مثل صاحبنا هذا الذي على ما يبدو قد فات عليه أن صفوف الطامعين قد تمايزت ولم يعُد مجدياً بعد أن قضى تماسيح الأمس على الأخضر واليابس أن يكون التزلُف والبُهتان باباً للتطبيل بالقدر الذي يجعل من يُمثل وزارة المالية في منبر عام يُغالط الحقائق التي لم يعُد يُنكرها الكبار ليقول أن مستوى المعيشة في السودان معقول و(كمان جداً) ، يظن أن قوله ذلك سيدعو رؤسائه وأولياء نعمته للإنبساط والحبور وربما قادهم ذلك إلى مكافأته بمجرد الإبقاء عليه في منصبه الحالي ، وقد باتت المناصب في بلادنا لا يؤمها إلا أهل الحظوة والمرضي عنهم وجوقة المتزلفين ، فلا مكان فيها للكفاءة ولا للأمانة ولا إكتراث فيها لأصحاب المباديء الذين يُبطلون الباطل ولا يخشون في الحق لومة لائم ، أقول للمتوهم مدير إدارة السياسة والتخطيط بوزارة المالية وهو واحد من الرؤوس التي وقفت وراء فشل وزارة المالية الذريع في تحقيق إقتصاد وطني يقف عند حدود المعقولية في ما يختص بتلبية إحتياجات هذا الشعب من مطالب متواضعة ومُستحقة ، وأنت تقطع المشوار من بوابة بيتك بعربتك الفارهة وعطرك المتناثر وسُترتك المُزركشة ألم تمُر بالإشارات المرورية وهي تكتظ بالمشردين من الأطفال الذين يسألون الناس إلحافاً وإلى جانبهم بعضاً من الأمهات من ضحايا الإنهيار الإقتصادي والحروب المتناثرة في شتى أطراف البلاد ، ألم تُطُل عبر زجاج سيارتك المُظلَّل وأنت تعبُر إلى قاعة الشهيد الزبير على ستات الشاي وبائعات الطعام من حرائر السودان الشريفات اللاتي لم يُخرجن من خدورهِن إلا حين تصاعبت عليهن أمور المعيشة ومطالب أطفالهن الحيوية ، ألم تلاحظ سحائب الهموم والإحساس بالمهانة والعجز معاً في جباه الغُبُش الراكضين في عز الهجير وراء الحافلات ، ألا تعلم أن سعر الخبز وغاز الطعام قد تضاعف وأن أسعار الأدوية تضاعفت مئات المرات وأن هناك بعضاً من المرضى عادوا إلى بيوتهم يُفضلون إنتظار الموت على أن تُباع بيوتهم التي تأوي فلذات أكبادهم ، أما سمعت عن نسبة الفاقد التربوي بسبب الفقر وأطفال الدرداقات في الأسواق ، أولا تعلم شيئاً عن الفاقة التي دفعت بطالبات الداخليات للخروج إلى الشوارع ورفد دار المايقوما للأطفال مجهولي الهوية بضعف ما كانت تستقبله قبل خمسة أعوام ، أما تصريحكم الثاني المُتعلِّق بأن الفساد في بلادنا المسكينة هذه مجرد كلام أهالي ومن لديه الدليل فليدفع به ، فلا تعليق عليه لأن كل من يقرأ هذا المقال يعلم أن أهم (دليل) ومؤشر لحجم الفساد في بلدٍ ما هو أن يكون أغنى أغنياءها الموظفون وأصحاب المناصب ، دعوا مؤسساتكم الرقابية والإستقصائية تخرج إن كنتم صادقين وتسأل عن ملكية أشهق المباني وأفخرها ، ثم أضخم وأجدى المؤسسات والعقارات والمصانع والشركات التجارية وما يتم إيداعه بالخارج ، صدقني لن تجد وراءها من يستطيع أن يُثبت أنه رجل أعمال أو تاجر له تاريخ حتى و لو قصير الأمد . إستحوا وأطلبوا ستراً لعوراتكم.