الانقاذ واقتصاد الجمل ماشي والاقتصاديون الوطنيون ينبحون !؟ (٢) بقلم حافظ عباس قاسم

الانقاذ واقتصاد الجمل ماشي والاقتصاديون الوطنيون ينبحون !؟ (٢) بقلم حافظ عباس قاسم


02-18-2018, 00:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518914790&rn=0


Post: #1
Title: الانقاذ واقتصاد الجمل ماشي والاقتصاديون الوطنيون ينبحون !؟ (٢) بقلم حافظ عباس قاسم
Author: حافظ قاسم
Date: 02-18-2018, 00:46 AM

00:46 AM February, 17 2018

سودانيز اون لاين
حافظ قاسم-
مكتبتى
رابط مختصر


قلنا ان مصير برامج وموازنات الانقاذ عادة ما يكون سلة المهملات وخزانة الملفات ، وان من اسباب ذلك هو انها لا تعير اي بال لا للمتابعة والتنفيذ ولا لتقييم النتائج بل وتتجاهل عن عمد او جهالة اهمية مؤشرات الاداء وضرورة الالتزام بها ومحاسبة من ينحرف عنها . وبالاضافة الي ذلك عدم الاكتراث كثيرا لا عنصر الزمن وقيمته والخسائر المالية التي تنجم عن عملية التأخير والتباطؤ او بسبب عدم التنفيذ ولا لاهمية الاداء السابق كاساس يبني عليه وكقاعدة تنطلق منها الخطط الجديدة . ومع غياب وعدم توفير ما يضمن تحقيق الاداء المنتظر والمرجو فهي لن تعدو عن كونها برامج وموازنات علي الورق واماني في الخيال وان ارقامها ستكون حتما مشكوك في صحتها وتقديراتها ستعتبر جزافية ، وانها قد تكون وضعت من باب الشو ومحاكاة الاخرين وللتوسل بها من اجل العون والمساعدة الخارجية والحصول علي الاغاثة والمنح ، وايضا كمصدر رزق ودخل لمن يقومون بمثل هذا العمل في الداخل . هذا ولانها موازنات وبرامج تقليدية لا تعني بالتخطيط والبرمجة ولا تربط التمويل بالاداء والانجاز ، فانها تصنف كموازنات وتقليدية وغنايا مات وذلك لانها تفتقر الي اي ضوابط ليس فقط للسيطرة والتحكم في تلك البنود المتعددة ولكنها لا تمكن حتي من مجرد الالمام والمعرفة الحقيقية بالتدفقات المالية والنقدية خروجا ودخولا ، وتصبح بذلك كمن تعيش علي حل شعرها كما يقول اهل مصر ( التلاعب ببنود الصرف والايرادات والصرف خارج الميزانية ، وعدم قفل الحسابات في موعدها، وظواهر التجنيب وعدم الالتزام بالقوانين المحاسبية في التخلص من الفائض والمشتريات ، وضوابط التصرف في المال العام واستخدام ما خصص من مال وموارد في انشطة ومجالات هي من اختصاص اوشأن وزارات وولايات اخري )
من الملفت للنظر في ذلك السمنار انه لم يكن لموازنة ٢٠١٨ اي نصير او وجيع للدفاع عنها ناهيك عن الحماسة و الاستماتة من اجلها . وحتي مداخلة وردود الناطق باسم السياسة الرسمية وممثل المجلس الوطني ولجنته الاقتصادية ، فانهالم تتعد ما تردده ويرد في القنوات الرسمية والوسائل الاعلامية ومن يدور في فلكها . وفي اطار نقدها فقد وصفها د خالد التيجاني بانها وبكل المقاييس موازنة للازمة الاقتصادية والتي هي انعكاس لازمة سياسية بامتياز ، بل وافاد ان العديد ممن يدافعون عنها في الجهر والعلن من وزراء سابقين واعضاء في البرلمان وقياديين حزبيين هم من اكثر منتدقيها في السر والمجالس الخاصة . اما د شمبال فقد شكك في ان من قاموا بوضعها هم من الاقتصاديين او حتي يفهمون في الاقتصاد . هذا وفي الوقت الذي اجمع فيه الجمع علي وصف الموازنة بالمضروبة والكارثة والي درجة وصفها بموازنة الدمار الشامل والفقر والجوع ، فقد وصفتها انا بالموازنة غير المسؤلة وغير الجادة وانها لا علمية وعشوائية وياتيها الباطل ليس فقط من امامها ومن خلفها بل ومن فوق وتحت كمان ؟! والله يكضب الشينة وقلت انها موازنة زوغة واستهبال وان اولها غش واخرها غش ، وبلغة ناس زمان هي موازنة ملوص ولعبة الثلاثة ورقات . واسبابي لنعتها بذلك هو انه لا علاقة بعلم الاقتصاد والياته بوضعها ، ومن ثم ولدت مفخخة وملغومة بدليل الاجراءات الادارية والامنية التي صاحبت تطبيقها مباشرة ، من مطاردة واعتقال المتعاملين في العملة وقبض السيولة ومنع الناس اموالها واحتكار ذهب المعدنين وشرائه بورق مطبوع ولا تغطية له او بالسيولة المقبوضة وتهديد المصدرين والتضييق علي الاستيراد والمستوردين وتخويف المستثمرين مما ادي وسيؤدي الي هروب كل ذو مال ان يهرب بجلده .
ما قرأت في الصحف وسمعت في بعض المحافل والمنابر والتجمعات او عبر الاثير قد زادني قناعة بان الدرب قد راح علي مفكرينا وبشكل خاص فكرنا الاقتصادي السوداني وانه نفسه وفي حقبة الانقاذ الحالية يعيش حلقة مفرغة ناهيك عن مقدرته في كسر الحلقة المفرغة Vicious Circle وتحقيق الTake Off في نظرية روستو المشهورة للمراحل والنمو ، وذلك لاجتنابه التشخيص العلمي والموضوعي وتجنبه الحقائق الموضوعية الاساسية التي انبثقت ونتجت عن ظاهرة الاستعمار وفرض النمو الراسمالي واستخدام ادواته لالحاق المستعمرات بالسوق العالمي وربطها بدورة الانتاج الرسمالية في القطاع المتقدم منها ، وتجنيدها لخدمة تراكم راس المال في الدول المتطورة وعلي مستوي النظام الراسمالي العالمي . وان العلة تكمن في ان تلك البلدان لم تكن مهيأة بعد لذلك الاندماج لا كانظمة اقتصادية ولا كمجتمعات ، الامر الذي ادي الي علاقات غير متكافئة بينها وبين الدول المتقدمة اي بين ملاكم من الوزن الثقيل واخر من وزن الريشة . وبكلمات اخري فان عدم التكافؤ قد حدث لان العلاقة قد كانت بين دول اوروبية قائدة وقوية وناهضة بكل المقاييس وبين دول افريقية واسيوية ولاتينية تابعة وضعيفة وراكدة وان العملية قد افرزت وخلقت اقليات اجتماعية ذات مصلحة ومستفيدة من هذا التوجه الشئ الذي القي بظلاله وشكل الصراع الطبقي منذ ذلك الوقت ، وان النتيجة الحتمية كانت الازدواجية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والادارية ومفرزة كشئ طبيعي ظواهر التخلف والتبعية. ومن هنا فقد نشأ الاقتصاد المتوجه نحو الخارج Outward Orientation وبشكل خاصالارتباط في البداية بالدولة المستعمرة والانخراط في خدمة السوق العالمي وليس العمل لخلق السوق الوطني للانتاج والاستهلاك وكمصدرللاخار والاستثمار والتراكم في الداخل وما يفرز ذلك من اثار وتاثيرات Multiplying and Accumulating Effects علي مكونات وعمليات الاقتصاد المتعددة والترابطات الامامية والخلفية لقطاعاته وانشطته المختلفة Forward and Backward linkages الشئ المطلوب والذي لا غني عنه لعملية اعادة الانتاج الاجتماعية Social Reproduction علي المستوي الوطني واسترداد عملية اعادة الانتاج الوطنية والمختطفة بواسطة الخارج وذلك لتحقيق النمو والتنمية واستدامتها في حدود الدولة المعينة . هذا والجدير بالذكر هنا هو ان الاعتماد علي الخارج وبشكل مصيري لا يلاحظ فقط في كل مراحل وعمليات اعادة الانتاج والتراكم في القطاع الحديث او الحضري في حدود الدولة الوطنية فحسب ، بل وفي كثير من الاحيان في بعض حلقات وعمليات اعادة الانتاج وتكرارها في الاقتصاد المعيشي والتقليدي علي مستوي كل البلاد ( اي في توفير وتأمين احتياجات كل من القطاع المنتج لوسائل الانتاج وذاك المنتج لمواد الاستهلاك وفقا للنموذج النظري المبسط ، الجرد والمقفول لعملية تحقيق الانتاج واعادة الانتاج سوي في شكلها البسيط لتحقيق الاكتفاء الذاتي Simple Reproduction في القطاع المعيشي والهامشي او المتوسع Extended Reproduction في القطاع الراسمالي البدائي او الحديث بهدف مضاعفة الارباح وتتضخيم وتراكم راس المال ) .
هذا وان جاز التداوي بالداء في الشعر والخيال الابداعي فان ذلك لن يستقييم عقلا او يتحقق في دنيا الواقع الحقيقي الاقتصادي والاجتماعي ، مما يعني وبالبنط العريض والصوت العالي ان استخدام مناهج ونظريات النمو الراسمالي ووصفات كل من الصندوق والبنك الدوليين لن تحقق باي حال من الاحوال اي تنمية حقيقية ومستدامة ناهيك عن القضاء علي الفقر وعدم العدالة الاجتماعية والتبعية ، بل وحتي اي شكل من اشكال التصفية المحدودة لاي مظهر من مظاهر التخلف اوالتبعية من تدني الانتاج والانتاجية ومستوي القوي العاملة والفقر وعدم العدالة الاجتماعية ، وفي الوقت نفسه ستعيق وترسخ وتعمق من تلك الظواهر وبطريقة اخطر واكثر مفارقة من مثل ساقية عمنا جحا ، وان ما حدث منذ ١٩٥٦ ويحدث الان وايضا في المستقبل يحكي بنفسه عن نفسه والذي يحكي عن التعامل مع الملاريا وحتي العادية لا الخبيثة كحمي ومعالجتها بالبندول او صفق النيم .
الاجابة علي سؤال لماذا ذلك الاصرار علي عدم استخدام المناهج العلمية سواء في التشخيص او العلاج ستربحك المليون ودون الاستعانة باي مراجع علمية او طلب المساعدة من محاضر في علم الاقتصاد السياسي ، حيث انها متاحة في اي كراسة لتاريخ اي بلد بما في ذلك بلد المليون مربع بحساب ما كان بشرط ان تتمعن فيه ، كما يمكن استنتاجها بنفسك ومن رأسك مباشرة وبشرط ان يكون منهجك نقديا وموضوعيا . وهنا دعونا ان نطرح معا بعض الاسئلة عن استرقاق القبائل والناس لبعضها البعض في التاريخ المكتوب والتي بلغت قمتها في صيد الرقيق خاصة من افريقيا وارسالهم بالجملة الي امريكا لاستخدامهم في قطع الغابات وانتاج الحطب والوقود واستصلاح الاراضي وفي الورش والمعامل . وعن ظاهرة القرصنة البحرية والكشوفات الجغرافية وتسمية بعض جزر الكاريبي بجزر الهند الغربية وان مسألة الاحتلال قد وصلت حد الاستحواذ علي بلاد ما وراء المحيط الاطلسي وابادة سكانها الاصليين ، وبلغت مداها بتوزيع كل من افريقيا واسيا وامريكا اللاتنية بين الدول الصناعية الناهضة والقوية باعتبارها اراضي مشاع ولا مالك لها No Man's Land ، وما تبع ذلك من حروب عالمية لتقسيم ولاعادة تقسيم العالم وبالذات في تلك التواريخ المحددة والمعروفة ولماذا . وفي هذا الاطار هل هناك من لم يقرأ او يسمع بالاستخدام والاستغلال الرهيب للعمال والنساء والاطفال والمساجين والمتخلفين عقليا ولساعات طويلة وفي ظروف قاسية في الحقول والمحاجر وفي الورش والمصانع وفي اغلب الاحيان باجور عينية او زهيدة وحرمانهم من حق التجمع في تنظيمات او قمعهم وسحقهم عند المطالبة بتحسين شروط عملهم . وايضا العمل بالسخرة والي درجة الجلد بالسياط والتعذيب والسجن في المستعمرات والمحميات الاستعمارية ابان الحقبة الاستعمارية . اما بالنسبة للسودان هل هناك من اجابة عن لماذا اتانا الخواجات وبنوا خطوط السكك الحديدية ومحطاتها وجلبوا القاطرات وبنوا الورش الخاصة بخدمتها ، وشيدوا الخزانات وشقوا الترع وعمروا اراضينا البور في كل من الجزيرة ودلتا القاش وطوكر وتعميم زراعة القطن بعد ان نجحت تجاربه في منطقة الزيداب وذلك لتوفيره كمادة خام للمصانع البريطانية بعد ان تعذر وتعثر امدادها وغلا ثمنها بسبب استقلال امريكا وحروبها الاهلية ، واقاموا ميناء بورتسودان لاستقبال السفن الكبيرة بدلا من تعمير سواكن . بل وانهم قد طوروا انظمة الادارة وحفظ الامن وكل من نظام التعليم والصحة والبريد والبرق وغيرها من الحسنات والتحسينات . واذا ما كانت الاجابة لا لشئ في نفس ديفيد وانما هي انسانيتهم المفرطة وولعهم بنشر التحضر ولحبهم للشعوب المتاخرة او لسواد عيوننا وجلدتنا ، وعلي طريقة قدماء الفرسان تقديرا لشجاعة اجدادنا في نحر بطلهم القس غردون باشا ، فلماذا اذن اتونا بجحافل جيوشهم ومرتزقتنا وقتلونا تقتيلا اينما وجودونا واقعدوا علينا في كل مرصد واحصرونا حتي قضوا علي دولة خليفتنا الاسلامية في معركة النيل ، خاصة واننا لم نبادرهم بالعداء بل ودعوناهم للدخول في اخر الاديان بالحسني بالتي هي احسن واقترحنا عليهم المصاهرة والنسب. هذا ومن لم يمت بالاسلحة الحديثة الفتاكة في فجر ذلك اليوم تركوه جريحا فمات بنزيف الدماء والتهاب الجروح وبالعطش والجوع اوانتاشت لحومهم الحديات وكواسر الوحوش ، ولاحقوا من انسحب حتي ام دبيكرات واغتالوهم في جماعة وبعد ذلك فردا فردا اللهم الا من رحم ربي واخفي عنهم . والاسئلة كثيرة و تتري عن الاعدام شنقا اوضربا بالرصاص للعديد من ابنائنا وخاصة ثوار١٩٢٤ والتصدي للمظاهرات والاضرابات بالعنف المفرط في العديد من مدن وريف السودان . وهنا هل صحيح ان البريطانيين قد غادرونا بالتي هي احسن بعد ان ادوا الواجب بل واكثر ، واذا ما كان ذلك كذلك فلماذا اذن قد اضطرت شعوبا اخري مثل كينيا وزمبابوي لحمل السلاح ضد البريطانيين واتباع اسلوب حرب العصابات لاجلائهم من اوطانها . ولماذا احتاجت دولا اخري للتضحية بقوافل من الشهداء ثمنا للاستقلال السياسي فقط كمثل ما حدث في موزمبيق وناميبيا وانقولا وخاصة الجزائر بلد المليون شهيد في افريقيا وفيتنام في اسيا وكوبا في امريكا اللاتينية علي سبيل المثال لا الحصر .
هذا وما يدعو للاصابة بهاء السكت ان الجامعات الغربية ومراكزها للبحوث والدراسات وكذلك المؤسسات الدولية كانت قد اجمعت ومن وراء ظهرنا علي تسميتنا ومنذ عشرات العقود من السنين بالدول النامية دون حتي ان تشركنا او تأخذ رأينا في الاسس العلمية التي تم علي اساسها ذلك التصنيف ،والذي يجمع وفي سلة واحدة دولا جادة ووطنية بحق وحقيقة في تعاملها مع اقتصادها واغلبية مواطنيها واخري سفيهة ومستهترة وجعلت من نهار سواد شعبها ليلا اسودا . بل وان ما يدعو للحيرة والخبل اننا ما زلنا في حالة نمو ونماء في الوقت الذي تعاني فيه دولنا التي اطلق عليها ويا للسخرية العالم الثالث ، التقهقر الي الوراء بخطي حثيثة والسقوط الي اسفل سافلين بوتائر متزايدة ومتصاعدة ، وان معظم فئات شعوبنا ما عدا قلة وقليلة العدد ، لا زالت تعيش حياة الضنك والمسغبة وتعاني من الجهل والمرض والبطالة والفاقة ودون اي بارقة امل في المستقبل المنظور وغير المنظور اللهم الا الجنة في الدار الاخرة بسبب الصبر والقناعة والايمان . هذا ولا اذيع عليكم سرا واننا سنظل دولا نامية وسنظل ننموا كقدر الهي وفي قول اخر نحبوا الي يوم يبعثون ولا فرق بين من في افريقيا او اسيا او امريكا اللاتينية . وهنا فليقل لي من اتاه الله من علم الاقتصاد السياسي كثيرا من هي الدولة من الدول النامية او دول العالم الثالث والتي لا تعاني فيه الاغلبية من شعبها من ضنك الحياة ويقابل انينها بالقمع والقتل ، في الوقت الذي ترفل فيه القلة في نعيم الحياة لدرجة السفه والذين يجيبون بنوع ثان وثالث من الفساد اذا ما سئلوا من اين لهم هذا . واسمحوا لي هنا بالتطفل او وصفني البعض بالمخطرف او العارض بره الزفة بالقول ان وراء كل كارثة عظيمة اقتصادية وسياسية واجتماعية يقبع صندوق النقد والبنك الدوليين . غير ذلك فان كل ما قيل عن نجاحات المكسيك في امريكا اللاتينية وليبيريا في افريقيا وباكستان في اسيا ونماذج النمور الاسيوية التي اعتمدت علي اليات السوق وطبقت وصفات صندوق النقد فقد ذرته الرياح وصار في خبر كان .وفي المقابل هناك تجارب دول العالم الكان الثاني والتي كانت تسمي بالاشتراكية ، وفي وقت الناس هذا هناك تجارب كل من كوبا والهند والصين بغض النظر عن مساوئ انظمتها السياسية ، والتي استطاعت ان تحقق نجاحات ضخمة في بناء اقتصاديات متوجه نحو الداخل وفرت العمل والغذاء لاعداد سكانها الكبيرة والمتزايدة وحققت الاكتفاء الذاتي من العديد من السلع والخدمات بل وولجت مجالات حديثة في الانتاج وقطاعات جديدة في الاقتصاد ، لكن لا يرد ذكرها في كتب الاقتصاد المدرسي باعتبارها مهرطقة كما لا تدرس تجاربها لطلاب علم الاقتصاد كواقع يمشي علي رجلين ولا تخطئه العين لتصنيفها منحرفة عن علم الاقتصاد ومنهجيته ووسائله وادواته .
وكختام للمقال اقول بكامل قواي العقلية ان الانقاذ وفي سعيها لانقاذنا وكسر الحلقة الشريرة لديمقراطية الطائفية والفانوس حرق القطية والانقلابات العسكرية ووصفات الصندوق اللولبية والمهببة ، بل واكاد اجزم انها لو كانت صادقة وجادة في انقاذنا فعلا لا قولا ، لاستعارت من الغرب نظامه السياسي واحترام الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية وتداول السلطة بدلا من نظرياته ووصفاته الاقتصادية واستوردت من الصين مناهجها ونماذجها في الاقتصاد والرعاية الاجتماعية بدلا من نموذجها السياسي القائم علي احتكار السلطة والتسلط والتغول علي الحريات وخنق الديمقراطية ، لاقامت وحمت الدين بدون اراقة كل تلك الدماء او اي دماء ولانتهي الي الابد ذلك النقاش العقيم للنخب بين من يحكم وكيف يحكم السودان اي البيضة والدحاجة . ولانعدمت ايضا الرغبة والاستطاعة لاي من كان بما في الانس والكان لا قتلاعها من غير الله وحتي مجئ عيسي عليه السلام لتسلم السلطان ، ولاصبح الدولار يساوي عشرون مليما اوقرشا لاهل زمان وجنيها او دينارا لناس الان !؟ بس الله يلعن اللي كان السبب !! واذا ما عرف السبب بطل العجب !! وانا ما بفسر والقارئ ما بقصر ؟!؟!