أن تكون جزءاً من الحل.. !! بقلم عبدالباقي الظافر

أن تكون جزءاً من الحل.. !! بقلم عبدالباقي الظافر


02-16-2018, 03:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518791088&rn=1


Post: #1
Title: أن تكون جزءاً من الحل.. !! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-16-2018, 03:24 PM
Parent: #0

02:24 PM February, 16 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يتوقع أحد أن يكون بيان رئيس الوزراء يحمل استقالة.. لكن المهندس ديسالين المتخصص في المياه فعلها.. أعلن استقالته من رئاسة الحكومة والحزب الحاكم في إثيوبيا.. قبلها أعلن ديسالين عن الإفراج عن نحو سبعمائة من سجناء الرأي.. كان الرجل صريحاً مع شعبه حينما أكد أنه يريد أن يكون جزءاً من حل مشكلة مستعصية .. وإن كان الثمن التضحية بالمقعد الوثير الذي جلس فيه في العام ٢٠١٢ عقب وفاة رئيس الوزراء السابق ملس زيناوي.

استقالة الرجل الشجاع في إثيوبيا جاءت رغم تحقيق إنجازات اقتصادية ملموسة جعلت بلده يُحظى بلقب الصين الجديدة .. من قبل كانت إثيوبيا ثالث أفقر الدول على مستوى العالم.. تصاعدت وتيرة النمو الاقتصادي حتى فاقت ١٠% .. هذا التقدم ألقى بظلاله الإيجابية على الناتج المحلي الإجمالي الذي تجاوز ٧٧ مليار دولار.. قلّت معدلات الفقر بزيادة الدخل الفردي للمواطنين.. في السنوات الأخيرة طرحت إثيوبيا مشروع القرن المتمثل في سد النهضة لتوليد الكهرباء.. بل قبل شهور وصلت خدمة قطار الأنفاق إلى العاصمة أديس أبابا .. المهم جداً إثيوبيا باتت في عهد الحكام الجدد قوة إقليمية مرموقة ومهابة الجناب .

رغم بؤس حالنا إلا أن لا أحد يفكر في الاستقالة.. نسبة التضخم بين شهري ديسمبر ويناير قفزت بنسبة ١٠٠%.. الفريق الاقتصادي يؤكد أننا بخير.. بتنا نحقن شعبنا بالآمال حينما نبشرهم أن الدول الشقيقة ستمدنا بالغذاء والكساء وبعض من الودائع والمنح.. فقدنا ثلث أرضنا وخمس شعبنا ولا أحد يستخدم القلم الأحمر لتصحيح الأوراق.. وقعت على رؤوسنا عشرات الإدانات الدولية.. وباتت بلدنا الحاضن لأكبر بعثة عسكرية أممية جاءت تحمي بعضنا من بعضنا.. كل ذلك ونحن بخير وليس في الإمكان أبداً مما كان.

قبل سنوات دعانا الفريق صلاح قوش مستشار الأمن القومي لجلسة تفاكر حول مستقبل الوطن.. كان الرجل قد شرع في وضع إستراتيجية حوار وطني تجمع شمل أمتنا.. في سبيل ذلك التقي بالإمام الصادق المهدي وبعض من رموز المعارضة.. خطوات الرجل أصيبت في مقتل.. بل أن عرّابها نُقل لاحقاً إلى الحبس بتهمة تقويض الدستور.. بعد سنوات نفضت الحكومة الأوراق القديمة وأعادت تقديم ذات الفكرة في أكواب جديدة.. لكن انتهت عملية الحوار المعقد إلى ما يشبه المحاصصة السياسية.

في تقديري أن بلدنا الآن تواجه تحديات تتطلب أن تتحلى القيادة بحكمة الرؤية في الظروف الصعبة.. بل من الأفضل أن يبتدر قوش العهدة الثانية في جهاز الأمن بخطوة تحمل دلالات.. إطلاق جميع النساء اللائي اعتقلن مؤخرا.. بل بالإمكان أن تكون الخطة ذات شكل درامي.. مثل أن يدعو مدير الجهاز كل من كريمات الأستاذ إبراهيم الشيخ والأميرة سارة نقد الله وأمل هباني إلى لقاء مكاشفة.. بعدها يفتح باب الحرية على مصراعيه.. مثل هذه الخطوة الرمزية ستكون برداً وسلاماً ومؤشراً أن المدير الجديد استفاد من فترة الجلوس على الرصيف والإقامة في المعتقلات.

بصراحة.. تتعقد الأزمة حينما تعتقد القيادة أن لها وصاية على الناس.. وأن الشعب أن قال لا فهو مخطيء.. اسمعونا مرة.

assayha