قوش هل من ثوبٍ جديد .. ؟! - بقلم هيثم الفضل

قوش هل من ثوبٍ جديد .. ؟! - بقلم هيثم الفضل


02-13-2018, 09:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518553112&rn=1


Post: #1
Title: قوش هل من ثوبٍ جديد .. ؟! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-13-2018, 09:18 PM
Parent: #0

08:18 PM February, 13 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

عودة صلاح قوش مديراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني هو من الناحية النمطية البحتة لأدبيات الإدارة في السودان ما يمكن تسميته (بساقية جحا) ، من باب أن حكومة المؤتمر الوطني على دوام حال إعادتها لهيكلة مؤسساتنا الوطنية لا تستطيع أن تخرج بعيداً عن دائرة عُلو الشخوص على متطلبات المرحلة وأسباب تطور المؤسسات ودفعها لإنتاج إيجابي في نطاق أهدافها التي أُنشات من أجلها (إن فرضنا جدلاً أن هذه الأهداف تصب دائما في إتجاهات المصلحة الوطنية العامة) ، لماذا يتم إعادة تعيين الشخوص وإنتاجهم وإعادة تفعيلهم في السودان خصوصاً على نطاق المناصب النافذة والحساسة ، وكأن جهاز الأمن والمخابرات لا يعمل بمبدأ الترقي وتقديم الكوادر عبر تدرج منهجي ووظيفي وعلمي ليتولوا القيادة ، هل هي الخبرة والتاريخ الطويل (حسب العادة) في مكوث أصحاب الحظوة في المناصب ، إذا كان الأمر كذلك فذاك لعمري قتلٌ جائر ومحاربة واضحة للمصلحة الوطنية المتمثلة في حق الوطن والمواطن في الإستفادة من إيجابيات تجديد الدماء في المؤسسات وذلك بالطبع لمزيد من التطوير والتحديث في الرؤى والإستراتيجيات التي يفترض أن تكون ذات فوائد وثمار معلومة تجنيها المصلحة العامة ، عودة صلاح قوش تستوجب من الرجل أن يخرج من ما يحيط بشخصيته الذاتية في ما يتم تداوله عن مضمون وشكل إدارة جهاز الأمن والمخابرات ، ليثبت من جديد أن الإدارة العليا لهكذا مؤسسة تُعبَّر عنها السمات الإستراتيجية النابعة من الرؤى والمخططات الهادفة لمصالح البلاد والعباد وليس النظام السياسي وحده ، وأن البُعد الشخصي في إدارتها لا يتجاوز أمر قناعاته كقائد بمجموعة المُثل والقيَّم التي يتبنَّاها المجتمع السوداني والتي في أغلبها هي متطابقة مع ما تم إقراره على المستوى الإنساني الجماعي ، يتحدث الناس عبر شتى وسائل التواصل الإلكتروني عن حزم الرجل وشدته السابقة في التعامل مع كافة الملفات الأمنية بشيء من الحسم والعُنف وآحاديته في إتخاذ القرار وتبني التوجهات والرؤى ، لكن ألا يمكن أن يتعلَّق ذلك بضروريات ومؤشرات كل مرحلة على حِده ، فالمؤسسات عندنا في السودان للأسف لا تدار بفقه إستراتيجي موحَّد ، وكل قائد جديد في أغلب الأحيان يمحو ما سبق من مخططات غيره ليبدأ من جديد ، ما يهمنا نحن أهل الإعلام هو تأثير البُعد الذاتي لشخصية الرجل على ما تم إنتزاعه في الفترة السابقة من مساحات لحرية التعبير على الرغم من ضآلة حجمها وما يصيب الصحف الحُرة من مضايقات ومصادرات ، وهل ما يمكن أن يسميه أيي مُتعدي على الحريات وحقوق الإنسان (ضرورات مرحلة أو مصلحة وطنية عُليا) يمكن أن يكون أداة سائغة في يد مدير الجهاز العائد لإعادة تلك القيود والسلاسل التي كُبلِّت بها الصحافة في عهده السابق ؟ ، نتمنى أن يكون صلاح قوش قد إستفاد من تجربته السابقة في إدارة جهاز الأمن والمخابرات خصوصاً وأن مآلات ونتائج سياساته السابقة قد أصبحت قابلة للقراءة بوضوح بعد أن قالت جماهير شعبنا الباسلة كلمتها فيما يتم إنتاجه من فساد عام في دولة الإنقاذ ، فضلاً عن ما يبدو من إنكباب مبالغ فيه لفعاليات وإمكانيات الجهاز في دائرة التأمين السياسي الداخلي ، وضعف أدائه الواضح في ما ينفع الناس في معيشتهم وأمنهم الإجتماعي والثقافي ، وبالرغم من كون أمر إستراتيجيات جهاز الأمن والمخابرات مرتبط بلوائح وقوانين ودستور (غير متفق عليه) ، إلا أن (الإيمان الشخصي) للقيادات بما يمكن أن يقود إلى خطوات مُقدَّرة في تقديم مصلحة الوطن والمواطن على كل ما هو دون ذلك ، من شأنه أن يبعث في قلوب المتوجسين نوعاً من الإطمئنان الذي يفيد بأن أمر الملاحقات والتضييق والبطش لن يكون أسوأ مما كان عليه قبل عودة صلاح قوش ، هي فرصة جديدة للرجل ليخلع عباءته السابقة التي رسخت في أذهان النخبة والعامة ، ليُبدي ثوباً جديداً قوامه رؤيه تؤمن بأن الحق ليس مبدءاً مُطلقاً يتم تصنيفه على الدوام لصالح النظام السياسي والشخوص والرؤى الفكرية المواليه.