السودان الخروج من الهاوية بقلم حيدر احمد خيرالله

السودان الخروج من الهاوية بقلم حيدر احمد خيرالله


02-07-2018, 02:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518011066&rn=1


Post: #1
Title: السودان الخروج من الهاوية بقلم حيدر احمد خيرالله
Author: حيدر احمد خيرالله
Date: 02-07-2018, 02:44 PM
Parent: #0

01:44 PM February, 07 2018

سودانيز اون لاين
حيدر احمد خيرالله -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

سلام يا ..وطن





*لم نكن نتصور- مجرد تصور- أن يصل بنا الحال لما هو عليه الآن ، لهيب الأسعار وفوضى الدولار وبلد آيل للسقوط إن لم يكن قد سقط فعلاً ، ثمانية وعشرون عاماً من أيام البؤس فكلما فيه نحن الآن هو نتائج لمجموعة من المقدمات فهذا النظام وهو فى مسيرة التمكين قد دمر الخدمة المدنية واتى بالخلصاء والأصفياء والمتوالين ليقيم دولة فاشلة ، وأضعف الإقتصاد بل دمره تدميراً عندما أبعد الكفاءات وأتى بالولاءات ، فلا إقتصاداً قام ولا دولة ً إزدهرت ، فكان التردى الإقتصادى الذى أضاع الدولة وأضاع الإنسان السودانى ، فكانت النتيجة الطبيعية أن تنحدر الأخلاق وترقى هذا الإنحدار حتى ثبت تماماً بأن مشكلة بلادنا هى مشكلة أخلاقية قبل أن تكون إقتصادية ، فاجتمعت كل عوامل التردى التى أوصلتنا إلى أن لا نكون دولة ذات ذكرٍ فى العالمين .

*فالذى يمر بالأسواق اليوم يتاكد له تماماً أنه يعيش فى دولة خارج منظومة العالم المعاصر ، ففى الوقت الذى يعيش فيه العالم قيم حقوق الإنسان وقوانينه نجد أنفسنا لا نحصل حتى على حق الحيوان فلا حياة كريمة ولامعدةً ممتلئة ولاحريات مشاعة وفى الواقع أنه لا كرامة لجائع فاجتمعت عندنا السوءآت الكبيرة فى ثالوثها الجوع والفقر والمرض ، والمعارضة فى الضفة الأخرى تعاني الضعف والهوان بعد فترة البيات الشتوي الذى طال عليه الأمد ، فظل الحراك السياسي ضعيفاً ويعاني من آفات الإختراق والإنقسامات العديدة التى ظلت سيدة المشهد السياسي ،وماأدراك مالمشهد السياسي؟! واليوم إذ تبلغ القلوب الحناجر وتتعالى الأصوات بأن الواجب المباشر هو البحث عن التغيير بأساليب مبرأة من العنف ، ومن المفترض أن يوقن القدامى ان القادمين هم اًصحاب حق أصيل فى هذا البلد وأن الانقاذ عليها ان تعي جيداً أن القهر والإستبداد لم يعد من مكونات البقاء ، فان الآخر يعرف جيداً أنه ليس لديه مايخسره وهو صاحب حق لن يتنازل عنه.

*هذا الواقع المتردي أصابنا بالرعب الحقيقي ، فإن مانتوقع حدوثه في مقبل الايام هو توقف الحياة تماما وعندما نعجز عن توفير الخبز للعيال ، ولا نستطيع الذهاب لاعمالنا لعدم وجود قيمة التذكرة من بحري للخرطوم ، وعندما لانستطيع شراء الكهرباء ، ونمرض فلانجد قيمة الدواء ،ويموت الواحد منا ولا يجد قيمة الكفن ،ساعتها قد يؤمن جماعة الاسلام السياسي بان الديمقراطية كانت هي الحل الذي لم نلجأ اليه وسنكتشف ان من ابداعات الفقر حدوث العصيان المدني بدون محمسين ولاسياسيين وستوفر الحكومة البمبان وحوافز الاستعداد ومحروقات السيارات فسنبقى في بيوتنا معلنين استعدادنا للموت المجاني في مواسم الفقر والقهر..وهذا امر غير بعيد ..وسلام ياااااااااوطن..

سلام يا

كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: الثروة والثورة ،صفوة الاولى تقتلهم التخمة وصفوة الثانية يقتلهم الجوع ،هل من عاصفة تخرج من الاولى لتقتلع الثانية ؟! رد الصدى :اجل جاءت غليظة وقوية ونبيهة اغلقوا المطار..وسلام يا

الجريدة الاربعاء 7/2/2018