كرم الإنجليز وجحود وفظاظة الكيزان بقلم شهاب طه

كرم الإنجليز وجحود وفظاظة الكيزان بقلم شهاب طه


02-04-2018, 06:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517765214&rn=0


Post: #1
Title: كرم الإنجليز وجحود وفظاظة الكيزان بقلم شهاب طه
Author: شهاب فتح الرحمن محمد طه
Date: 02-04-2018, 06:26 PM

05:26 PM February, 04 2018

سودانيز اون لاين
شهاب فتح الرحمن محمد طه-
مكتبتى
رابط مختصر







من أجل نشر الوعي .. من عجائب الزمان أن يسمح المستعمر البريطاني بحريات تتيح لإخوان السودان ميلاد تنظيمهم ونموه في العلن وفي جو كامل من الحريات وبدون قمع وسجن وضرب بالعصى والبمبان والرصاص .. ومن مهازل الزمان أن ذلك الفصيل الإنقاذي منهم لا زال يؤمن بحريته الكاملة في قمع ومصادرة حرية الشعب السوداني .. تلك الحرية التي كفلها الإنجليز لكل الشعب آبان إحتلاهم لسوداننا وهؤلاء يحرّمونها على شعبنا بإسم الدين فيقمعون، يضربون، يستطيشون، يستهيجون، يستغفلون، يستعنفون، يستهترون، يستخدعون، يتشنجون، يستغيّبون، مغبّيون ويعتقدون أنهم على الحق ولكن لا نعرف عن أي دين يتحدثون .. بالطبع سيقول أحدهم أن الإنجليز كانوا يقمعون الثورات المسلحة ضدهم، وحقيقة تلك كانت سلوكيات وطبيعة المستعمر الذي جاء من أجل أن يحكم، ولكن ذلك التاريخ المخذي قد أصبح مخجلاً لهم وقد إعتذروا عنه، بل أن ملاحقتهم قضائياً وفي عقر دارهم قد أسفرت عن تعويضات مادية لبعض المتضريين من إحتلالهم .. وذلك لن ينفى تلك الحريات التي لم يعرفها السودان قبلهم

حقيقة لا يعرف الكثير من الناس أن تنظيم الإخون السوداني، المستورد من مصر، كان من الممكن أن لا يرى النور مطلقاً لو لا الإنجليز .. ولم تكن تلك مؤامرة بل هي الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان التي يقدسها الإنجليز وخاصة بعد قيام مؤتمر الخريجين في ١٩٣٨، وحتى خروجهم في ١٩٥٦، حيث كانت الخرطوم تعيش أجواء مثالية من الحرية، من العسير إعادتها، حيث كفلت الإزدهار الفكري والمعرفي والسياسي وسمح الإنجليز بإستيراد الأيديولوجيات، الدينية واليسارية الماركسية، فأتيحت لتنظيم الإخوان السوداني الفرصة التي حرم منها كل الشعب السوداني في ظل سلطته الإنقاذية القمعية الحالية والتي إن لم تكن تعرف، يتوجب عليها أن تعرف أن شباب جماعة اخوان السودان، بعد ميلادها في عهد الإنجليز، كانوا يوزعون جريدة الإخوان المسلمين المصرية مجاناً في الطرقات ويقيمون ندوات الشوارع في قلب الخرطوم وعلى بعد بضع أمتار من قصر الحاكم الإنجليزي .. أما في كلية غردون وبخت الرضا وبقية المدارس الثانوية لم يحرموا من تشكيل جمعياتهم ونشاطات إقامة الندوات وإصدرا الجرائد الحائطية وتوزيع كتبهم وهي أيضاً الحقبة التي نشأت فيها القوى السياسية السودانية بمختلف ألوانها و ولدت الصحف الحزبية والسياسية دون رقابة مسبقة لتمنع نشرها ولم يسجن كاتب وأقيمت الندوات الحرة وسمح بالمسيرات السلمية .. ولم يغلق الإنجليز المساجد ولم يمنعوا تدريس التربية الإسلامية في المدارس، وبل كانت الخلوة (الدينية) أساس السلم التعليمي في عهدهم

فالإعتقاد بأن الدين الإسلامي وديعة لا يؤتمن عليه أحد غير الإنقاذ والإنقاذيين وحركتهم الإسلامية هو المتاجرة الحقيقة بالدين بل هو الجهل المريع بعقيدة المسلم السوداني ومحاولات إختطاف وجدانه البسيط والمتشرب بحبه للدين من أجل إدراك مكاسب ذاتية وذلكم هو الجرم الأبشع .. أما إدعاء حماية الدين كذريعة لقمع الآخر وإقصائه فتلك هي المتاجرة الرخيصة الفجة بالدين نفسه وقد عرفها الشعب وفضحتها ممارساتهم المجافية للدين .. فهل كان إيمان المسلم السوداني في خطر قبل إنقلاب الإنقاذ؟ وهل سيكون عرضة للردة بزوال الإنقاذ؟ بالطبع الإجابة على السؤآلين هي لا.

‏ mailto:[email protected]@msn.com