القمة الثلاثية .. مفاجآت الممر! بقلم محمد لطيف

القمة الثلاثية .. مفاجآت الممر! بقلم محمد لطيف


01-30-2018, 02:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517317399&rn=1


Post: #1
Title: القمة الثلاثية .. مفاجآت الممر! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 01-30-2018, 02:03 PM
Parent: #0

01:03 PM January, 30 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


المسافة الفاصلة بين القاعة التي ضمت القمة الثلاثية لرؤساء السودان ومصر وإثيوبيا بفندق شيراتون أديس أبابا.. وبين المصعد الكهربائي الذي خصص للرؤساء.. حدث ما لم يكن في الحسبان.. فالحلقة الأمنية المحكمة التي ضربتها قوات رئاسية لثلاث دول عجزت عن الصمود أمام الكماشة الإعلامية الخانقة.. ودونما ترتيب مسبق توقف الرؤساء في مواجهة الإعلام.. فأطلق كل بطريقته البشرى.. بنجاح المحادثات.. فتلقى ثلاثتهم تصفيقا حارا من الإعلاميين.. الذين كانوا يمثلون أيضا دولاً ثلاث.. وأيضا دول ذات مصلحة.. في نجاح المحادثات.. وفي تعثرها كذلك.. وكان السيسي هو الأعلى صوتا في التبشير.. وحين تحرك ثلاثتهم كان أقصى ما استطاعت أن تفعله الحراسات الرئاسية هو أن تفتح الطريق ليمر الرؤساء في جزيرة من الإعلام.. فكان سهلا بالنسبة لي أن أجد نفسي الرابع في صف يسير فيه الرئيس البشير وبجواره رئيس الوزراء السيد ديسالين ثم يليه الرئيس السيسي.. هنأت الرئيس على نجاح المباحثات.. فصافحني شاكرا.. فهيأت نفسي للاستفسار عن ورقة إثيوبية كادت أن تنسف المحادثات نتيجة للرفض المصري.. وعن ما إذا كان هذا المظهر الاحتفالي يعبر حقيقة عن ما دار في القمة الثلاثية..؟!
ولكن.. وقبل أن أنطق بحرف واحد.. كان الرئيس السيسي قد تخطى ديسالين وأصبح بجوار الرئيس البشير مباشرة.. تأخر ديسالين خطوة.. والتفت البشير إلى السيسي.. فأخذ الأخير يده اليسرى بميمناه.. وقال له كمن نسي شيئاً داخل قاعة المحادثات المغلقة.. شوف يا ريس أول اجتماع للجنة المشتركة يكون في الخرطوم.. لثوانٍ ران صمت مطبق.. وأردف السيسي مرة أخرى.. أيوا يا ريس لازم يكون في الخرطوم.. فرد عليه الرئيس بكلمة واحدة.. أبشر.. يكون في الخرطوم.. فاستعاد ديسالين خطوته التي كان قد فقدها بالانتقال المفاجئ للسيسي إلى يمينه.. مؤمنا على اقتراح بدء الاجتماعات في الخرطوم.. ليلتفت إليَّ الرئيس ويقول لي.. بختك سبق صحفي.. ثم يعود ليودع رفيقيه السيسي وديسالين.. وفي ذات اللحظة تستعيد التأمينات الرئاسية سيطرتها وسطوتها.. فيغادر الرؤساء تاركين سيلا من الأسئلة بلا إجابات..!
مثلا.. حين طال زمن اللقاء الثلاثي.. قمة الرؤساء منفردين.. تسربت في نطاق محدود حول القمة.. ما يفيد أن الورقة التي طرحتها إثيوبيا قبيل انعقاد القمة بلحظات.. جوبهت برفض مطلق من الجانب المصري.. فالإثيوبيون جاءوا مراهنين على استئناف المفاوضات.. بأعجل ما تيسر.. بينما جاء المصريون مراهنين على إعادة ترتيب المسائل.. على مهلكوا.. وجاء السودان يبتغي بين ذلك سبيلا.. شخصيا استبعدت أن يسوى هذا الخلاف الكبير بهذه السرعة.. ولكن.. انتهت القمة.. وانتقل الرؤساء إلى قاعة مجاورة.. تنتظرهم فيها الوفود الوزارية.. اختلست بضع دقائق لأفاجأ بديسالين.. يرسم أحلاماً وردية.. يتحدث الرجل عن خط حديدي ينطلق من إثيوبيا عابرا السودان حتى مصر.. ويتحدث كذلك عن ركوب النيل بذات المسار.. رغم أن المجاري الإثيوبية لا تصلح للإبحار.. ولكني وحين بدأت التصريحات الرسمية.. وتخصيص صندوق للبنى التحتية في البلدان الثلاثة.. قلت ربما يكون النقل واحدا من أولويات الصندوق التي اتفقت عليها البلدان الثلاثة.. صحيح أن اتفاقا قد تم في القمة على بدء اللجنة الثلاثية أعمالها.. ولكن الصحيح أيضا أن أمر زمان ومكان عمل هذه اللجنة لم يحسم.. ولئن كان الرئيس السيسي قد لحق بالرئيس البشير وعرض عليه أن تستضيف الخرطوم أول لقاء.. فتحديد الزمان ربما يظل رهيناً بمعطيات عديدة..!.

alyoumaltali