الحرب التركية على سوريا غير شرعية بقلم د.أمل الكردفاني

الحرب التركية على سوريا غير شرعية بقلم د.أمل الكردفاني


01-29-2018, 10:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517261759&rn=0


Post: #1
Title: الحرب التركية على سوريا غير شرعية بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-29-2018, 10:35 PM

09:35 PM January, 29 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



ربما يجب ان نتحدث ، علينا ان نتوقف عن هذا الصمت تجاه ما يحدث من حولنا وان نبدي آراءنا بدون خوف ، فبمجرد انهيار دول الربيع العربي ، وفي ظل حكم اوباما الضعيف ومعه مجلس الأمن الدولي الذي فقد البوصلة رأينا حكومات عربية وغير عربية بدأت في تحدي القانون الدولي عندما رأت ضوءا اخضر من الولايات المتحدة الأمريكية او غض طرف من قبل الأخيرة لعمليات غزو دول أخرى جارة لها ، بدأ هذا بعاصفة الحزم التي -مع احترامنا الشديد لكل حكومات دول الخليج وخصوصا المملكة- تعتبر خرقا فاضحا للقانون الدولي الذي يشترط لانتهاك حدود اقليم دولة ذات سيادة ان يصدر تهديد مباشر يتجاوز حدود اقليمه الى الدولة المجاورة وبالتالي ينشأ حق الدفاع عن النفس... قد تكون ايران وراء الحوثيين او لا تكون فهذا أمر آخر ولكن القانون الدولي واضح وعودة صغيرة الى البند السابع لميثاق الأمم المتحدة سنجد ان المادة (51) وضحت ان حالة الدفاع عن النفس لا تنهض الا بعدوان واضح من الدولة المعتدية وهذا هو نص المادة:
(ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس - بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق - من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه).
وما حدث من وصول الحوثيين للحكم وازاحة الرئيس المنتخب شأن داخلي يمني محض ، ومع ذلك فان دول الخليج لم تتواني عن اعتبار ذلك عدوانا عليها بدون وجه لاي شرعية في القانون الدولي. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد لعمليات دعم الحركات المسلحة المتطرفة ضد سوريا بحجة اسقاط حكم بشار الاسد لأنه حكم غير ديموقراطي ولا يمثل الشعب السوري ، رغم ان دول الخليج بكاملها ليس فيها ديموقراطية سوى الكويت وفي حدود ضيقة جدا ، لكن الانكى والامر هو ما يحدث اليوم من اصحاب المشروع الاخواني الاسلامي ومشروع اعادة السلطنة العثمانية ، وهم الاردوغانيين ، اصحاب الاحلام والطموحات التي هي اكبر من حجم تركيا واكبر من حجم الواقع الدولي الذي لا يسمح ابدا بعودة الآلهة القديمة للظهور في المعابد الحديثة...خيال الاتراك في ايجاد هوية اسلامية وهم من لا هوية لهم لا اوروبية ولا اسيوية ، هذا الخيال رأينا ظلاله في عمليات دعم وايواء الارهابيين في سوريا بل امتد لعمليات احتلال لأراضي سورية عربية ذات سيادة وذلك بالتأكيد تحت سمع وبصر امريكا التي تغض الطرف -الى حين طبعا- عن الاراجوز التركي اردوغان ، ان ما تفعله تركيا في سوريا يعتبر -وفقا للقانون الدولي- عملا عدوانيا ظاهر العدوان والسفور وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي يوجب تدخل مجلس الأمن الدولي تدخلا واضحا باعادة تركيا الى حجمها الطبيعي في منطقة الشرق الاوسط.. دعني أقول بأن المشروع العثماني اخطر من المشروع الفارسي الايراني ، ويبدو ان الدول العربية لا تعي خطورة هذا المشروع ، فرغم انه مشروع فاشل قبل حتى ان يبدأ الا ان خطورته تكمن في دوره السلبي في تفكيك الانظمة واشاعة الفوضى في الدول التي تقف ضده ، فالفكر العروبي البعثي في سوريا والعراق يقف حجر عثرة أمام كلا المشروعين الايراني والتركي ، فرغم نهاية البعث بيروقراطيا في العراق الا ان الفلسفة لا تموت والنظرية تبقى حية ، ان الاوضاع صارت شديدة الاضطراب بسبب دعم تركيا للمناوئين لسوريا بل وقيامها هي نفسها باحتلال اراض سورية بكل ما تعنيه كلمة احتلال من مفهوم قانوني لها. اعتقد ان دول الخليج الآن يجب ان تغير نهج سياستها وسلوكها في التعامل مع الازمات الاقليمية التي يتسبب فيها النظام الاخواني السلطاني التركي بأكثر مما تتعامل مع الخطر الايراني ، فايران في كل الاحوال لم تصل لمرحلة السفور في اعلان العداء للثقافة العربية واعادة مجد آفل لامبراطورية عجزت وشاخت ثم ماتت... اعتقد ان الوقت قد حان لتقف دول الخليج مع سوريا ، فسقوط سوريا بعني بداية تمدد التتار العثمانيين من جديد الى داخل الشرق الاوسط وغرس بيادقهم داخل الحدود العربية... وحينها فلن تسلم اي دولة من تدخلات العثمانيين الجدد فيها وزعزعة استقرارها. وفوق هذا وذاك فان استسهال انتهاك القانون الدولي يفتح الباب على مصراعيه لقيام الدول الاقوى باحتلال الدول الاضعف بحجج واهية لتعود الينا الامبريالية بأشنع صورها، فما دمنا ابحنا انتهاكنا للقانون ضد الاخرين فليس هناك ما سيحول دون انتهاك الاخرين للقانون الدولي ضدنا ... انها مسألة نظام .. والنظام داخله منظومة تتحرك كما تتحرك المنظومة الفلكية السماوية...اقل خلل فيها سينهار الكون كله علينا وفوق ادمغتنا جميعا ...