حزب العسكر...!! بقلم عبدالباقي الظافر

حزب العسكر...!! بقلم عبدالباقي الظافر


01-29-2018, 05:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517242776&rn=1


Post: #1
Title: حزب العسكر...!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 01-29-2018, 05:19 PM
Parent: #0

04:19 PM January, 29 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كنا ثلاثة صحفيين في مجلس الشيخ الترابي ذات مساء.. مصر وقتها تعيش ربيع الثورة.. الشيخ يبحر في الشأن المصري محللاً.. كان يتمنى أن يلتزم الإخوان بعدم تقديم مرشح رئاسي وشبههم بفريق جيد وجد نفسه في مباراة تنافسية دون أن يدخل تمارين مسبقة.. في نهاية تحليله حذرنا من عسكر مصر.. رؤية الترابي أن الجيش الذي استأثر بالسلطة لسنوات طويلة لن ينسحب من المشهد السياسي بهدوء.

أمس الأول كان المستشار هشام جنينة يخرج من منزله بصحبة زوجته وإحدى كريماته.. داخل عربته وفي بزته الأنيقة كان يحاول قراءة ما تخبئه الأيام له بعد ما اختاره الفريق عنان مرافقاً في حلم الوصول لقصر الاتحادية.. فجأة تسد عليه الطريق سيارتان.. في لمح البصر يتم افتعال مشاجرة وتبدو وكأنها عابرة.. تتم (مرمطة) المستشار حتى يصبح عبرة وعظة لمن تحدثه نفسه بمنافسة المشير السيسي في الانتخابات.. يخرج المستشار جنينة وعينه لا تبصر وقدمه معاقة.. الدماء تسيل من كل جانب من جراء العلقة الساخنة.. ينتهي الأمر ببلاغ مشاجرة عادية.. الطرف الآخر بلطجي معروف اسمه شخروم.. عرف شخروم بتقديم الخدمات القذرة لأجهزة الدولة العميقة في مصر.

قبل أشهر كانت ذات أجهزة الدولة العميقة تختطف الفريق أحمد شفيق من الإمارات العربية بعد أن عبر عن نيته خوض الانتخابات في مارس المقبل.. شفيق بعد أن وصل إلى قاهرة المعز تم ابتزازه بشكل جعله يهرب من المعركة.. الفريق شفيق شغل منصب رئيس الوزراء في مصر.. كما نافس الرئيس محمد مرسي في معركة حامية الوطيس.. رغم ذلك الماضي المشترك بينه والمشير السيسي في خدمة الدولة العميقة سدت عليه الآفاق.

الأقدمية العسكرية والبسالة في حرب أكتوبر لم تشفع للفريق سامي عنان الذي قدم نفسه كمنافس جاد في الانتخابات القادمة.. وجد رجال الاستخبارات العسكرية التي تربى في أحضانها اللواء السيسي في انتظاره.. تم نقله إلى جهة غير معلومة بحجة أنه مازال في القيودات العسكرية كضابط احتياط.. تم تفتيش منزل نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق في مصر بشكل مهين.. سيظل الفريق عنان في (التخشيبة) حتى يصطف من وراء مروؤسه السابق الذي بات مشيراً في الجيش المصري.

في تقديري.. لن يستوعب الناس قدرات المشير السيسي ولا بطشه إلا إذا راجعوا مسيرته السياسية.. كان اللواء عبدالفتاح السيسي من أصغر الضباط في المجلس العسكري الحاكم.. ظل يدوام على أداء صلاة الظهر في القصر الرئاسي من وراء الرئيس محمد مرسي.. يلمح دائماً أن زوجته ترتدي الحجاب.. همس في أذن الرئيس مرسي أن المشير طنطاوي والفريق سامي عنان يخططان لانقلاب.. دون أن يرمي بحجر تخلص من أقوى رجال الجيش وبات وزيراً للدفاع مع ترقية استثنائية جعلته فريقاً.. بقية المشاهد كانت على الهواء الطلق وممولة بالكامل من جهاز الاستخبارات العسكرية الذي يعرف رجاله كما يعرف أولاده في البيت.

بصراحة.. تتشابه الأقدار السياسية في الأنظمة الشمولية.. يتم برفق تصفية اي بديل سياسي محتمل.. لكن في مصر البطولة المطلقة تصنع الضجيج.. يتم الاستعانة بكل أدوات المكياج السياسي بما فيهم (البلطجية).


assayha