المُكبَّلون بالفقر واليأس والذهول .. !! - بقلم هيثم الفضل

المُكبَّلون بالفقر واليأس والذهول .. !! - بقلم هيثم الفضل


01-29-2018, 04:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517196896&rn=0


Post: #1
Title: المُكبَّلون بالفقر واليأس والذهول .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-29-2018, 04:34 AM

03:34 AM January, 28 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

تستوقفني هذه الأيام كلمة حقٍ جديدة وكالعادة أُريد بها باطل ، يتداولها معظم المسئولين الكبار في حكومة المؤتمر الوطني وخصوصاً الوزراء والجالسين على (أفخر) كراسي المسئولية ، وهي تلك الجملة الممجوجة التي مفادها (أن مُخططاتنا ومشروعاتنا الطموحة نحو تحقيق خطوات في الإتجاه الصحيح لن تكتمل ولن يُكتب لها النجاح إلا بتضافر جهود المجتمع المدني ) ، وهكذا يتبلوَّر مفهومي الشخصي لعجز هذه الحكومة المُكبَّلة بسلاسل الفساد والمحسوبية وتعيين أصحاب الكفاءات الضئيلة والمنعدمة أحياناً تحت بند تبرير العجز عن تحقيق المخططات ومجابهة المسئوليات قبل حدوثه بشعارات فضفاضة وباهتة بل كاذبة طالما تعودناها من القائمين على أمر البلاد خصوصاً في وقت الملمات والمحِن ، المقصود بتضافر جهود المجتمع المدني ومنظماته مع الحكومة أو الجهات الرسمية في البلدان التي تحترم إنسانها ، أن ينضوي الشباب وغيرهم من القادرين على العطاء والمبادرة الإيجابية من عامة الشعب في تجمعات طوعية تقوم بدعم المجهودات و(الواجبات) التي تضطلع بها الدولة تجاه المجتمع ، والمعروف في هذا المجال أن المساهمات المجتمعية في هذا الإطار بالمنطق المتعارف عليه لا يمكن أن يتجاوز دورها فيه أكثر من 10% أو يزيد قليلاً في إضطلاعها بالمسئوليات أو المساهمات التي تتشارك فيها مع الدولة ، غير أن دولتنا الحزينة المغلوبة على أمرها في ما أُبتليت به من مصيبة الجشع السلطاني والإنحياز المُطلق نحو المصالح الذاتية لمسئوليها ، قد فات على مُنظريها في مجال تطوير وتوسعة دائرة المساندة المجتمعية للعمل الحكومي ، أن هذه المنظمات لا تقوم لها قائمة إلا ببناء الإنسان نفسه الذي هو أساس تكوين المجتمع ، كيف لمنظمات المجتمع المدني أن تكون فاعلة وقادرة على العطاء والتعاون ، وكل ما يُفترض أن يؤمها من بشر يحومون حول دائرة الفقر والمرض والجهل المُقنَّن بفساد الدولة وإعراضها عن النظر إلى آلامه وتطلعاته البسيطة المتواضعة نحو حياة كريمة ، من أين لمنظمات المجتمع المدني بكوادر مجتمعية وأغلب أهل السودان يلهثون في دائرة مغلقة لا تستهدف إلا الحصول على رغيف الخبز وتوفير مصروفات الأبناء المدرسية والجامعية ليوم غدٍ الذي لا يبدو في إستشرافه غير المزيد من الظلامية والتوجس من المجهول ، لكل ذلك أصبحت أغلب المنظمات المدنية والمجتمعية في بلادنا عبارة عن واجهات إجتماعية مزخرفة يؤمها النفعيون والمهووسون بالشهرة وحب الظهور أمام الشاشات والواجهات الإعلامية ، أما على مستوى قواعدها وعضويتها فهي خاوية على عروشها إلا من اللجان المنبثقة وغير المنبثقة بالقدر الذي يجعلني أؤكد أن السبب الحقيقي والمؤكد في ذلك هو إستمرار سلسلة الخناق المعيشي الذي بات يضرب بأطنابه في كافة الطبقات (عدا الصفوة المخملية التي تتمرغ في مال الدولة والشعب بلا حسيب ولا رقيب) ، تفاعل الشعوب مع حكوماتها في تحقيق الطموحات والواجبات هو في حقيقة الأمر سادتي (نوع من الرفاهية) بعيدة المنال عن شعبنا ، رفاهية تعني ببساطة وجود المزيد من الوقت والجهد والفكر بعد (تأمين الضروريات) بما يمكِّننا من إستثماره في (دعم الحكومة) التي على ما يبدو يجلس مسئوليها وأيديهم عل خدودهم ينتظرون مساهمة المجتمع المدني (الذي أنهكه الفقر) ليدفعوا لهم بعجلة التنمية في البلاد حتى يُخلَّدوا في جاههُم وسلطانهم .. هيهات فمجتمعكم المدني مُكبَّلٌ بالفقر واليأس والذهول.