ذات.. وسيرة !! بقلم صلاح الدين عووضة

ذات.. وسيرة !! بقلم صلاح الدين عووضة


01-28-2018, 04:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517153781&rn=0


Post: #1
Title: ذات.. وسيرة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-28-2018, 04:36 PM

03:36 PM January, 28 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

*كل ذات لديها سيرة... وهي بها معجبة..

*فكل من يتقدم لوظيفة - مثلاً - يتأبط سيرة يحرص على أن تكون جميلة..

*لا أحد يقول في سيرته أن ثمة عيوباً في (ذاته)..

*ربما الفلاسفة وحدهم - حسبما ذكرت مرةً - الذين لا يتحرجون من سيرتهم..

*يسردونها بخيرها وشرها وطبائعها... ويحبونها كما هي..

*وهنالك فرق - كما هو معلوم - بين سيرة ذاتية لوظيفة... وأخرى للتاريخ..

*ولكن حتى الثانية هذه تبرزها (الذوات) في أبهى حلة..

*والأنظمة لديها سِيَر ذاتية كذلك ؛ منها ما تحبها... ومنها ما تكرهها..

*وأعني الأنظمة التي تجئ وتذهب بمجيء وذهاب (الذوات)..

*لا الأنظمة الممتدة - ذات الإرث الديمقراطي - التي تبقى... ويذهب الرئيس..

*ونظام الإنقاذ في بلادنا- على سبيل المثال - لا يحب سيرته الذاتية..

*فهو لا يتذكر - ولا يحب أن يُذكَّر - ببيانه الأول..

*ولا أن يُذكَّر بعبارة (لو رأيتمونا تطاولنا في البنيان فاعلموا أننا فسدنا)..

*ولا أن يُذكَّر بشعار (أمريكا قد دنا عذابها)..

*ولا بأنشودة (نأكل مما نزرع... ونلبس مما نصنع... ونسود العالم أجمع)..

*والناصريون لو كتبوا سيرة نظامهم الناصري لجعلوه (كاملاً)..

*ولشرعوا في تبرير النكسة إلى حد إحالتها إلى انتصار..

*ولبحثوا عن تبريرات لوحشية صلاح نصر- وجهاز أمنه - حتى لتحسبه ملاكاً..

*والمايويون يكتبون في سيرة نظامهم إنه راح ضحية (انقلاب)..

*لا ضائقة معيشية... ولا كبت للحريات... ولا خروج للناس بالألوف في الشوارع..

*والسيرة الذاتية لنميري عندهم هي (الرجل والتحدي)..

*ونقرأ القرءان... ولا تستوقفنا أبداً (أمانة) السرد في سيرة بعض الرسل الذاتية..

*فنوح ما كان يعلم أن ابنه نتاج (عمل غير صالح)..

*وموسى قتل نفساً... وما كان يُبين في كلامه... ولم يصبر على العبد الصالح..

*وذو النون ذهب مغاضباً... وظن أنْ لن يقدر عليه الله..

*ونبينا - عليه صلاة وتسليم - عبس وتولى... أن جاءه الأعمى..

*وألح على زيد بأن يمسك عليه زوجه... وهو يخفي في نفسه ما الله مبديه..

*وهنالك أناس لا سيرة لهم ؛ ولكن ذواتهم صارت شيئاً... فجأة..

*وهؤلاء يعمدون إلى ملء (فراغات) سيرتهم هذه بأي (ردم) مستحب..

*يصعب على الكثيرين منهم قول (لم نكن شيئا)..

*ولكن لم يصعب على كاتب هذه السطور هذا القول... حين طُلبت منه سيرة ذاتية..

*رغم إن ذاته هذه (ذاتها) لم تصر شيئا..

*والطالب هو الزميل محمد فرح الذي يعكف على توثيق سِيَر ذاتية لنفر من الصحافيين..

*واختار صاحب هذه الزاوية من ضمن المختارين..

*فاعتذر له بأنه (ذات)... بلا (سيرة !!!).

assayha