تكريماً للطرب ودعماً للأرانب .. !! - بقلم هيثم الفضل

تكريماً للطرب ودعماً للأرانب .. !! - بقلم هيثم الفضل


01-28-2018, 02:32 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517103149&rn=0


Post: #1
Title: تكريماً للطرب ودعماً للأرانب .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-28-2018, 02:32 AM

01:32 AM January, 27 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

إمتداداً لحالة الإنفصام التام ما بين مؤسسة الدولة من رأسها إلى أخمص قدميها وما بين هموم الشعب الذي لا بد وأن ينجلي ليلهُ وإن طال الأمد ، لا نستغرب وبعد إحترامنا للمطربة الموهوبة ندى القلعة أن يرى معتمد محلية المناقل أن جُل مسئولياته تجاه مشكلات المواطن ومعاناته وأحزانه اليومية المضطردة لا يرتفع مستوى أهميتها على أجندة أولوياته لمقام تفرغهُ ورعايته بإيعاز من السلطات القيادية القائمة على المشروع الإنصرافي الذي يُسمى مهرجان الجزيرة بتكريم ندى القلعة ومهرجان معاناة إنسان الجزيرة ما زال شعارات تزرفها الحناجر الجاحده كلما حان وقت إحتفالٍ مُزيَّف ، وفي نفس الإطار ووفقاً للظروف الإستثنائية التي يعانيها المواطن السوداني بعد طعنته الأخيرة في خاصرة معاشه وإمكانياته المتعلِّقة بالحصول على حياة كريمة عبر ما أودت به كارثة ميزانية العام 2018، تتداول وسائط النشر الإلكتروني خبراً مؤكداً يفيد رعاية وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم لفعالية سباق للأرانب البرية ، في نفس الوقت الذي يزداد فيه صلف الحكومة وبطش أجهزتها الأمنية في مواجهة الشرفاء من المناهضين للظلم والإستبداد الشمولي للمنظومة النفعية التي يأويها نظام المؤتمر الوطني ، وجماهير الشعب السوداني تترقب ما سيؤول إليه أمر مستقبلها المُستشرف على أمل الإنعتاق من خطر الإنجراف إلى هاوية الضياع عبر ما سُلِّط ضدها من أدوات الفقر والجوع والمرض والجهل ، ما زال الخط العام لحالة مؤسسات الدولة الرسمية سواء أن قصدت ذلك أم لم تقصد تصرُ على السير عمياء في موكب إستراتيجية عدم الإلتفات إلى آلام وأوجاع الشرفاء من أبناء هذه البلد التي غُلبت على أمرها ، بما ساد فيها من إنكباب أصحاب القرار على اللهث خلف ما يضمن مصالحهم الذاتيه وإستتباب أمر بقاءهم المقيت في السلطة على رقاب الموتى ضيماً وجراح البؤساء ، لا تفسير لغياب تجاوب الضمير العام لأصحاب النفوذ والمسئوليات الدنيا في المحليات والوزرات الولائية وما دونهم مع يدور في أذهان وأفئدة السودانيين من الذين هم خارج دائرة شبكة المؤيدين للفساد والمد الطُفيلي النفعي ، هذا الإنفصام طبيعي ومنطقي إذا ما نظرنا إلى حالة تصريحات المسئولين عن رأيهم وأسبابهم التي يُبرِّرون بها ما يحدث الآن من إنهيار إقتصادي وكوارث إنسانية واقعة ومتوقعة ، ذلك أنهم مطمئنون على الدوام على أوضاعهم الشخصية طالما داومت منظومتهم الحاكمة على نفس النهج القائم على رعاية المحسوبية والفوقية السياسية وحماية الفساد ثم الضرب بيد من حديد خارج إطار العدالة التي أصبحت لا يحميها دستور ولا قانون ولا حتى عُرف إنساني يتفق حولهُ الجميع ، و بعد كل ذلك يتحدثون عن المستقبل الذي هو في حقيقة الأمر أظلم من ليل ٍ حالك ولا توحي مؤشراته الماثلة إلا بمزيدٍ من الضنك والإفقار والإذلال ، في الوقت الذي تُكرَّم فيه ندى القلعة وتتسابق فيه الأرانب البرية يقف بعض الشرفاء عاجزين أمام المخابز ينازعون كبريائهم بين سؤال الناس إلحافاً أو الإنصياع للجوع ، وتكاد الحيرة تقتل آخرين وهم يُطالعون بعيون العاجز فواتير تكاليف علاجهم وأدويتهم أمام أبواب المستشفيات والصيدليات ، ويُبحرُ آخرون عبر عُباب الهم والشعور بقِلة الحيلة أمام ما تتطلبه تكاليف خروج أبناءهم وبناتهم إلى المدارس والجامعات فالتعليم أيضاً على ما يبدو أصبح سِلعةً تُباع و تُشترى وهو لا محالة سينتمي إلى قائمة السلع (الكمالية) والطبقية ، ليُرزأ السودان في إنسانه وسواعد أبنائه كما رُزء في إقتصاده وأخلاقياته المجتمعية وكرامته وتطلعات شعبه المشروعة .