Post: #1
Title: النهر الأحمر !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-27-2018, 04:58 PM
Parent: #0
03:58 PM January, 27 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *نعيش هذه الأيام ذكرى تحرير الخرطوم..
*وهو إنجاز وطني عظيم... يُحسب للثورة المهدية..
*ولكن يُحسب عليها - في الوقت ذاته - إنه كان إنجازاً ذا (تكلفة دينية عظيمة)..
*فما من مسوغ دنيوي يستحق أن تُسفك بسببه دماء الأبرياء..
*ولا أي مسوغ ظاهره الدين ، وباطنه من قبله العذاب... في سبيل الدنيا..
*والخرطوم يوم تحريرها حدثت فيها ظاهرة عجيبة..
*فقد جرى فيها لأول مرة نهر (أحمر)... إلى جانب الآخرين ؛ الأبيض والأزرق..
*وكلما زاد جريان هذا النهر... زاد التكبير والتهليل..
*فهي مجزرة تمت باسم الدين... والدين برئ من أي دم (برئ) يُسال..
*واستمرت لثلاثة أيام... أنهاها بعد ذلك المهدي..
*وخليفته عبد الله هو الذي أمر بها... إن صدقت رواية سلاطين باشا..
*وما يجعلنا نميل إلى تصديقها إنها تتسق مع أفعاله..
*فهو نكل حتى بأقرب عظماء المهدية إليه حين انفرد بالسلطة... وذاق لذتها..
*نكل بالزاكي طمل... وإبراهيم عدلان... وأبي قرجة..
*ونكل بالأشراف - من آل المهدي نفسه - ونصب لبعضهم المشانق في السوق..
*وما ذاك إلا من أجل الدنيا؛ لا الدين... رغم راية لا إله إلا الله..
*وهو بذلك يمثل امتداداً لتجارب عديدة للحكم باسم الإسلام..
*منذ أن ظهرت بدعة الملك العضوض والدماء تُسفك على محراب الدين..
*ومن فظائع المجزرة ذبح أسر بكاملها؛ رجالاً ونساءً وأطفالاً..
*ثم سبي الجميلات من النساء... لاتخاذهن (أخداناً)..
*هذا هو الوجه الآخر المظلم لعملية (التحرير)؛ من زاويتي الدين... والدنيا..
*وفي الحديث الشريف (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)..
*أي الأخلاق (الدنيوية) التي كانت سائدة قبل الرسالة (الدينية)..
*ففي مقابل وحشية (التحرير) هذه دعونا ننظر لإنسانية (الفتح) عند كتشنر..
*فعند هزيمة الخليفة اُستبيحت أم درمان يوماً واحداً..
*استباحها الذين سماهم أسير الخليفة نيوفلد (الجهادية السود)... بجيش الغازي..
*وحين علم كتشنر بما جرى أمر بوقف الاستباحة فوراً..
*بل واستمع إلى المتضررين منها... وطالب بتعويضهم كل ما نُهب منهم..
*علماً بأنه ما كان هنالك سفك للدماء... كما حدث أيام التحرير..
*كما حدث عندما اُستبيحت الخرطوم- ثلاثة أيام - على وقع هتافات (الله أكبر)..
*فالغاية في الإسلام... لا تبرر وسيلة لا يقرها الإسلام..
*لا تبرر حجة (القتل من أجل التمكين لدين الله) في الأرض..
*فزوال الأرض - بل الدنيا كلها - أهون عند الله من قتل في غير حد من حدوده..
*أها؛ رب الأرض ذاته لا يريد تمكيناً كهذا لدينه في الأرض..
*فماذا يقول الذين قتل النفس أهون عندهم من زوال سلطانهم؟..
*وتعجبهم (الأنهار الحمراء !!!).
assayha
|
|