Post: #1
Title: فاختاري !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-25-2018, 04:49 PM
03:49 PM January, 25 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ما زلت أذكر مشهداً من فيلم رعب قديم..
*فالمخلوقة (الأم) تفتأ تلد مخلوقاً إثر مخلوق... دون توقف..
*ولا تتوقف - من ثم أفعال - الشر في البلدة المسكينة..
*ولا تتوقف - أيضاً - عملية إرضاع صغار هذه المخلوقات إلى أن تكبر..
*ولا تكف - بالتالي - عن تغذية نفسها بدماء ضحايا... بشرية..
*وكلما ولدت المخلوقة (عيِّلاً) أنبتت ثدياً إضافياً في جسدها..
*وبعد حين لم يبق من بدن الشيطانة شبر وإلا فيه (شطر)... يدر لبناً لذيذاً..
*ودلالة لذته أن كبار المخلوقات يصعب عليها أن تنفطم منه..
*فهي يعاودها الحنين دوماً إلى هذا الحليب... فتزاحم أخوتها الصغار عليه..
*وأتذكر أنا دوماً هذا المشهد كلما سمعت بمخلوق (وليد)..
*كلما سمعت بكيان - لم أسمع به من قبل - أنبت له جسد الحكومة (شطراً) يمصه..
*وأتساءل بكل براءة طفل (يرضع) : كم ثدياً تملك هذه الحكومة؟..
*وكم (شطراً) يدر لبناً لذيذاً يتهافت عليه الراضعون الجدد... والقدامى؟..
*وكم لتراً من دماء الشعب تغذي نفسها به... كيلا ينقطع اللبن؟..
*وأنا هنا لا أتحدث عن الراضعين المعروفين للناس... من دستوريين وتشريعيين..
*لا أعني الوزراء والولاة والمعتمدين والمساعدين ونواب الشعب..
*وإنما مبعث دهشتي (الإضافية) الأفواه التي (تُضاف) كل يوم... لترضع..
*وهي بمسميات غريبة على قواميس السياسة... والأعراف..
*بل إن هنالك فماً ما زال يرضع من (شطر) الوحدة... رغم (انشطار) البلاد..
*حتى بعد أن صار الجنوب (شطراً) منفصلاً يأبى أن يدع (الشطر)..
*ويمص الراضعون لبن الحكومة... وتمص الحكومة دم الناس..
*فتسقيهم مما في بطونهم من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً للشاربين..
*ثم لا تتأثر (جرعة) الرضاعة بأحوال الناس... ونقص دمائهم..
*فالجرعة ثابتة وإن (قل) ما في بطونهم من غذاء... أو (كثر) ما في دمائهم من مرض..
*ونرجع لمخلوقتنا - في الفيلم - لنعرف كيف كانت نهايتها..
*أو لنعرف كيف كانت نهاية عذاب سكان البلدة منها... ومن عيالها..
*فهي كانت أمام أحد خيارين؛ أحلاهما مر... بالنسبة لها..
*إما أن تفطم بعض صغارها وكبارها- من غير ذوي النفع- قسراً... فتعيش..
*وإما أن يصعب عليها فطامهم... فلا يبقى في البلدة من يعيش..
*وفي هذه الحالة يُعزى أولادها بعبارة (تعيشوا أنتم)..
*فغذاؤها الوحيد دم أبناء هذه البلدة (المعزولة) تحديداً... وهو يتناقص سريعاً..
*أما لماذا (تحديداً) فهذا ما أسقطته الذاكرة من أحداث الفيلم..
*وغلبت العاطفة على المخلوقة فظلت تُرجئ خيار الفطام يوماً بعد يوم..
*إلى أن جاء يوم جفت فيه الدماء... والأثداء... ومصادر (الشقاء)..
*وأيتها الحكومة (إني خيرتكِ فاختاري !!!).
assayha
|
|