Post: #1
Title: يا سبحان الله ! إياكم الترف والبذخ يا معشر السودانيين بقلم د . الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 01-21-2018, 07:44 PM
06:44 PM January, 21 2018 سودانيز اون لاين د.الصادق محمد سلمان-السودان مكتبتى رابط مختصر بسم الله الرحمن الرحيم
يعجب المرء من حزب كل أجهزته ومؤسساته ، مجالسه التشريعية ، مجالس شوراه ، وزاؤه ، مسؤوليه التنفيذين ، يكنون العداء للشعب الذي من المفترض أنه هو الذي أتي بهم إلي هذه المؤسسات ، فهذه المؤسسات والأجهزة والوزراء والمعتمدين وغيرهم من التنفيذيين ، لم يقفوا في صفه يوما من الأيام إذا أثقلت الحكومة عليه ( وهي دائماً كذلك ) ، وقصر جهازها التنفيذي في واجباته تجاهه ، سواءاً في تقديم الخدمات ، كما يتبدى في سلوك المحليات التي تتصاعد رسومها مع كل ميزانية جديدة ، ومطاردتها للباحثين عن أرزاقهم من أصحاب المهن الهامشية ، أو المحافظة على أسعار إحتياجاته الضرورية رغم ضعف دخول معظم أفراده التي تقول الإحصائيات أن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر منهم تصل إلي حوالي 90 % . ولم يكتفوا بإعراضهم عن مكابدات الناس اليومية في الأسواق والمواصلات والمستشفيات ، بل نراهم يسلقون هذا الشعب الطيب بألسنة حداد ، فمنهم من قال لهم شحادين ، ومنهم من قال لهم قبل مجيئا لا يملك الواحد منكم غير قميص واحد ، ومنهم من قال أرجعوا للكسرة ( وهي أغلى من الخبز ) ومنهم من قال البرفع راسو بنقطعوا ليه ، ومنهم من طلب منهم مرارا وتكرارا أن يلحسوا كيعانهم ، ومنهم من قال لهم أكلوا الضفادع ( القعونج ) ومنهم من قال لماذا ندفع لأدوية مرضى السرطان وهم غاب قوسين من الموت ، وبلع الشعب الطيب كل تلك الشتائم والإهانات وإستمسك بالصبر إمتثالا لقول الله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) . ثم أبى وزير مالية حكومة الحوار الوطني التي تسمى بحكومة الوفاق إلا أن يشارك إخوته في الكيل لهؤلاء الناس الذين كأنهم لا تربطهم بهم صلة المواطنة ، فقدم ميزانية العام الجديد 2018 في ظل أزمة إقتصادية خانقة كان أول الغيث فيها رفع سعر الخبز ، لتصبح الرغيفة بجنيه ، وزيادة سعر الدولار الجمركي 100% ، فإلتهب السوق إلتهابا لم يعرف له مثيل ، وضج الناس وخرجوا إلي الشوارع يحتجون على هذا الغلاء الذي إجتاح السوق ، وأمتلأت وسائل الإعلام والصحف بالشكاوي وإشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي ، بالإحتجاجات على هذه الزيادات ومقاومتها ، وطالب أصحاب الأعمال والمستوردين بإعادة النظر في زيادة الدولار الجمركي ، خاصة وأن الدولار الذي يحرك السوق وصل سعره في السوق الموازي أكثر من ثلاثين جنيه . وجاءت الطامة الكبرى فكان أن وصل الإستفزاز مدى لم يتخيله أحد ، وهذه المرة ليس من الأفراد في الأجهزة التنفيذية أو التشريعية ، إنما من أحد المؤسسات التي من المفترض أن تكون حساسة تجاه أحوال المواطنين ، لأنه قمة المؤسسات الحزبية ، وأن من ينتمون إليه من أصحاب التجارب والحكمة ، لكن للأسف جاءت النتيجة مخيبة للأمال ، فما أوردته الصحف من توجيهات لمجلس الشورى الذي إنعقد في ظل هذه الأزمة والتي جاءت من خلال تصريحات نائب رئيس مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني عثمان كبر ، حيث جاء فيه أن شورى الوطني وجه بضرورة الإلتزام بالميزانية ، وزاد عليها كلاما يدخل في باب الأذى الجسيم ، وكان أفضل له السكوت . فقد نصح المجلس الموقر المواطنين بتغيير السلوك والبعد عن " الترف " يا سبحان الله ! تغيير السلوك مفهوم ، بدل ما تشتري عشرة أرغفة بعشرة جنيهات ، إشتري بخمسة جنيه والباقي تمو باسطة أو حتى تفاح ، أما حكاية البعد عن الترف دي فأول مرة نسمع بها ، طيب ماقلتو شحادين ومقطعين والصابونة بيتقاسموها كم واحد من أين يجيء الترف ؟ أظنكم أيها السادة تقصدون بهذا الكلام الجماعة الذين تعرفونهم أنتم ، وليس الناس الذين يأكلون وجبة واحدة في اليوم . يا سبحان الله !
[email protected]
|
|