يُحكى أن طفلاً شليقاً جداً، دائماً ما يُ############ والدته للحرج، لأنه صريح، وسريع البديهة، ويُعلق على كل موقف أمامُه، ولا يبالي بالنتائِج، وذات يوم أُشيع أن امرأة وضعت طفلاً بلا أُُذنين، وكعادة النساء يذّهبن إلى مباركة المولود، ويحملّن بعض الأغراض أو جعلاً من المال يُوضع تحت الوسادة، فبينما تأخرت أم الطفل عن الواجب كانت تعلم بأن التأخير أكثر سيعرضها للوم والحرج ، فما كان منها إلا أن تُصارح ابنها الشليق بالموضوع، وتُحذره من أي تعليق أمام الحالة التي تسعى لزيارتها، وأن لا يبدي الطفل أي ملاحظة أثناء بقاء والدتهُ في الزيارة! وصلت الأم وباركت المولود، وهو أمام والدتُه كاشف الرأس، غير مقطى حيث تتضح معالمه ، فلاحظ الشافع الشليق أن أذني الرضيع غير موجودتين، وبدأ يُصارع في رغبته الجامحة للإستفسار، والتعرف على حالة الطفل، وبدأ يُخاطب والدته وأم الرضيع بقوله، ( ماما دأ البابو ) تقول له الأُم نعم، وهو يستمر في السؤال ماما هو مالو ؟؟ فتعاجله الأم بالإجابة ( البابو كويس ، وحلاتو إنت ما شايفو) فيقول بس هو ماااالو ، فترد الام اسم الله عليو فالح وحلاااااتو، بينما يصر الشليق على نغمة هو مااالو؟؟ عندما رأى إصرار والدته على مدح الرضيع بعيداً عن الإجابة عن سؤاله، فضل تغيير صيغة السؤال وتوجيهه الى والدة الرضيع، فذهب بالقرب منها وقال لها:(هو البابو دا هسي بشوف) قالت ليهو أي البابو بشوف تمام التمام ما شايفو أسي بعاين ليك كيف ويضحك معاك، قال ليها طيب لمن يبقى كبير برضو بشوف، قالت ليهو أي بشوف ما عندو أي عوجة، فقال ليها اخيراً، طيب لمن يبقى كبييييير برضو بشوف، وهنا الأم انهارت أعصابها من خوف الفتنة والهياج لأن الابن على وشك أن يرمي القُنبلة والتي لم يلتزم فيها حسب ما اتفق مع والدته في البيت على عدم التعليق، لكنها فقدت السيطرة على ابنها وانتظرت المصير المحتوم، فقالت والدة الرضيع، لمن البابو يبقى كبييييير وما بشوف بنعمل ليهو نضارة،،، فهنا انتشى الشافع الشليق فرحاُ ببلوغ الهدف وصاح في والدة الرضيع بقوله ( لكن (إحوتوها) ويييييين)، وهو يضرب بسبابته على أذنه ويهرول تجاه والدته طلباً للحماية!! عذراً وإن كانت القصة طويلة التفاصيل لكن كان لزاماً علينا أن نوردها كما هي ونحن نقاربها بواقع ما أثير بالأمس من أخبار عن حل الحركة الإسلامية، والتوصية بدمجها في المؤتمر الوطني،أو تحويلها لمنظمة؟!! هب أنه تم حلها فمن الطبيعي أنها لا جدار بينها والمؤتمر الوطني،غير صفوية مدعاة لا تخلو من ذات المنهج الذي عليه الوطني اللهم إلا إذا كان في حالة البكاء على الاطلال ،فقديماً كان لها ملمح وزوق وطعم ورائحة أفسدتها السلطة الدخيلة، وحديثاً أضحت تقول كان أبي!! أما إذا ذهبت تجاه أن تصبح منظمة، فهنا تأتي فصول القصة (تشتغل وييييييين) في ياتو مجال، بياتو ثوب ، بياتو ناس،هذه الأسئلة مشروعة وفي تقديري يصعب جداً الاجابة عنها في الوقت الحالي ،خاصة إذا أرادت أن (تدلق ) شُخُوصها المعروفين في مجتمع قد عرّف سيرتهم وسريرتهم منذ زمن بعيد حفظهم ِكماً وإسماً ووصفاً، فجميع ما بها لم يسلم من سوءات طالت نظمها الذي حكمت به البلاد لأكثر من بضع وعشرين عاماً ولا جديد، غير كل ذميمة تلاحقهم وكل غضب يصبه الشعب عليهم، وإذا أرادت أن تجدد ثوبها تماشياً مع متطلبات العصر والحداثة ، لتتغلغل في المجتمع كما فعلت بعض المنظمات الطوعية (نفير، شارع الحوادث،وهلمجراء) فستصبح زيادة عدد بلا قيمة ولا هدف ولا (رسالة) كما تريد، لان الذين تريد أن تسابق بهم من أجل قيم ومبادئ كما تدعي، في ميدان العمل الطوعي فهم لا يحملون من الحركة إلا اسمها ومن سيرة التاريخ إلا رسمها!! في ظل الدعوة من المنشغلين بتجديدها بأنها استنفدت أغراضها ولم تعد على قدرة من المواكبة، خاصة بعد انقطاع (العرق) ويباس الشجرة، فلم تعد تروى جذورها بماء ولم تعد تكتسب هي الخضرة والوجه (الحسن) أشواق بنيها في نموذج المُلهم أردوغان حينما وعد وصدق، بينما أشواك التوهان وبرهان فشل التجربة عملياً وما علق بجدارها من كل قبيح ومشين يجعلها، حديث ذكريات لا نملك معها إلا أن نقول اللهم ارحم عزيز قوم ذل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة