الشيوعي.. يستحق وساماً آخر! بقلم محمد لطيف

الشيوعي.. يستحق وساماً آخر! بقلم محمد لطيف


01-17-2018, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516193816&rn=0


Post: #1
Title: الشيوعي.. يستحق وساماً آخر! بقلم محمد لطيف
Author: محمد لطيف
Date: 01-17-2018, 01:56 PM

12:56 PM January, 17 2018

سودانيز اون لاين
محمد لطيف-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


حديثنا اليوم لن يسعد اليمين ولا اليسار.. فالأول هذه الأيام لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. ذات مرة قال الراحل غازي سليمان بسخريته اللاذعة.. (الجماعة ديل لو قلت ليهم عايز ابقى ليكم جزمة يقولوا ليك ما بتنفع نحن عايزين مقاس حداشر وإنت مقاس عشرة).. رحم الله غازي سليمان.. أما الحوار العفوي الذي دار بين صديقي ياسر يوسف وزير الدولة للإعلام وزميلي فيصل محمد صالح ذات مزحة.. فقد ختمه فيصل بقوله: (يعني الموضوعية أني أكتب لصالح الحكومة..؟) فكانت إجابة ياسر بالإيجاب..! أما اليسار فيراني يمينيا متخلفا أناهض تطلعات الجماهير.. سيما وأن بيني وبين بعض هذا اليسار ما صنع الحداد.. غير أن العزاء بالنسبة لي أنني لا أكتب لهذا ولا لذاك.. بل أكتب لقارئ يقرأ بموضوعية.. دون أن يرفع لافتة يستظل بظلها.. أو ينصب لي لافتة لا يراني إلا من ثقوبها.. قارئ يحترمني بقدر ما أحترمه.. فإن حدت عن هذا فهو الأقدر على محاكمتي..!
قلت من قبل وأعيد اليوم.. لو كنت مكان الحكومة.. وتحديدا الجهاز السياسي.. وغيره من الأجهزة ذات الصِّلة.. لسعيت ما وسعتني الحيلة.. لمنح الحزب الشيوعي السوداني وسام التحول الديمقراطي.. فالحكومة وأجهزتها تتحدث منذ سنوات طويلة عن التحول الديمقراطي مرة.. وعن الديمقراطية التي ينعم بها السودانيون مرات.. وحين يتلفت المراقب بحثا عن تطبيق لهذه الشعارات على الأرض.. لا يجد غير الميدان.. الصحيفة السياسية الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني.. فهذه حقيقة رضي من رضي وأبى من أبى.. فأن تسمح حكومة لألد خصومها بإصدار صحيفة ناطقة باسمه وهي الأشرس مواجهة.. فهذه تحسب لهذه الحكومة لا عليها.. كما أنها تحسب للحزب الشيوعي الذي جسد إصرارا عاليا على الاستمرار في المواجهة السلمية.. وهي خطوة تحسب له لأنه كحزب قرر الاستثمار في كل حقوقه التي كفلها له الدستور.. رغم تضييق القوانين وتعسف الممارسة.. ولأن الحزب الشيوعي قد أهدى الحكومة.. غير الديمقراطية.. ملمحا ديمقراطيا.. كان من رأيي أن يمنح وساما..!
فهل أخذت الحكومة بذلك..؟ كلا بالطبع.. فبقدرما اجتهد الحزب الشيوعي في المضي قدما في (مجاهداته) السلمية.. فقد كانت الحكومة بالمرصاد.. والسلوك المضاد.. فالمسيرة التي دعا لها الحزب بالأمس.. لتسير من ساحة الشهداء وحتى مقر حكومة الخرطوم.. لاحظ حرص الشيوعي على الانضباط والاختصار والسلمية.. فساحة الشهداء ومقر حكومة الخرطوم يقعان على خط مستقيم.. شارع الجامعة.. والمسافة بين النقطتين لا تتجاوز التسعمائة متر فقط.. أي أقل من كيلومتر واحد.. حيث تسهل السيطرة والتحكم والتأمين.. أما مناهضة الغلاء وضرورة تخفيف أعباء المعيشة على المواطن فقد طالب به السيد رئيس الجمهورية بنفسه والبرلمان.. بل وجل أعضاء الحكومة.. إذن حين جعل الشيوعي محاربة الغلاء شعارا لمسيرته السلمية التي تم فضها بالأمس باستخدام العنف المفرط.. لم يكن قد خرج عن الملة..!
كان يمكن للمسيرة أن تبدأ وتنتهي وتحقق أهدافها خلال ساعة من الزمان.. عوضا عن انشغال الخرطوم سحابة نهارها بمظاهرة الحزب الشيوعي.. وأيا كان الذي حدث بالأمس فقد سجل الحزب الشيوعي نقطة أخرى في مرمى الحكومة.. فاستحق وساما آخر..!


alyoumaltali