لاشيء يُولدُ من فراغ .. !! بقلم هيثم الفضل

لاشيء يُولدُ من فراغ .. !! بقلم هيثم الفضل


01-16-2018, 04:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516071674&rn=0


Post: #1
Title: لاشيء يُولدُ من فراغ .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-16-2018, 04:01 AM

03:01 AM January, 15 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

المخلصون من أبناء هذا الوطن المنكوب ، يبذلون جهدهم لتعرية معالم خزلان نظام المؤتمر الوطني لشعب السودان المنكوب بكوارث الفساد وتوقف عجلة التنمية وتوجيه جُل إمكانيات البلاد على محدوديتها لصالح تأمين ظهر كرسي السلطة وإطالة عمر البقاء فيه ، غير أنهم لا يرون الزاوية الأخرى لما أصاب هذه البلاد جراء ثورة الغوغاء من النفعيين والسلطويين الذين و في سبيل ذواتهم والدفاع عن بقاء النظام السياسي الذي وفَّر لهم أسباب التمادي في النهش من جسد البلاد والعباد بإسم شعارات كثيرة لم تعُد بعد الآن سوى آذان مالطة الذي لا يُحرِّك قلوباً أعماها الله عن تمييز الباطل من الحق ، تلك الزاوية هي ما أصاب المجتمع السوداني من إنهيارات أخلاقية وقيِّمية يصعب بنائها من جديد ، فإن كانت عجلة التنمية وإعادة بناء التوجهات الإقتصادية ممكنة بقدر ما يؤتي الله المصلحين من عزمٍ وجلد على التخطيط السليم وقدرة على تطويع الصعاب وإستقطاب الدعومات ، فإن إعادة بناء الأخلاقيات والقيِّم الإنسانية المجتمعية يحتاج إلى عقود من الزمان لتسود وتترسَّخ من جديد ، فإن كانت لوزارة الشئون الإجتماعية إحصائيات مهنية وغير مُفبركة عليها أن توسِّع مدارك الناس فيما آل إليه أمر الأسرة السودانية العادية من إنحدارات إنسانية جعلت من ظاهرة الطلاق مُهدِّداً إستراتيجياً لبقائها وإستمرارها ، وظواهر أخرى مثل هروب الزوج عن عائلته بسبب قِلة الحيلة ، وخروج الأمهات إلى الأسواق ليعُلن أبناءهُن وما يتعرَّضن له من ملاحقات وإهانات ومضايقات ، ثم أنظروا عبر باب القيِّم الإنسانية والمجتمعية ما آل إليه أمر الأطفال وحقوقهم وواجباتهم على الدولة والمجتمع حين تتفحَّصون أعداد الفاقد التربوي في المراحل التعليمية الدُنيا ، وما تعُج به الأسواق والإشارات ممن هم دون العاشرة يستجدون الناس إلحافاً ، ثم أنظروا إلى تنامي ما يتم حصره وإيواءه في دور حضانة الأطفال مجهولي الهوية من ناحية الأعداد والأساليب التي يُرمى بها هؤلاء الأطفال والتي كانت آخرتقليعاتها صناديق الزبالة وظلال الأشجار المتاخمة لبيوت الأثرياء ، ثم أنظروا إلى المحاكم وكيف يتخاصم الإخوة الأشقاء والأبناء والآباء في عرض الدنيا الزائل في زمانٍ أغتيلت فيه الشهامة والمروءة وضاع وإنزوى فيه مخزولاً (خال فاطنة) و(عشا البايتات) ، أنظروا إلى إرتفاع مستوى جرائم الإحتيال والإستحواذ على أموال وحقوق الآخرين بالباطل عبر الشيكات الطائرة والتزوير والمماطلة والتحامي بأصحاب النفوذ ، كل ذلك تم صنعه وإنتاجه في عهد إندحار الحق و ُلو صوت الباطل ، فلا شيئ يولد من الفراغ ، فإستشراء الفساد في مفاصل الدولة وإحتواء منظومتها على ثُلة من النفعيين المستعدين لسبر غوار اللوائح والقوانين والأعراف والأخلاق من أجل تزيين الباطل وإزهاق الحق ولو إلى حين ، هُم من أسسوا لإعوجاج أمر الأخلاقيات والأعراف المجتمعية النبيلة التي توارثها هذا الشعب جيلاً بعد جيل ، كلما ضاق الخناق على الناس إقتصادياً ومعنوياً وسياسياً ، كلما كانوا أقرب إلى الكُفر بالقيِّم والأخلاقيات والأعراف الفاضلة ، إعادة بناء الأخلاق والقيِّم تحتاج إلى عهود قادمة لا يُميِّزها إلى العدالة والمساواة والرفاهية والتنمية المُستدامة .