مزاد الانتخابات..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مزاد الانتخابات..!! بقلم عبدالباقي الظافر


01-12-2018, 02:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1515765569&rn=0


Post: #1
Title: مزاد الانتخابات..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 01-12-2018, 02:59 PM

01:59 PM January, 12 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حان وقت حديث الرئيس..!!

قبل أيام كان الأستاذ محمد الحسن الأمين القيادي البارز في المؤتمر الوطني يتحدث لصفوة من جلسائه.. انداح الأمين في قراءة الواقع السياسي ومارس حرية التفكير حول إمكانية ترشيح رئيس الجمهورية.. كانت قمة الموسيقى التصويرية في تعليقات الحضور أو في كلمة (الله غالب) التي تفيد بالاستسلام للأقدار المصحوب بقلة الحيلة.. ولأن مناخ الحفر هو السائد هذه الأيام قام أحدهم بتسجيل خواطر الحسن وبثها في الهواء الطلق مسبباً الأذي الجسيم للأستاذ محمد الحسن الأمين.

أمس الأول اضطر محمد الحسن أن يقدم اعتذاراً يثير الأسى.. فقد تحدث الأمين للزميلة (التيار) مؤكداً أن البشير سيكون خيار الوطني في الانتخابات القادمة.. حاول الرجل وعبر استخدام كل مهاراته القانونية أن يقول إنه لم يقصد استبعاد الرئيس من السباق القادم بل كان يحلل الأوضاع بما لديه من معلومات.. غالب الظن أن الحكم احتسب ضربة جزاء وليس على الحسن الأمين إلا أن ينتظر التهميش القادم بمزيد من الصبر.

في ذات وضع التسلل كان مولانا أحمد هرون والي شمال كردفان.. حسب صحيفة (مصادر) أن هرون تحفظ على توصية كادت أن تخرج من شورى الوطني بشمال كردفان تفيد بترشيح البشير مرة أخرى.. بما أن مولانا رجل قانوني ويدرك أن ترشيح البشير مخالف لنصوص الدستور ومصادم لروح المقاصد الشرعية بما لهذا فضل التريث.. كما أنه يدرك أن الأمر يجب أن يبحث داخل الدوائر الاتحادية بالحزب الحاكم.. لكن نشر الخبر جعل الرجل في موقف محرج جداً.

الكفارة السياسية جاءت في شكل خبر مبتور في الزميلة الانتباهة.. الخبر يفيد أن الولاية ستتبنى مبادرة قومية لترشيح البشير.. وما علاقة الأبيض بباقي الولايات لكنها آداب المزاد في موسم الانتخابات. أما الغريب فقد جاء في تصريحات قائد القوات البرية الذي أعلن أمس الأول أن البشير هو مرشح ٢٠٢٠.. الإعلان الذي يشبه بيان أول هادي أحرج السيد الرئيس والذي جدد التزامه بحماية الدستور ورعاية نزاهة الانتخابات القادمة.

في تقديري كان وقت كلمة صادقة من رئيس الجمهورية تحسم هذا المزاد التجاري.. الآن كل المسؤولين يتبارون في تقديم فروض الولاء والطاعة.. ولاة الولايات تجاوزوا الحديث عن الحزب الحاكم وبات التأييد يصدر باسم الأصدقاء والشركاء.. بل وصل الحال أن يرسم الأستاذ محجوب عروة سيناريو انقلاب جديد لتجاوز معضلة الدستور.. الكلمة الحاسمة أن يشكر الرئيس كل المنافقين والحادبين وأصحاب المصلحة ويقول لهم لن أسمح بتجاوز الدستور.

بصراحة.. في مثل هذه المنعطفات الحرجة يصنع التاريخ.. كان بإمكان مانديلا أن يصبح رئيساً مدى الحياة لأنه أنفق ثلث عمره في السجن من أجل الشعب.. أنه الوقت المناسب لأن يقول الرئيس كلمة للتاريخ.

assayha