أبوي مشى خلانا؟؟ بقلم عوض فلسطيني

أبوي مشى خلانا؟؟ بقلم عوض فلسطيني


01-05-2018, 12:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1515150352&rn=0


Post: #1
Title: أبوي مشى خلانا؟؟ بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 01-05-2018, 12:05 PM

11:05 AM January, 05 2018

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]


من المؤسف أن تعيش بعض الأُسر في تفرُق وشتات بسب الظروف المعيشية الضاغطة والقاهرة التي بدأت تُؤثر حتى على تماسكها، بضيق صدر الأطراف وعدم تحمل بعضهم البعض داخل الأسرة الضيقة ،ومؤسف حقاً ألا يلقي بالاً كل من الأبوين لمصير أبنائهم ، بسبب الجهل و قصر النظر، للعواقب التي ستترتب على ضياع الذُرية, خاصةً إن كانوا أطفالاً صغارا ما زالوا تحت التنشئة؟
وجدتُ أُسر كبيرة مُحترمة وصل فيها الابناء والبنات الى سن الرُشد ،بل تزوج بعضهم وأنجب، بينما الأم والأب لا يزالان في (مماحكة) ومشاكسة يومية أمام الاطفال، وقادهم هذا السلوك في النهاية الى أبغض الحلال عن الله وهو الطلاق!
وهناك حالة أُخرى لاحد الزوجين يحكى أن الطلاق قد وقع بينهما ، وتبقى لهم حبلاً واحداً ، لكنهما فضلا عدم العودة والرجوع الى بعض، وظل الاب هائم على وجهه ياتي الى المنزل كل خميس وجمعة يقضي مع أبنائه عطلة الأسبوع ثم ينصرف وسبيله, الابناء صرفوا النظر عن والديهم لتعنتهم على الموقف، وسرعان ما انتقل ذات السلوك في المنزل إلى المتزوجين من الأسرة, فالبنت التي تزوجت خاضت ذات التجربة وعادت تحمل جزءا من الأبناء إلى البيت( الكبير)،ظلت الأم تعمل في بيع الطعام من أجل رعاية أطفالها ورغم محاولة الكثيرين من الاهل والعشيرة لإصلاح بينهم ، ظل الامر بفعل الابوين اكثر تعقيدا وكل متمسك برأيه, تمسك ضاعت معه الاسرة بأجمعها, فترك الابناء المدارس وهام الجميع في طرقات الحياة الصعبة دون أن يعرفوا خارطة طريق؟؟!
خروج من الصباح والعودة عند المساء متأخرين ولا أحد يعرف ما الذي جرى للاخر وهكذا دوامة الحياة بينهم ولعل ذلك مرجعه الى الجهل الذي يعيشه الزوجان بعدم إدراكهما وتقديرهما للمآسي التي قد تقع على أبنائهم,وفوق هذا وذاك ظل الأب والأم على رباط (قسرى إجباري)، لا يستطيعان الفكاك منه ،فالكل مجتمع داخل البيت ولا يستطيون تقديم تنازل من أجل تدارك المخاطر والظروف التي يعيش فيها ابناؤهم, أصبح الأب كالضيف لا كلمة له لا أمر ولا نهي, والأم لا تبالى هي الأخرى والابن الكبير في توهان ويتبعه الآخرون؟
فلو أنهم صبروا وتحملوا بعضهم وظل الحبل بينهما على هدى الدين، رغم صعوبة الحياة, فقط من أجل الابناء لتغير الحال, وكان بالامكان أفضل من ما كان؟!
نهاية الأسبوع الماضي وأنا أسير في الطريق متجهاً إلى مقر الصحيفة, قابلني طفل في العاشرة من عمره أو أقل, أوقفني وقال لي (ياعمو دايرين مني قروش في المدرسة وانا ما عندي) فقلت له كم القروش قال لي عشرة جنيه فقلت له وين أبوك فقال (أبوي مشى خلانا)؟؟
توقفت كثيراً عند الرواية صدقت جزءاً منها وكذبت جزءاً , فما صدقته ربما بالفعل قد يكون( والده ووالدته) وصلا الى طريق مسدود وانتهى بينهما الحال الى فراق وتركا صغار يهيمون فخرج الجميع مع صعوبة الحياة بلا عنوان، وما كذبته أن يكون فعلاً هو مطلوب رسوم وقيمتها عشرة جنيهات,لكن ربما اتخذ الطفل المدرسة ساتراً لاستدرار العطف بحكم انه مواصل تعليمه وتوقف لسبب الظروف المادية؟؟
فلم يكن الطفل هو المسؤول عن ما بدر منه من تصرف, لانه وجد الاسرة تمسي وتصبح في مشاكسة وشجار إلى أن انكسر (المرق واتشتت الرصاص) فاشواق كل أسرة أن تكون في عشة هادئة ولو اقتاتت على شق تمرة في اليوم، فالرازق هو الله, لكن أشواك الجهل وعدم تقدير المسوؤلية وتحملها وما يتوصل إليه الزوجان من قرار وقتي يريح كل طرف من الآخر, ولم يستصحبا فيه المصير المجهول للابناء هو المهدد الاكبر, ولو انهم صبروا وتحملوا بعض لتجاوزوا كثيراً من العقبات أولها ضياع فلذات أكبادهم وما خفي أعظم.

الوان