عام مضى ولا زالت شهود غصة في الحلق .. بقلم حيدر احمد خيرالله

عام مضى ولا زالت شهود غصة في الحلق .. بقلم حيدر احمد خيرالله


01-02-2018, 11:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514887258&rn=0


Post: #1
Title: عام مضى ولا زالت شهود غصة في الحلق .. بقلم حيدر احمد خيرالله
Author: حيدر احمد خيرالله
Date: 01-02-2018, 11:00 AM

10:00 AM January, 02 2018

سودانيز اون لاين
حيدر احمد خيرالله -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


سلام يا .. وطن


*في مثل هذا اليوم من العام الماضي فارقت دنيانا شقيقتي شهود احمد خيرالله وهي دون الثلاثين من عمرها، فتركت فينا غصة ، نحاول تخفيفها عبر ابنتها اكسير فما بين الوجع والم الفراق وطي المسيرة سريعا بقينا مذهولين في عالمنا هذا، ونعزي انفسنا بانها عند رب ارحم منا ، وانها في مقام قال عنه رب العزة (فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد)صدق الله العظيم , برغم كل هذا وما نعرفه من بشارات عن انها من الصالحين ومن المتقين ومعهم الا اننا لم نستطع ان نمسك الدمع السخين حين نستذكر سيرتها العطرة , فهي كانت كالضيف او كالطيف , حيثما حلت اظلت بابتسامتها الودود وحياء بلا حدود ,لا تضجر ولا تكل ولا تمل , افتقدها زملاؤها وزميلاتها ومرضاها حينما انسلت من بينهم انسلالا للعالم الاخر , مضت شهود سريعا لتلاقي المشهود ومن عجب انها المره الاولي التي تمضي بلا استئذان .

*وعبر عام كامل ظل اسمها عند زميلاتها وزملائها بمستشفي الشرطة بكوستي ومركز السكري نهرع اليهم بين الحين والحين عسى ان نرى في عيونهم ما يطفئ لواعج الاسى والالم وهن يحكين عنها افاعيل الاولياء وقيم الكرماء وصفاء الاصفياء , فنجدهم يبحثون عنها فينا ونحن الذين ذهبنا لنبحث عنها فيهم ، لأن القاعدة تقول : ان المصائب تجمعن المصابينا , شهود كانت تعرف انها ضيفة وكنا نعرف انها اصغرنا ففي الوقت الذي كان كاتب هذه السطور ينازع بين البقاء هنا والبرذخ اسرعت هي الي برذخها وتركتنا نكابد مع هذه الحياة في ظل نظام لم يخش الله فينا فاذاقنا مرارة الذل والهوان والقهر وكل ما يجعل باطن الارض خيرٌ من ظاهرها , ففي اطار الحزن الخاص نغبط شهود علي انها تركت لهم كل الحياة ومضت الي ربها راضية مرضية لم تقرا تقارير المراجع العام ولا حضرت تزوير نقابة المحامين ولا اكلت من مال السحت في هذا البلد الكظيم .

*لم نكن نتصور ولا في الخيال ان العاطفه الانسانية يمكن ان تكون بهذه الحدة في الم الفراق , ولطالما حدثنا الاخرين عن ان الموت هو احب غائب اذا عرفنا حقيقته فعندما دخلنا التجربة اكتشفنا اننا نجهل ما نتحدث عنه فوقفنا عند محطة التنظير التي لم تتحقق فيها معرفة فلم نكن نملك الا هذه الدموع نذرفها بلا ارادة منا ، الا رحم الله شهوداً التي ساقتنا الي درب المعارف سوقا , وجعلها الله في مقعد صدق مع الصديقين اصادقين .. وسلام عليها في الخالدين .. وسلام يااااااا وطن

سلام يا

عندما تابعنا بالامس واليوم الفضائيات السودانية وهي تحتفي بصورة مبالغٌ فيها بالذكري الثانية والستين للاستقلال والبث المتواصل للاناشيد الوطنية تعتقد ان الانقاذ قد اجلت الحكم الثنائي اليوم ، ورفعت علم السودان ولم تفصل الجنوب ولا اطالت امد الحرب ! دا يسموه شنو ؟ هستريا وطنية مثلا ؟ ام جنون وطني بعد الثلاثين عاماً ؟ عيب والله.. وسلام يا..

الجريده الثلاثاء 2/1/2018م