الضوء المظلم؛ الانتخابات هي حرية المواطن في اختيار من يخدم مصالحه المادية.. بقلم ابراهيم اسماعيل اب

الضوء المظلم؛ الانتخابات هي حرية المواطن في اختيار من يخدم مصالحه المادية.. بقلم ابراهيم اسماعيل اب


12-30-2017, 09:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514622508&rn=1


Post: #1
Title: الضوء المظلم؛ الانتخابات هي حرية المواطن في اختيار من يخدم مصالحه المادية.. بقلم ابراهيم اسماعيل اب
Author: ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
Date: 12-30-2017, 09:28 AM
Parent: #0

08:28 AM December, 30 2017

سودانيز اون لاين
ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
مكتبتى
رابط مختصر




تأتي الانتخابات في الغرب برئيس جديد على الاقل كل ثمان سنوات ولكن ديمقراطية الدول المتأخرة تضمن فقط للمرشحين سيطرة مطلقة على السلطة والبقاء بها مدى الحياة؛ وبينما تعتمد الاحزاب السياسية على الاقناع في جذب اصوات الناخبين تجنح الانظمة الشمولية في البلدان الفقيرة الى الاكراه والرشوة لاجبار الناس على التصويت؛ الانتخابات هي حرية المواطن في اختيار من يخدم مصالحه المادية.

خرج المجتمع الغربي بفكرة الانتخابات بعد تجربة مريرة وطويلة مع الحروب الاهلية حول الصراع على السلطة والنفوذ بين الاقطاعين استمر لقرون؛ الغرض من الانتخابات ضمان تنظيم منافسة حرة بين الاحزاب السياسية ضمن اجراءات تتقيد بالشفافية لتأكيد نزاهتها. كتابة دستور ينظم عمل وتشكيل الاحزاب السياسية بحيث يتم منع تأليف اي حزب او تنظيم سياسي على اساس عرقي او طائفي, صياغة القوانين التي توفر بيئة وظروف تتيح لجميع المواطنين حق التصويت بحرية لاختيار من يمثلهم لخدمة مصالحهم المادية ورعايتها وفق برامج سياسية هادفة تصب في المصلحة العامة للبلد تطرحها الاحزاب السياسية لاقناع الناخبين بالتصويت لها. شفافية ونزاهة الانتخابات وتنوير المجتمع برؤية الاحزاب السياسة في الحكم واهدافها مسؤولية اخلاقية ووطنية تقع على عاتق الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني احتراما للقانون والتزاما بالدستور الذي يعبر عن ارادة وطموحات الشعب في دولة مدنية ديمقراطية تبلور المواطنة فيها على اساس الحقوق والواجبات؛ الثقافة القبلية السلفية في افريقيا والشرق الاوسط انتجت دول فاشلة واحزاب عشائرية - طائفية لا تملك برامج وافكار ولكن تعتمد العاطفة الدينية والقبلية لاستمالة الناخبين.

وتستخدم الانظمة الديكتاتورية في افريقيا والشرق الاوسط الانتخابات لتمكين وجودها بالسلطة وتكريس الفساد والظلم وهي عقلية تبرز جهل قادة الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة بدورها الاخلاقي والوطني تجاه الشعوب التي تفتقر الى الوعي بمصالحها المادية والتي تكمن في احترام المنتخبين للدستور والتزامهم بالقانون الذي يحمي حقوق الناخبين ومصالحهم؛ ولكن في الدول الغربية تختار الشعوب قادتها وفقا لبرامجهم السياسية المطروحة والتي تتضمن بالضرورة رفاهية وتلبية متطلبات الناخبين واحتياجاتهم المتعلقة بمعاشهم اليومي؛ التعهد بتوفير الامن والخدمات الاساسية مجانية التعليم والصحة ألخ...

ان تنامي النزعة القومية وتزايد فرص وصول احزاب اليمين الى السلطة في الغرب بعد تصاعد الهجمات الارهابية وارتفاع موجات الهجرة يعكس درجة الخوف في اوساط الاميركيين والاوربيين بتعرض وجودهم ومصالحهم لخطر استهداف مايسمى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية ولذلك حقق ترمب الذي اعلن التزامه بتدمير ما سماه بالارهاب الاسلامي في حال فوزه بالانتخابات نصرا ساحقا على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.

ويتبنى الحزب الجمهوري منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر سياسة متشددة في ما يتعلق بملف الارهاب والدول الراعية له حيث غزت اميركا في عهد بوش الابن العراق في مارس 2003ف وازاحت نظام حزب البعث العربي الاشتراكي عن السلطة وفيما تشرع بريطانيا في الخروج من الاتحاد الاروبي نتيجة لسياسات الاخير المتساهلة مع الهجرة تلح الادارة الاميركية الجديدة على فرض قيود اكثر صرامة لدخول اراضيها؛ هذا وقد وعد ترمب الذي صادق على قرار منع فيه مواطني سبع دول من بينها السودان دخول اميركا بالغاء برنامج الهجرة عبر برنامج القرعة المعروف باللوتري.

ويعكس الانتقال السلمي للسلطة وثقافة الاعتراف بالهزيمة في السباق الانتخابي حضارة المجتمع الغربي ووعيه باهمية دور السلام والاستقرار في تحقيق النهضة والتطور ولذلك برزت اميركا واروبا في الابداع التكنلوجي والتفوق العلمي فيما احتلت دول العالم الثالث صدارة انتاج الازمات والكوارث في منافسة اخلاقية تبرز التفوق الحضاري الغربي والفرق الشاسع بين الحوار والحرب. وبرغم سيادة ثقافة العنف بدول العالم الثالث ذات القدرات الدفاعية والعسكرية المتواضعة امام الامكانيات العسكرية الغربية الهائلة والمنبثقة عن التطور العلمي والكنلوجي يتميز المجتمع الغربي بنزعته الانسانية وميوله للتسامح ولو ظاهريا عن مجتمعات افريقيا والشرق الاوسط التواقة للعنف والكراهية المتصارعة فيما بينها. وبينما تركز حكومات الدول الغربية في التنمية ينفق الافارقة والعرب اموالهم في الحروب المدمرة؛ العرب والافارقة الاكثر انتاجا للكوارث والنفط والمعادن والاكثر استياردا للسلاح والدواء, الغرب الاكثرا انتاجا للسلاح والدواء والاكثر استهلاكا للنفط واستيراد المعادن؛ الدول الغربية تستخدم منتجات البلاد المتخلفة في التطوير فيما يهدر الافارقة والعرب اموالهم وقدراتهم في التدمير؟؟!!

وتمكن المجتمع الغربي بالديمقراطية من ترسيخ ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر وهي ميزة تضع الدول الصناعية والبلدان الاستهلاكية الفقيرة في مفترق طرق؛ وفيما يتفوق الاول في كل المجالات مسجلا معدلات نمو عالية ينحدر الاخير الى درك الجهل وهو النقطة الفاصلة بين الرفاهية والبؤس.