اليوم نرفع رأية هواننا ؟! بقلم: السر جميل

اليوم نرفع رأية هواننا ؟! بقلم: السر جميل


12-30-2017, 06:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514613567&rn=1


Post: #1
Title: اليوم نرفع رأية هواننا ؟! بقلم: السر جميل
Author: السر جميل
Date: 12-30-2017, 06:59 AM
Parent: #0

05:59 AM December, 29 2017

سودانيز اون لاين
السر جميل-
مكتبتى
رابط مختصر

اليوم نرفع رأية هواننا ؟!

بقلم: السر جميل



في بلادنا الحزينة أظهر العام 2017 مدى الصدمة على وجوه عامة الناس، بعدما إستبشروا خيرا برفع العقوبات الإقتصادية، وعهد زاهر فيه الرخاء والرفاهية، لكن سرعان ما كشفت لنا الشهور التالية مدي وهن مؤسسات الحكومة وقدرتها على ضبط سعر الدولار ! ووقع الجنية السوداني فريسة بين أنياب تماسيح تجار العملة في السوق السوداء المحسوبين على النظام الحاكم، مما أثر وبصورة مباشرة على أسعار السلع والخدمات وحول قدرة السودانيين على أبسط مقومات الحياة !! وتتخبط الدولة في إتخاذ ما يلزم من كبح جماح هذا الإرتفاع الجنوني للدولار بقرارات وضوابط صادرة من هيئة الأركان المشتركة ؟! كأن وزارة المالية والبنك المركزي مختصون بالدفاع عن تحرير حلايب وشلاتين ؟!!

غادرنا العام 2017 ومن قبل 27 عاما، وفساد النظام لا يزال الخطر الأكبر الذى يهدد التنمية، ويقف حجر عثرة أمام الإستثمارات الخارجية الحقيقة التى تنهض بالبلاد، ظل المواطن يتابع بأمل الوعود الجوفاء من قبل النظام منذ ظهور البترول مرورا بمشروع سكر النيل الأبيض وسد كجبار والذهب الذى وصل فيه الإنتاج إلى 93.4 وفق الإحصاء الرسمي للدولة، فضلا عن الإستثمارات الصينية والقطرية والسعودية والأمارتية وغيرها كثير، وتختتم بنهاية هذا العام بالتركية، مع ذلك مازال البؤس والفقر لم يغادر 'حوش' سوداني واحد اللهم إلا 'حوش بانقا' وظلت الإستثمارات شعارات الأثير والمؤتمرات والمناقشات التلفزيونية فقط تماما مثل شعارات عدالة، حرية، كرامة اجتماعية ونفوق العالم أجمع، التى جعلت من السودان أسفل الأسفلين ومن كل شعار مرفوع سوداني مكسور.


وبلاشك الكثيرون يصفون هذا العام بعام الحزن للوطن الجريج، وذكراة أى سوداني لا تخلو من مأساة تعرض لها من النظام من كان يحلم بوطن موحد فقد الجنوب، ومن كان يحلم بوطن آمن ذاق آلم الحرب في دارفور وجبال النوبة وقسوة الحياة في معسكرات النازحين، ومن كان يحلم بالعزة والكرامة يتحسر على حلايب وشلاتين، ومن كان يحلم بوطن مثل بلدان العالم يستفد من الموارد الهائلة التى يذخر بها في تنمية مستدامة، من شبكات طرق سريعة وسكك حديدية تربط البلاد، وخدمات صحية وتعليمية أصبح من يحلمون بهذا في ذهول؟! وتبقي الصدمة لدي الكثيرين ممن تعرضوا للتعذيب من قبل أجهزة الأمن والذين فقدوا ذويهم بسبب الحروب الأهلية، وضحايا السيول والفيضانات الذين فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم، وفي الذاكرة الذى لاينسي ضحايا التظاهر السلمي وفي سبتمبر شهداء الحزن الأليم.


تضاف على أحزان أهل السودان في 2017 وسنين النظام العجاف أحزانا أخرى، النزوح داخل الوطن هربا من الموت في مناطق النزاع، والفقر من إنعدام الخدمات الأساسية من مدرسة ومشفي، والهجرة خارج البلاد كل هذا بأرقام مفزعة، وتزداد الجراح والمآسي في ظهور العنصرية البغيضة والتمييز بين القبائل والفخر بالأنساب مما جعل النسيج الإجتماعي اليوم أشبه بخيوط العنكبوت، ولا ننسي إغتصاب الأطفال ؟! فهو علامة مسجلة لهذا النظام ؟! وإنتشار الزنا وسط المجتمع بصورة تنذر بكارثة حقيقة، ودار المايقوما تمثل واحد بالمئة على أعلى تقدير نتيجة هذه الممارسة، أما حبوب منع الحمل والإجهاض والعوازل هى السبيل والحد من ظهور أجيال بالملايين مجهولى الأبوين!! هذه هى أنجازات النظام نقطة من بحر الأحزان المليء بالمآسي، وفي مثل هذا اليوم عن أى إستقلال نتحدث ؟ وأى حرية نحتفل وأمتنا السودانية أسيرة هذا الحكم.