أغنيات وذكريات بقلم صلاح الباشا

أغنيات وذكريات بقلم صلاح الباشا


12-26-2017, 09:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514319995&rn=0


Post: #1
Title: أغنيات وذكريات بقلم صلاح الباشا
Author: صلاح الباشا
Date: 12-26-2017, 09:26 PM

08:26 PM December, 26 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الباشا-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر


ناس لا لا .... بين الفنان عثمان حسين والشاعر عبدالمنعم بدالحي

* قرأت ذات مرة في مقالات لذكريات الشاعر السوداني الراحل عبد المنعم
عبدالحي والذي نشأ بالقاهرة منذ طفولته الباكرة مع شقيقه الأكبر واصبح
ضابطا في الجيش المصري وتزوج من مصر وله إبنين كانا ضباطا في الجيش
المصري واستشهدا في حروب 1967م و1973م ومات الشاعر بالقاهرة في العام
1999م والذي كانت له العديد من الاغنيات تغني بها الفنانون الأوائل كسيد
خليفة واحمد المصطفي وابراهيم عوض وعثمان حسين وغيرهم ..
يحكي هذا الشاعر الراحل في حلقات مسلسلة اذاعية بإذاعة وادي النيل
بالقاهرة التي كانت تسمي عبر سنوات طويلة ( إذاعة ركن السودان من القاهرة
) حيث استضاف مدير الاذاعة الاعلامي المصري العريق وصديق السودانيين
الراحل ( فؤاد عمر ، وقد اصدرها في كتاب اخذ عنوان ( مع الشاعر عبدالمنعم
عبدالحي ) والذي اشرف علي طباعته الصديق والموثق الفني الاستاذ السر قدور
بمكتبه بالقاهرة وقد أهداني الاستاذ فؤاد عمر هذه النسخة حين جمعني به
السر قدور بالقاهرة في العام 2000م حيث كنت وقتها اعمل علي طباعة كتابي
الجزء الاول ( أهل الابداع في بلادي ) باشرف السر قدور ، ولقد كان للراحل
فؤاد عمر اشهر برنامج يومي باذاعة ركن السودان من القاهرة كان اسمه (
حبابك عشر يازائر حبابك ) . فمن ضمن تلك الذكريات حكي عبدالمنعم عبد الحي
لفؤاد عمر عن قصة أغنية خفيفة ذات كلمات تمتاز بخفة روح ورشاقة بائنة ،
وهي أغنية (ناس لا لا ) حيث قال الشاعر بأنه كان قد اتي ذات مرة من مصر
في منتصف الخمسينيات لقضاء إجازة بالسودان حين كان ضابطا بالجيش المصري
منذ شبابه الباكر كما ذكرنا .. وحدث أن زاره في منزلهم بالخرطوم بحري ذات
يوم الفنان عثمان حسين وكان عثمان يترنم بلحن محدد .. فطلب من عبدالمنعم
عبدالحي أن يقوم بتأليف كلمات لأغنية تناسب ذلك اللحن وسوف يعاوده مرة
أخري لأخذها .
فالشاهد كما يقول الشاعر أنه قد أستمع من عثمان للحن بدون مصاحبة
العود كفكرة عامة عن مسار اللحن .. أي انه كان يدندن به ويقول( لللا لا..
للالا لللا..لا) بإيقاع السيرة وهكذا .. فأعجب الشاعر بخفة هذا اللحن
وفرادته وهنا قد أتاه الإلهام الشعري ( أي شيطان الشعر ) كما يقول المثل
.. وبالتالي قام بدعوة عثمان مرة أخري إلي داخل المنزل .. ثم شرع في
كتابة النص بناء علي ملامح ذلك اللحن وبذات الترنيمة فكتب يقول في تلك
القصيدة ذات الجرس الغريب في مفرداتها التي تظل خالدة :-
ياناس لا لا .. ناس لا لا .. ناس لا لا
خلو اللالا ... واللالا... في حالا
خلو الماخطر زول .. علي بالا
بكره الدنيا... جايالا ... جايالا
****
****
المهجور ومجبور علي هجرو
المغدور ومكتوب علي غدرو
بين الحب والجفا
الإخلاص والوفا
بين الصد والصفا
وديل ناس لا لا الماراضيه بي حالا
بكره الدنيا جايالا .. جايا لا
****
سهران وحيران ومانايم
ولهان وهيمان أنا الصايم
السمّار النجوم
طول الليل ما بنوم
من النوح والهموم
من ناس لا لا
هجرانا ناس لا لا
بكره الدنيا جايا لا جايالا
كانت تلك الأغنية قد أحدثت رواجاً كبيراً وقد كانت أغنية شباب الخمسينيات
من القرن العشرين حيث ظل الجمهور يترنم بها نظراً لغرابة ولطافة كلماتها
التي أبدع أبوعفان في إختيار لحنها مقدماً وكان الإبداع واضحاً في تأليف
الشاعر لمفرداتها التي أتت منسجمة تماماً مع اللحن.. علماً بأن إيقاعها
هو من نوع (السـيره) كما قلنا أي- العرضه- كما يقول اهل الشمال من
الجعليين .
رحم الله فنان المثقفين عثمان حسين ورحم الله شاعرها المرهف عبدالمنعم عبدالحي ...
وإلي ذكريات فنية أخري ،،،،