زبائن حكومة .. !! بقلم هيثم الفضل

زبائن حكومة .. !! بقلم هيثم الفضل


12-26-2017, 05:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514261509&rn=0


Post: #1
Title: زبائن حكومة .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 12-26-2017, 05:11 AM

04:11 AM December, 25 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

صحيفة الجريدة
سفينة بَـــوْح –

البُعد (التجاري العام) الذي أصبح السمة الإستراتيجية لتوجهات حكومة المؤتمر الوطني فيما يتعلَّق بتعاطيها مع قضايا عامة المسحوقين من أهل هذه البلاد ، يستوجب فيما يبدو أن تبدأ الكثير من المؤسسات التي كانت في السابق في عُهدة الدولة وتقدم خدماتها مجاناً أو بأسعار رمزية في تدريب موظفيها في مجال مهارات التسويق وكيفية التعامل مع الزبون المغلوب على أمره والمضطر دائماً على فعل المستحيل من أجل الحصول على ما يمكن تسميته (ضروريات من أجل الحياة) ، فتلقي العلاج في المستشفيات الخاصة يُعاني مرتاديه من نفس حالة الصلف وسوء المعاملة التي يواجه بها الموظفين والفنيين مرضاهم أو(زبائنهم) تماماً كما كان عليه الحال إبان كان العلاج والتداوي للغلابة مجانياً وبلا مقابل ، وبالرغم من الخطأ الفادح والمُشين الذي يشير إليه مبدأ أن تكون مجانية الخدمة مثاراً لإستعلاء الموظفين والفنيين المُكلفين بتقديمها للجمهور إلا أن ذلك يندرج عند الكثيرين تحت مصطلح (لقيت حقي والبطُن باردة) ، فما دام المحتاج يحصل على ضرورته في نهاية الأمر فلا بأس من تحمُّل بعض المرارات ، أما وقد إتسمت دولة الإنقاذ من رأسها إلى أُخمص قدميها بتجارية العلاقة بينها وبين عامة الشعب ، أصبح من الضروري أن يُعاد تدريب الكوادر التي تؤم المؤسسات التي تحوَّلت من حكومية (داعمة) إلى تجارية (قابِضة) ليتعلَّموا شيئاً عن القاعدة التجارية العُليا التي تعتبر من أولى مبادئ العمل التجاري والمتمثلة في مقولة (الزبون دائماً على حق) ، الكثير من المواقف التي تشير إلى سوء المعاملة في مثل تلك المؤسسات تفيد أن هؤلاء الموظفين لا يدركون أن طالب الخدمة الذي أمامهم ليس سوى (زبون) قد دفع مُسبقاً مبلغاً مقابل ما يقدمونه له من خدمة أو سلعة ، وبذلك فهو يستحق نفس الإهتمام وذات الإبتسامة والرُقي في التعامل الذي يحصل عليه كل زبون في فندق أو كافتريا من كافتريات السوق الأفرنجي ، ولتعمل الحكومة على إعادة تأهيلهم عقلياً ونفسياً حتى يكتسبوا مهارات فن التسويق وعلم العناية بالعملاء و(خدمات ما بعد البيع) تماماً كما تفعل الشركات الخاصة الكبرى والصُغرى ، والغريب في الأمر أن بعض المواطنين على ما يبدو لم يستوعبوا بعد مقامهم الجديد كزبون يدفع من حر ماله ما كان واجباً على الدولة توفيره مجاناً في زمان سابق وكما هوالحال في معظم البلدان التي تضطلع حكوماتها بأدوارها الحقيقية وواجباتها الحتمية ، فتراه ما زال مذهولاً وعلى أهبة الإستعداد النفسي لتقبُّل نفس المعاملة السيئة والصلف والتسيُّب والتسكع الأدائي وقد فات عليه أن قدرته الآن على الإحتجاج والإمتعاض والثورة والغضب أصبحت مُتاحة طالما أن لا أحد يستطيع إدعاء التفضُّل عليه ، يا أيها الناس لا تجعلوا الشكليات والمضامين القديمة في معاملة الموظفين والمسئولين في المؤسسات الحكومية بشكلها (التجاري الجديد) تخدعكم وتصدكم عن الإحتجاج والمطالبة بأعلى مستوى للمعاملة والخدمة فأنتم بلا فخر (زبائن حكومة).